السلطات التونسية تستنفر على الحدود الليبية

الثني يدعم تشكيل قوّة عربية ضد الإرهاب

ليبيون يتظاهرون في بنغازي تأييداً لقائد عملية الكرامة خليفة حفتر - اي.بي.ايه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 ثمّنت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً الدعم المصري لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد والجهود في مكافحة التطرّف، مشدّدة على دعمها المقترح المصري بتشكيل قوة عربية موحَّدة لمواجهة الإرهاب، فيما استنفرت تونس على الحدود، وأعلنت إقامة ممثليتين دبلوماسيتين في طبرق وطرابلس.

وأثنى رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني على «وقوف مصر إلى جانب ليبيا ودعمها ومساندتها، ما سيمكِّنها من تجاوز هذه الأزمة، والوصول إلى برِّ الأمان». واجتمع الثني ورئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أمس في القاهرة، حيث كان الأول وصل إلى العاصمة المصرية على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، لبحث مجالات التعاون المشترك بين البلدين..

والتنسيق المشترك في مواجهة العمليات الإرهابية. وشَرَحَ الثني الموقف الحالي في ليبيا، والجهود المبذولة لمواجهة الجماعات المُتطرِّفة المسلّحة، مشيدًا بـ«التنسيق الكامل بين الجانبين المصري والليبي في الحرب ضد الإرهاب، لأنَّ مصير البلدين مشتركٌ »، مؤكدًا «دعم بلاده لمقترح ضرورة وجود قوة عربية موحَّدة لمواجهة الإرهاب».

دعم مصري

بدوره، أكّد محلب أنَّ «مصر تقف مع ليبيا، وتدعم وتساند الحكومة الشرعية في طبرق، وتتطلع إلى دولة موحَّدة وقوية»، داعيًا جميع الطوائف الليبية إلى «نبذ الخلافات وإعلاء المصلحة الوطنية والتوحُّد في مواجهة الإرهاب، الذي يهدد أراضيهم، بل والأمة العربية كلها».

صفقة مروحيات

في الأثناء، كشف الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي أنّ بلاده ستتسلم ثماني مروحيات مقاتلة من طراز «بلاك هوك» من الولايات المتحدة في العام الجاري لتعزيز قدراتها في مكافحة الإرهابيين، مضيفاً أنّ «الطائرات ستصل في النصف الثاني من العام 2015».

وقال إنّ «الصفقة تتعلق بطائرات هليكوبتر تنقل الجنود وتشن عمليات هجومية»، لافتاً إلى أنّ من شأنها «أن تحدث نقلة نوعية في مجال مقاومة الإرهاب».

واعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية أنّ «الفوضى السائدة في ليبيا لا تشكل خطراً مباشراً على جارتها»، مؤكداً أنّ الجيش مستعد لأية مواجهة. وأكّد الوسلاتي عبر إذاعة «شمس اف ام» أنّ «الوضع على الحدود بين ليبيا وتونس مستقر إلى الآن»، لافتاً إلى أنّه «تمّ تعزيز الجهاز العسكري في المنطقة الحدودية مع ليبيا منذ الفصل الأخير في 2014 وأنّ الجيش مستعد لمواجهة أية جهة تدخّل أراضي البلاد».

تشدد أمني

على الصعيد ذاته، زار وزير الدولة التونسي المكلّف بالأمن رفيق الشلي الفرق العسكرية الحدودية في وادي الرمل وعين الكرمة وساقية سيدي يوسف، كما تفقّد خلال الزيارة الوحدات الأمنية من شرطة وحرس وطنيين والوحدات العسكرية.

ووقف المسؤول على «جاهزية الوحدات العملياتيّة المقاتلة، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، مثمّناً المجهودات المبذولة وتضحياتهم من أجل حماية البلاد من خطر الإرهاب»، داعياً إياهم إلى «مزيد الرفع من درجة الأهبة والاستعداد خلال المرحلة المقبلة».

استعداد للأسوأ

إلى ذلك، قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش إنّ «تونس تستعد للأسوأ في ليبيا في حال فشل المفاوضات ودخول الأطراف المتنازعة هناك في صراع عسكري».

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني: «نحن نعمل الآن على تشجيع الحلول الدبلوماسية والسياسية في ليبيا، ولكننا نستعد للأسوأ أيضاً»، مشيراً إلى أنّ «تونس تتأهب لاحتمال فشل المفاوضات بين الأطراف المتنازعة في ليبيا والدخول مجدّداً في صراع عسكري بينها».

ممثليتان دبلوماسيتان

كما أكّدت الخارجية التونسية قرارها إقامة ممثليتين دبلوماسيتين بحكومتي طبرق وطرابلس في ليبيا. وأوضح وزير الخارجية التونسي أنّ هذا القرار لا يعني اعتراف تونس بالحكومتين، قائلاً: «لا ننساق نحو مساندة طرف دون آخر لأن هذا يعني مناصرة عسكرية لا سياسية»، مشيراً إلى أنّ «تونس تتعامل مع واقع وجود حكومتين». وأبان أنّ أكثر من ثلاثة أرباع الجالية التونسية المقيمة في ليبيا توجد بطرابلس».

عودة

وصلت إلى مطار القاهرة صباح أمس رحلتان جويتان قادمتان من مطار جربة التونسي على متنهما 514 مصريًا عائدين من ليبيا عبر تونس، ليصبح إجمالي من تم إجلاؤهم حتى الآن 3855 مواطناً مصرياً عبر 15 رحلة جوية منذ بدء تسيير الجسر الجوي بين مصر وتونس.

ووصل نحو 15 ألف مواطن مصري عبر منفذ السلوم البري منذ بداية الأزمة. وقال مسؤول بالحدود المصرية، إنّ نحو 20 ألف مصري غادروا ليبيا، عقب الفيديو الذي بثه مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» لعملية ذبح 21 مصرياً.

Email