قرقاش يطالب بالضغط لعودة الشرعية .. والسفارة السعودية تستأنف عملها من عدن

مشاورات سياسية لنقل حوار اليمن من صنعاء

الرئيس اليمني ملتقياً بنعمر في عدن رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تزايدت المؤشرات السياسية أمس باتجاه نقل الحوار الوطني في اليمن من صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إلى مدينة تعز أو عدن التي يتواجد فيها الرئيس عبدربه منصور هادي والذي التقى المبعوث الأممي جمال بنعمر، في وقتٍ استأنف السفير السعودي لدى اليمن عمله من مدينة عدن، بينما أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط نحو عودة الشرعية.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تدوينة على موقع «تويتر» أمس إن «زيارة أمين عام مجلس التعاون للرئيس اليمني منصور هادي في عدن تأكيد للدور الخليجي». وأضاف «اثبتت الأحداث ان محاولة المليشيات الحوثية الحكم بالحديد والنار وعبر إقصاء الآخر لن تنجح، والمجتمع الدولي مطالب بالضغط نحو عودة الشرعية».

إلى ذلك، التقى الرئيس اليمني المبعوث الأممي جمال بنعمر في عدن. وقالت مصادر إعلامية يمنية إن زيارة المبعوث الأممي إلى عدن ولقائه هادي «تأتي في إطار التشاور وبحث إمكانية نقل حوار صنعاء إلى مدينة تعز القريبة من عدن أو عدن نفسها».

وقال بنعمر في مؤتمر صحافي عقده في عدن انه اعرب لهادي عن امله «في ان تكون عودته لمزاولة مهامه عاملاً مساعداً على اخراج اليمن من الأزمة». واذ أشار إلى انه ناقش مع الرئيس اليمني «الأوضاع الشاذة في اليمن وسبل الخروج منها بطرق سلمية»، شدد على ان «الرئيس الهادي متمسك بالحوار لحل الخلافات ودان اللجوء إلى العنف لتحقيق اغراض سياسية».

كما ألمح بنعمر إلى انه قد يتخذ شخصياً خلال ايام قراراً حول المكان الذي يفترض ان ينتقل إليه الحوار الوطني خارج صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وقال في هذا السياق: «توافقنا على ان تبدي كل الأطراف حسن النية في الحوار، وان تكون مرجعيته المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار واتفاقية السلم والشراكة». وعن نقل الحوار إلى مدينة اخرى، قال بنعمر:

«الرئيس اكد دعمه لبيان مجلس الأمن الذي خولني اختيار مكان مناسب للحوار وسأقوم بذلك قريبا. هناك افكار متعددة، وسأتخذ القرار قريباً». وبالتوازي، عقد الرئيس اليمني لقاء بقادة أحزاب يمنية ومحافظ مأرب سلطان العرادة الذي وصل عدن. وقالت مصادر سياسية إن هادي «عقد لقاء مطولاً مع قادة الأحزاب اليمنية الذين وصلوا مدينة عدن وناقش معهم مستجدات الوضع في اليمن وكيفية مواجهة الانقلاب الحوثي».

بدوره، صرح امين عام حزب «العدالة والبناء» عبد العزيز جباري أن «اللقاء مع الرئيس هادي أكد على ضرورة الحوار ونقله إلى مكان آخر غير صنعاء قد تكون مدينة تعز أو عدن». وأضاف: «التقت الأحزاب أيضا والقوى السياسية بالمبعوث الأممي وطرحت عليه ضرورة نقل الحوار من العاصمة صنعاء والبحث عن مكان أفضل».

السفير السعودي

وفي تطور لافت، استأنف السفير السعودي لدى اليمن عمله من مدينة عدن. وأفادت رسالة الكترونية مصدرها السفارة السعودية في اليمن ان السفير «لدى اليمن محمد سعيد آل الجابر باشر عمله بمقر السفارة في مدينة عدن بعد تعليق لعمل السفارة بصنعاء جراء الوضع الأمني».

