قرقاش: تبنّي قنوات الإخوان العنف ضد مصر يلغي كذبة الحراك السلمي

مدينة سكنية باسم محمد بن زايد في سيناء

السيسي ووزير الدفاع خلال زيارتهما المصابين - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية بإقامة مدينة سكنية بأموال مصرية تحمل اسم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقديراً له ولدولة الإمارات ومواقف قادتها وشعبها مع مصر وشعبها، كما وجه بإنشاء جامعة تحمل اسم العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك ضمن خطة كبيرة لتنمية سيناء برصيد عشرة مليارات جنيه (مليار و300 مليون دولار)، في حين شدد على الثأر لشهداء سيناء وعدم السماح بتكرار الخميس الدامي.

وخلال كلمته في ندوة لرجال الجيش والشرطة بمسرح الجلاء، بحضور وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وقيادات القوات المسلحة والشرطة، وشيخ الأزهر د. أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية، وكبار رجال الدولة، ولفيف من رجال السياسة والإعلام والفن، وجه السيسي بإقامة مجمع سكني كبير في سيناء بأموال مصرية يحمل اسم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال الرئيس المصري إن «الإخوة في الإمارات كرام أبناء كريم، نذكر لهم وقوفهم بجانب مصر كثيرا وبالكثير جدا، وليعرف الجميع أن مواقف الإمارات ليست من أجل مواجهة أحد كما يقال».

تأسيس جامعة

كما قرر السيسي تأسيس جامعة تحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين الراحل، في منطقة جبل الجلالة بسيناء، على أعلى قمة للجبل (700 متر)، لتكون رمزا لتعاون الملك الراحل مع مصر وشعبها خلال الفترة الماضية، ووقوفه بنصح وإخلاص إلى جوار الشعب المصري.

وأكد السيسي أن هذه الجامعة ستكون بأموال المصريين، مكلفا وزير الدفاع ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بضرورة إعداد الدراسات اللازمة والتصميمات الهندسية ومواعيد التسليم.

من جانبه، أوضح رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء عماد الألفي، أن التصميمات سوف تستغرق نحو شهرين، وسيتم البدء بعدها في تنفيذ المشروع على أن يستغرق تأسيسه عاما كاملا. وشكر الرئيس المصري «كل الأشقاء العرب على ما قدموه لمصر من دعم خلال المرحلة الماضية، خاصة المملكة العربية السعودية التي وقفت إلى جوار مصر كثيرا»، مضيفا أن «البعض يتساءل خلال الوقت الراهن عن دعم السعودية لمصر بعد وفاة الملك عبد الله، وأنا هنا أقول أن العلاقات بين الدول لا تُدار بهذه الطريقة، إذ إن الدولة لن تقوم إلا على أكتاف رجالها وعلينا أن نبني اقتصادنا، الذي هو ذراع مصر».

وأكد السيسي، أن أخطر ما يواجه مصر في الفترة الراهنة هو الفكر المتطرف الذي لا يقدر قيمة الاختلاف الذي خلقه الله في الأرض لكي تستمر الحياة، موجها الكلام للحضور: «أنا يمين وأنت يسار هكذا خلقنا الله مختلفين، ربنا يعرف كل شيء ومطلع على السرائر».

حماية سيناء

وقال السيسي، إن الشعب المصري هو مَن سيدافع عن سيناء ويحمي الوطن، مؤكدا أن جيش مصر مستعد للموت من أجل أن تظل البلد قائمة، ولن يستطيع أحد هزيمتها. وأضاف: «سوف نواجه المجرم الذي يرفع السلاح في وجهنا فقط، وإذا تم القبض عليه سوف يحال إلى القانون ليأخذ عقابه العادل، وهذا التزام أمام الله وأمام الشعب المصري»، كما وجه في حديثه كلمة للفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة، قائلًا له: «لن أسمح بتكرار أحداث سيناء مرة أخرى، وأنت مسؤول أمامي وأمام المصريين عن ذلك»، معلنا عن تخصيص 10 مليارات جنيه (مليار و300 مليون دولار) لبناء وتنمية سيناء.

وفي حديثه إلى قوات الجيش التي تكافح الإرهاب في سيناء قال: «لا تظلموا أحدا، وليس معنى أننا نريد الثأر أن نقتل الأبرياء، وسوف نستمر كما بدأنا وهذا التزام عليكم جميعا، لأن الشرفاء والأمناء لا يقاتلون إلا بهذه الطريقة، وهناك دول أثناء محاربتها للإرهاب كانت تجتاح قرى كاملة تقتل فيها أطفالاً ونساء، وعندما يكون هناك 50 إرهابيا داخل قرية تعدادها 500 مواطن كانوا يفتكون بالجميع دون تفريق للأبرياء».

كما توجه الرئيس المصري بكلمة إلى عناصر وزارة الداخلية، أكد خلالها أن الأمن داخل مصر مسؤولية ملقاة على أكتافهم وفي رقابهم، مضيفاً: «أنا لست حاكما لمصر ولكني أحد أبنائها، والشعب المصري هو من كلفني بهذه المهمة، ويجب أن يراعي جهاز الشرطة حقوق المصريين فأنا مسؤول عن كل المصريين الفقير قبل الغني والضعيف قبل القوي والصغير قبل الكبير».

