هادي يلتقي محافظيْن شماليين وحزب صالح يرفض نقل الحوار من صنعاء

الإمارات تستأنف عمل سفارتها في اليمن من عدن

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قررت دولة الإمارات أمس، استئناف عمل سفارتها في اليمن من مدينة عدن، مؤكدة أن هذا القرار يأتي دعما وترسيخا للشرعية الدستورية، في وقتٍ التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظيْن شماليين للمرة الأولى منذ استقراره في عدن، التي رفض حزب سلفه علي عبدالله صالح نقل الحوار إليها من صنعاء.

وصرح معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن دولة الإمارات العربية المتحدة قررت استئناف عمل سفارتها في اليمن في مدينة عدن.

وقال معاليه إن هذا القرار يأتي دعماً وترسيخاً للشرعية الدستورية في اليمن الشقيق ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته ودعما للمبادرة الخليجية والمسار السياسي المتفق عليه إقليميا حسب البيان الأخير لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2201 والذي هو حصيلة اتفاق اليمنيين عبر حوار سياسي وجامع وموثق.

وأكد معاليه رفض دولة الإمارات المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية والخطوات التعسفية اللاحقة، مشيراً إلى أن أمن واستقرار اليمن الشقيق طريقه الشرعية الدستورية والمسار السياسي الذي تمخض عن المبادرة الخليجية، والذي يحفظ لليمنيين وحدتهم الوطنية واستقرار بلادهم.

لقاءات هادي

وفي الداخل اليمني، واصل هادي مهامه كرئيس للدولة لليوم الرابع على التوالي في مدينة عدن واجتمع باثنين من محافظي الشمال الداعمين للشرعية الدستورية. وهذا ثالث اجتماع علني منذ تمكن هادي من التخلص من الإقامة الجبرية بمقر إقامته في صنعاء التي فرضها عليه الحوثيون الذين يهيمنون على شمال البلاد.

واجتمع هادي بمحافظي مأرب الغنية بالنفط والجوف الحدودية مع السعودية التابعتين لإقليم سبأ في مقر الرئاسة في العاصمة الاقتصادية عدن. وقالت مصادر في الاجتماع إن هادي «أكد مجدداً التزامه باستكمال العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».

وأكد الرئيس اليمني أيضاً «التزامه بمخرجات الحوار الوطني التي توافق عليها الجميع في إطار بناء اليمن الاتحادي الجديد المبني على العدالة والمساواة والتقسيم العادل للسلطة والثروة». وشدد على أن «اليمن لن ينعم بالأمن والاستقرار إلا بوحدة أبنائه والحفاظ على ثوابته والتنفيذ الخلاق لمخرجات الحوار الوطني».

من جانبهم، أكد أعضاء السلطة المحلية والتنفيذية والزعماء القبليون والأعيان في إقليم سبأ «دعمهم الكامل ووقوفهم إلى جانب الشرعية الدستورية، ورفضهم لما سمي بالإعلان الدستوري وسياسة فرض الأمر الواقع ومصادرة حقوق الآخرين بقوة السلاح».

وتحدث هادي عن طريقة خروجه من الإقامة الجبرية، موضحاً أنه تمكن من الفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء «بمساعدة عدد من المهربين ومن دون مساندة من أي طرف داخلي أو خارجي».

ونقل أمين عام حزب العدالة عن هادي خلال لقائه الأحزاب في عدن القول إنه «خرج من الجهة الغربية لمنزله بسيارة فيها ثلاثة أشخاص فقط، ومروا بطرق غير معبّدة من سيارة إلى سيارة أخرى، ومن مهرب إلى آخر حتى وصلوا إلى عدن». واعتبر هادي خروجه «نصراً لأبناء اليمن وللسلم والأمن وليس للحرب والخراب».

بؤرة جنوبية

من جانبه، حذر المبعوث الدولي جمال بنعمر من تحول الوضع في جنوب اليمن إلى «بؤرة توتر خطيرة على اليمن والمنطقة وعلى السلم والأمن العالميين»، إذا ما استمر الصراع على السلطة في صنعاء.

وقال بنعمر في بيان إنه التقى ممثلين للحراك الجنوبي خلال زيارته إلى عدن، وأكد أن القضية الجنوبية «محورية رغم الأزمة الراهنة وتسارع الأحداث باتجاه مزيد من التعقيد، والحل المستدام للأزمة في اليمن لن يتحقق إلا بتلبية تطلعات أبناء الجنوب المشروعة كما عبرت عنها وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية، وطي الصفحة السوداء لمظالم الجنوبيين، ومعالجتها بطريقة جدية ومزمنة».

وقال مفاوضون يمنيون إن بنعمر أبلغهم إنه «الوحيد المخول بتحديد مكان انعقاد الجلسات القادمة للحوار بموجب تفويض مجلس الأمن، وإنه لن يتشاور في ذلك مع أحد، ما أثار غضب الحوثيين وممثلي حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي العام)».

صالح والحوثي

وبعد ساعات على تبرير زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي السيطرة على معسكر القوات الخاصة، واعتباره أن ذلك لم يكن يستهدف حزب المؤتمر الشعبي، أعلن الحزب مساندته الحوثيين في رفض نقل الحوار إلى مكان آخر غير صنعاء.

ووزع مصدر مسؤول في «المؤتمر الشعبي» تصريحاً أعلن فيه رفض المؤتمر وحلفائه نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى أي مدينة أخرى، وقال: «موقف المؤتمر وحلفائه يأتي حرصاً على مشاركة جميع الأطراف والمكونات السياسية في الحوار، لا سيما وأن نقله إلى مكان آخر سيؤدي إلى انقطاع البعض أو تخلّفهم عن المشاركة فيه تحت مبررات وحجج مختلفة»، على حد وصفه. وطالب المصدر القوى السياسية بـ«العودة إلى طاولة الحوار وتغليب مصالح الوطن العليا على ما عداها من المصالح الحزبية الضيقة»، على حد تعبيره.

Email