وأكدت الرسالة التي وزعتها السفارة السعودية «دعم الشعب اليمني الشقيق ورئيسه الشرعي هادي لتحقيق الأمن والاستقرار بما يساعد على استكمال العملية السياسية وتنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وإنهاء حالة الصراعات وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني».

مجلس الأمن

سياسياً كذلك، أكد مجلس الأمن الدولي في بيان أن هادي «هو الرئيس الشرعي لليمن». ورحب المجلس بخروج الرئيس اليمني من الإقامة الجبرية، ودعا الحوثيين إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن رئيس الحكومة خالد بحاح وأعضاء الحكومة، وكل الأفراد الموضوعين تحت الإقامة الجبرية أو المعتقلين بشكل تعسفي».

كما رحب بعزم هادي «الانخراط بحسن نية في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة»، وحض جميع المشاركين فيها على «تسريعها عندما تنتقل إلى مكان يحدده مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص جمال بنعمر».

وجدد البيان «الدعوة لكافة الأطراف اليمنية إلى التزام الحوار سبيلا لحل خلافاتهم ونبذ استخدام العنف لتحقيق أغراض سياسية». كما دعاهم إلى «وقف الاستفزازات وكل الإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها الإضرار بعملية الانتقال السياسي».

عدن نحو عاصمة بديلة مؤقتة

تتحول عدن شيئاً فشيئاً إلى عاصمة بديلة مؤقتة عن صنعاء. فقد التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بنعمر بالرئيس عبدربه منصور هادي في المدينة الجنوبية التي تحولت بحكم الأمر الواقع إلى عاصمة سياسية ودبلوماسية للبلاد، بعد سيطرة المسلحين الحوثيين على صنعاء.

وفي الأثناء، باشر السفير السعودي لدى اليمن مهامه من عدن، بعد نحو أسبوعين من إغلاق السفارة في صنعاء.

وكان هادي الذي تمكن من الإفلات من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، وصل السبت الماضي إلى عدن، ثم أعلن تراجعه عن استقالته التي قدمها للبرلمان في خضم سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة في 21 يناير الماضي في صنعاء.

ويأتي لقاء هادي مع بنعمر غداة لقائه مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في عدن، في خطوة أكدت فيها دول الخليج دعمها لشرعية هادي في مواجهة الانقلاب الحوثي في الشمال.

والتقى هادي أيضاً عدداً من ممثلي الأحزاب السياسية.

وكانت السعودية أغلقت في 13 فبراير سفارتها في صنعاء وأجلت دبلوماسييها، في خطوة اتخذها عدد كبير من السفارات بشكل متزامن.

وتعليقاً على تحول الثقل السياسي إلى عدن، والمقاطعة الدولية لصنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، قال المحلل السياسي والعسكري العميد الركن ثابت حسين: «لقد انتقل مركز الثقل السياسي والدبلوماسي إلى عدن»، معتبراً أن ذلك «يمكن أن يشكل نقطة تحول في إعادة العملية السياسية إلى مسارها» بعيداً عن ضغط الحوثيين الذين يبقون على الرغم من ذلك جزءًا من الحوار.

وحول ما إذا كان هادي سيعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد، قال حسين إن ذلك «ليس بالأمر السهل».

فمن جهة، يواجه هادي في الجنوب «موقف الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال، والذي لا يريد أن تكون عدن عاصمة لليمن الموحد، بل عاصمة لدولة الجنوب التي يطالبون بإقامتها»، ومن جهة أخرى لا يريد الرئيس اليمني أن «يستفز الجمهور الشمالي».

وأردف حسين: «الرئيس متريث، ويريد أن يتخذ الحوثيون من هذا الإعلان حجة للحشد باتجاه الجنوب».

وذكر أن عدن تتمتع بموجب الدستور بصفة «عاصمة اقتصادية»، وهي «بمثابة عاصمة ثانية» للبلاد.

Email