وتطرق الرئيس إلى مقتل الناشطة السياسية شيماء الصباغ، إذ أعرب عن خالص تعازيه لأسرتها وذويها، وأردف: «كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي، وهذه ابنتي، ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك، ولقد تحدثت مع وزير الداخلية منذ أيام»، مؤكدا أن «أي خطأ فردي لا يمكن أن تتحاسب عليه مؤسسة كاملة، وهو ما نحتاجه في دولة المؤسسات».

وتابع السيسي: «نحن نحتاج إلى دولة القانون والمؤسسات يتم فيها محاسبة أي مخطئ وذلك لن يهدم المؤسسة، ونحن نقوم بذلك من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة، فأحيانا تكون مصداقية المؤسسة على المحك، وليس عيبا أن نعترف بأي خطأ مهما كان حجمه».

وفيما يتعلق بمشروع المليون فدان، قال السيسي، «إن المشروع سوف يتكلف نحو 280 مليار جنيه، ولو توفر هذا المبلغ، أعد كل المصريين أن أنشئ لهم ريفا يحاكي الريف الأوروبي، ولكن لن نعلن عن المشروع إلا قبل توافر كافة المعايير الفنية الخاصة به، إضافة إلى الملاءة المالية المتاحة له». وأوضح الرئيس أن مشروع قناة السويس سوف يتم إنجازه خلال أغسطس المقبل، لافتا إلى أن الأمور تسير فيه وفقا للمخطط المتفق عليه، إضافة إلى أن المشروع القومي للطرق سيتم الانتهاء منه في نفس التوقيت، على الرغم من أنه زاد بمسافة 600 كم إضافية، مؤكدا أن هناك مئات الشركات المدنية تعمل في المشروعات التي يشرف عليها الجيش.

وأشار السيسي، إلى أن الجيش لا يمكنه أن ينفذ مشروعات الدولة بمفرده، دون معاونة من الشركات المدنية، موضحا: «نحتاج إلى معاونة من الجميع، ومصر ستنهض بفضل الله، وسوف ترونها في القريب العاجل».

وزار الرئيس المصري، مصابي الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها شمال سيناء من عناصر القوات المسلحة، بمستشفى مجمع الجلاء الطبي، وذلك عقب انتهاء اللقاء الذي نظمته القوات المسلحة في مسرح الجلاء.

كذبة سلمية

في الأثناء، أكّد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنّ «التبنّي الخسيس والواضح للعنف ضد مصر من قبل قنوات الإخوان الموجّهة من تركيا يعبر عن يأسهم، وتصعيد يلغي كذبة الحراك السلمي، ورقة التوت سقطت».

وأضاف معالي قرقاش في تغريدة على «تويتر»، أنّ «الاٍرهاب لن ينجح ضد مصر كما فشل قبله العنف الموجّه، وأنّ الإخوان يعودون إلى أصل حراكهم القائم علي العنف والذي يعبر عن بداياتهم وإرثهم»، مردفاً: «السذاجة هي ألّا تدرك أنّ شعب مصر سيلتفت حول قيادته ودولته وهي تواجه إرهابا ينال من استقرار البلد وتعافيه، مسلسل القراءة الخاطئة مستمر».

وتابع معالي قرقاش: «سنتابع كيف سيفسر الإخوان ترويجهم العنف و الاٍرهاب في مصر لمراكز القرار في الغرب جهة الدعم الرئيسة لهم؟ وفودهم لا شك تنسق خطابها الغربي الآن».

قائد جديد

أصدر وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي، أمس، قرارًا بتعيين اللواء أركان حرب محمد عبد الله، قائدًا للجيش الثالث الميداني، خلفًا للواء أركان حرب أسامة عسكر. يُذكر أن اللواء محمد عبد الله من مواليد 1958 وحاصل على جميع الفرق الحتمية المؤهلة لرتبته، وتولى العديد من المناصب الرفيعة منها قائد الفرقة الرابعة المدرعة، ورئيس شعبة عمليات الجيش الثاني، ورئيس فرع العمليات بهيئة القوات المسلحة، ورئيس أركان المنطقة الغربية العسكرية، ثم رئيس أركان الجيش الثاني الميداني.

ترحيل صحافي

أعلن مصدر مسؤول في مصر، أمس، عن قيام الأجهزة المعنية بترحيل الصحافي الأسترالي بيتر كريستي، المتهم في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية الماريوت» إلى بلاده، بقرار من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضح المصدر، وفق ما تداولته تقارير محلية، أن قرار ترحيل كريستي، الذي كان يعمل بقناة الجزيرة، جاء تنفيذا لنص المادة الأولى من القرار بقانون رقم 140 لسنة 2014. وقال المصدر: إن وزارة الخارجية قامت بالتنسيق مع السفارة الأسترالية بالقاهرة لحجز تذكرة الطيران للصحافي الأسترالي، مشيرا إلى أن السفارة حجزت له بالفعل تذكرة الطيران على الرحلة المتجهة إلى سيدني عصر أمس.

Email