قوات كردية تحرر 10 قرى ورهائن التنظيم المسيحيين نحو 300

مقتل قيادات في «داعش» بضربات جوية

وزير الدفاع العراقي يزور قاعدة عسكرية قرب بغداد - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تلقى تنظيم داعش الإرهابي أمس ضربة كبيرة، تمثلت بمقتل قيادات الصف الأول، إثر استهداف سلاح الجو العراقي وطيران التحالف معاقل التنظيم في غير منطقة بسلسلة غارات، في حين قام عناصر التنظيم بهدم متحف الموصل والنمرود الذي يضم قطعاً أثرية تعود لآلاف السنين في محافظة نينوى..

بينما تمكنت قوات البيشمركة، بالتعاون والتنسيق مع قوات كردية سورية، من السيطرة على 10 قرى تقع على جانبي الحدود، توازياً مع ارتفاع عدد الرهائن المسيحيين بيد الإرهابيين إلى نحو 300.

وأفادت مصادر في قيادة العمليات العسكرية في الأنبار بأن سلاح الجو العراقي وطيران التحالف استهدفا معاقل داعش بسلسلة غارات جوية، ما أوقع العشرات من القتلى من بينهم قيادات بارزة.

وشن سلاح الجو العراقي غارات استهدفت قيادات الصف الأول للتنظيم اثناء اجتماعهم في منزل بمنطقة الكرابلة في قضاء القائم القريبة من الحدود مع سوريا. وأدى القصف إلى قتل وجرح العديد من القيادات، بينهم أبو مسلم الشيشاني «والي الفرات ووالي الأنبار»، فضلاً عن قيادات أخرى لم تعرف أسماؤهم حتى الآن.

وأضافت أن القوات العسكرية حصلت على معلومة استخباراتية ثانية أكدت وجود ما يسمى بقائد داعش أبي بكر البغدادي في قضاء القائم.

وأعلن مصدر صحي في الموصل مقتل 13 عائلة تابعة للإرهابيين إثر قصف جوي قامت به قوات التحالف الدولي خلال الـ 48 ساعة الماضية. وقال إن القصف تسبب بمقتل 13 عائلة مكونة من 46 من العناصر وعائلاتهم في ناحية القيارة والشورى جنوب الموصل.

قتلى بعقوبة

كذلك، ذكرت مصادر أمنية عراقية أن 31 شخصاً قتلوا، بينهم عناصر من «داعش»، وأصيب 13 آخرون في هجمات متفرقة شهدتها مناطق تابعة لبعقوبة وقالت المصادر إن القوات الأمنية تمكنت من استعادة السيطرة على أربع قرى شمالي ناحية العظيم شمالي بعقوبة.

إحراق وتخريب

بالتوازي، ذكر سكان محليون أن «داعش» أحرق مئات الكتب ودواوين الشعر العربي بدعوى انها «حرام» في احد الشوارع وسط الموصل. وقال السكان إن «التنظيم قام بسحب مئات دواوين الشعر العربي والكتب الأخرى التي تتحدث عن الغزل والغرام وقام بإحراقها في سوق شارع النجيفي وسط الموصل».

كما قام «داعش» بهدم متحف الموصل والنمرود، الذي يضم قطعا أثرية تعود لآلاف السنين في نينوى.

وقالت المصادر إن الإرهابيين «أقدموا على ارتكاب جريمة شنيعة تمثلت بهدم معالم نينوى الأثرية وتخريبها في أبشع هجمة تتعرض لها معالم المحافظة الآثارية في التاريخ الحديث». وأوضحت أن التنظيم «دمر بوابة نركال بأكملها التي تعود للفترة الآشورية منذ آلاف السنين وتماثيل للملك سنحاريب تعود لحضارات الآشوريين والسومريين والأكديين كانت متواجدة في المتحف».

10 قرى

وفي سوريا، أفاد مصدر قيادي في قوات البيشمركة أن قواته وبالتعاون والتنسيق مع قوات كردية سورية سيطرت على 10 قرى حدودية تقع على جانبي الحدود بين قضاء سنجار والأراضي السورية. وقال القائد في قوات البيشمركة الرائد بدرخان زيباري إن هذه القوات «تمكنوا خلال اليومين الماضيين من تحرير 10 قرى على جانبي الحدود وطرد إرهابيي داعش من تلك القرى بالكامل».

وأشار قائمقام قضاء سنجار ميسر حجي صالح إلى أن «القرى المحررة التابعة لناحية سنون التابعة لسنجار ست قرى هي: بيرجاري، بيرقاسم، حاساويك، الصحل، بني سبعة، قرية العز، تمتد من منطقة تربكا الحدودية الى مجمع خانة سور الحدودي، حيث تسيطر عليها الآن قوات البيشمركة».

وفي جديد تطورات ملف الرهائن المسيحيين لدى الإرهابيين، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ان التحالف الدولي شن غارات جوية على مواقع «داعش» في منطقة بشمال سوريا شهدت اختطاف مسيحيين آشوريين هذا الأسبوع.

وأعلن المرصد الآشوري لحقوق الانسان بدوره ارتفاع عدد المسحيين المختطفين لدى التنظيم الى 280 شخصاً، من بينهم نساء وأطفال، حيث نددت واشنطن والأمم المتحدة بعمليات الخطف هذه.

سقوط الموصل

قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أمس، إن السبب الأساسي في سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم «داعش» في يونيو الماضي هو «الفساد في المؤسسة العسكرية ووجود قيادات عسكرية غير كفؤة وفاسدة لا تفقه شيئاً في إدارة المعركة، وسوء تصرف القوات العراقية مع الأهالي في المدينة».

وأضاف ان «القوات العراقية في الموصل تركت الأرض دون قتال». وقال إن «نسبة عالية جداً حالياً في الموصل تقدر بـ 80 في المئة من الأهالي هم مع الدولة والجيش وهم ينتظرون تحرير المدينة من داعش، ولدي اتصالات مع أشخاص من داخل المدينة ونحن نهيئ العدة لتحريرها».

محمد الموازي قاطع الرؤوس وسفاح التنظيم

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية وهيئة الإذاعة البريطانية أمس أن «المتطرف جون» المشتبه فيه في تسجيلات ذبح مصورة نشرها تنظيم داعش الإرهابي يدعى محمد الموازي، وهو بريطاني من أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، ولد في الكويت ونشأ في لندن، وتخرج في الجامعة، ويحمل شهادة في برمجة الكمبيوتر.

وفي تسجيلات مصورة للتنظيم، ظهر شخص ملثم يرتدي ملابس سوداء، وهو يمسك بسكين ويتحدث الإنجليزية بلكنة لندنية، ويستعد لذبح ثلاثة أمريكيين وبريطانيين اثنين.

وأفادت التقارير الإعلامية الأميركية والبريطانية أنه يعتقد أن الموازي سافر إلى سوريا عام 2012 تقريباً، وانضم في ما بعد إلى التنظيم. وأوضحت الصحيفة: «اسمه الحقيقي طبقاً لأصدقائه وآخرين على علم بقضيته هو محمد الموازي، وهو بريطاني من أسرة ميسورة، نشأ في غربي لندن، ويحمل شهادة في برمجة الكمبيوتر».

وفي التسجيل المصور لكل وقائع الذبح، كان ملثماً لا يبيّن من وجهه سوى عينيه وطرف أنفه، ويضع جراباً تحت ذراعه الأيسر.

وأطلق الرهائن عليه اسم «جون»، كما أطلق عليه وعلى بريطانيين آخرين اسم «ذا بيتلز»، ولقب آخر باسم «جورج». وذكرت «واشنطن بوست» أنه ولد في الكويت ونشأ في حي بلندن تقطن فيه الطبقة المتوسطة، وأنه كان يصلي أحياناً في مسجد جنوب غربي لندن.

وقال ريتشارد والتون، وهو قائد في قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، في بيان: «لن نؤكد هوية أحد في هذه المرحلة، أو نعطي أي تحديث للمعلومات عن سير هذا التحقيق في مكافحة الإرهاب على الهواء».

ونقلت «واشنطن بوست» عن أصدقاء للموازي، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إنهم يعتقدون أنه «بدأ في تبني الفكر المتشدد بعد رحلة سفاري في تنزانيا كانت مقررة عقب تخرّجه في جامعة وستمنستر في لندن». ويقولون إن الموازي وصديقين أحدهما ألماني اعتنق الإسلام اسمه عمر والآخر وكنيته أبو طالب، «لم يتمكنوا من القيام برحلة السفاري. ففور وصولهم إلى دار السلام في مايو 2009 اعتقلتهم الشرطة، وأمضوا في الحجز ليلة قبل أن ترحّلهم السلطات». ولم يتسن الحصول على تعليق من جامعة وستمنستر.

وكشفت التقارير أن مسؤولي مكافحة الإرهاب في بريطانيا احتجزوا الموازي في 2010، وأخذوا بصمات أصابعه وفتشوا متعلقاته.

Email