عمّان تتمسك بدليل عن حياة الكساسبة والتنظيم يتبع تكتيك «حرق الأعصاب»

الأردن يعد بصفقة أكبر مع انتهاء مهلة «داعش»

زوجة وأقارب الطيار الأردني في حالة حزن وبكاء خلال وقفة تضامنية في عمّان ــ أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت المهلة الجديدة التي حددها تنظيم داعش الإرهابي للأردن للإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي مع مغيب الشمس يوم أمس وسط غموض مصير الرهينتين الأردني معاذ الكساسبة والياباني كينجي جوتو باعتبار أن الصفقة لم تتم حتى نهاية موعد المهلة ولم يقدم «داعش» أي دليل على أن الكساسبة على قيد الحياة، وعلى الرغم من إعلان السلطات الأردنية استعدادها الإفراج عن الريشاوي وتلميحها إلى إمكانية ذهابها إلى أبعد من ذلك مقابل الكساسبة، إلا أنه بدا واضحاً أن التنظيم الإرهابي يلعب لعبة حرق الأعصاب والإرهاق النفسي من دون أن يكون جدّياً في الصفقة، ففي التهديد الأخير الذي قرأه الرهينة الياباني توعد التنظيم بإعدام الكساسبة في حال لم يتم إطلاق سراح الريشاوي، مع العلم أن الكساسبة ليس ضمن الصفقة وفق رؤية «داعش»، حيث إنه سيتم إطلاق الياباني مقابل السجينة العراقية، وفي حال لم يطلق سراحها فسيتم قتل الطيار الأردني والإبقاء على الياباني.

في رسالة صوتية منسوبة للرهينة الياباني كينجي جوتو المحتجز لدى تنظيم «داعش» قال الرهينة إن الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز أيضاً لدى التنظيم سيقتل إذا لم يفرج الأردن عن سجينة عراقية قبل المغرب (أمس). وقال الصوت في الرسالة: «أنا كينجي جوتو. هذه رسالة صوتية أمرت أن أرسلها لكم: إذا لم تكن ساجدة الريشاوي جاهزة لمبادلتها بحياتي عند الحدود التركية قبل غروب شمس يوم الخميس الموافق 29 من يناير بتوقيت الموصل فسيتم قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة فوراً».

غموض الصفقة

وتشير الرسالة الصوتية ضمنياً إلى أن الطيار الأردني لن يكون جزءاً من صفقة التبادل وهو ما يضع الأردن في موقف صعب. ولن تكون أي مبادلة لا تشمل الطيار محل ترحيب من جانب الرأي العام في الأردن، حيث يؤكد المسؤولون أنه يمثل أولوية لهم وقد يجعل عمان عرضة لمزيد من المطالب من المتشددين.

وترجئ الرسالة مهلة سابقة بدأت يوم الثلاثاء. وكان جوتو قال في رسالة سابقة إنه سيقتل في غضون 24 ساعة إذا لم يفرج الأردن عن ساجدة الريشاوي.

وقبل نحو ساعة من انتهاء المهلة الجديدة قال الناطق باسم الحكومة محمد المومني إن الأردن مازال يحتجز الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام لدورها في هجوم انتحاري عام 2005 قتل خلاله 60 شخصاً في عمان.

وقال المومني إن الأردن يريد دليلاً على أن الكساسبة على قيد الحياة حتى ينفذ ما قاله وهو مبادلة السجينة بالطيار الأردني.

وقال إنه لم يتلقَ أي دليل على أن الكساسبة حي رغم أنه طلب هذا، وأكد المومني ان الأردن ينسق مع السلطات اليابانية في محاولة لتأمين الإفراج عن جوتو.

بدوره قال رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة: « اذا تم مدنا بتطمينات على حياة الطيار قد تذهب الحكومة إلى أبعد من ساجدة» في تلميح إلى إمكانية تقديم أكثر مما يطلبه التنظيم.

قنوات الاتصال

ولا يوجد للحكومة قنوات مباشرة مع التنظيم الإرهابي، لكن قالت مصادر حكومية إن للأردن علاقاته الواسعة من رجال عشائر ودين عراقيين كانوا حلقة اتصال مع «داعش».

وسبق وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن المملكة بعثت لـ«داعش» عدداً من الأسئلة لكن لم تجب على أي منها، وتتعلق في الحالة الصحية للطيار.

وكان والد الطيار اشتكى من عدم اتصال الحكومة به واطلاعه على ما تقوم به من محاولات للإفراج عن ابنه، وهو ما دفعه إلى دق باب السفارة التركية بعمان. لكن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني طمأنه ليلة أول من أمس خلال لقائه بعائلة الكساسبة وقال صافي الكساسبة والد الطيار إن الملك اكد له ان «معاذ هو ابني وأعمل على ضمان سلامته»، مضيفا أن الملك أخبره بأن «الأردن يفتح صدره لأي صفقة، وسيكون معاذ فيها».

قلق ياباني

وأثارت التعليقات الأردنية قلقاً في اليابان من أن جوتو ربما لن يكون طرفاً في أي صفقة، ويبدو أن التنظيم الإرهابي يستخدم تكتيكات للضغط النفسي على الدولتين. وقال آبي إن حكومته تبذل كل الجهود الممكنة للإفراج عن جوتو في أقرب وقت. كما أكد أن بلاده لن ترضخ للإرهاب وستواصل التعاون عن كثب مع المجتمع الدولي.

ووقعت أزمة الرهائن بعد أن أعلن آبي أثناء جولة بالشرق الأوسط تقديم مساعدات غير عسكرية قيمتها 200 مليون دولار للدول التي تحارب «داعش» لكن حكومته رفضت أي تلميحات بأنها تصرفت بشكل متسرع وشددت على أن المساعدات كانت إنسانية.

وسافر جوتو إلى سوريا في أواخر أكتوبر. وقال أصدقاؤه وزملاؤه إنه كان يسعى للإفراج عن صديقه الياباني هارونا يوكاوا الذي أسره التنظيم في أغسطس. وفي الأسبوع الماضي نشر أول تسجيل من ثلاثة تسجيلات يعتقد أن جوتو ظهر بها. وظهر بالتسجيل رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء ويحمل سكيناً وقال إن جوتو ويوكاوا سيقتلان خلال 72 ساعة إذا لم تدفع اليابان فدية قدرها 200 مليون دولار.

وظهر جوتو فيما يبدو في تسجيل فيديو وقال إن التنظيم أعدم ياكاوا وإن الخاطفين باتوا يطلبون الآن الإفراج عن ساجدة الريشاوي. أما التسجيل الذي نشر يوم الثلاثاء فكان عبارة عن مقطع صوتي على صورة ثابتة يظهر فيها جوتو وهو يحمل صورة للكساسبة الذي نمت لحيته.

توقيف إعلاميين

أوقفت السلطات الأردنية مالك ورئيس تحرير موقع «سرايا نيوز» هاشم الخالدي، والمحرر المسؤول في الموقع سيف عبيدات، من قبل مدعي عام محكمة أمن الدولة، إضافة إلى إغلاق موقع «سرايا»، حيث تم الإيعاز إلى مدير عام هيئة الإعلام لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق الموقع اثر نشر شائعات تتعلق بقضية الطيار الأردني.

وجاء التوقيف بتهمة استخدام وسائل إعلامية للترويج لأفكار جماعة إرهابية، والقيام بأعمال من شأنها أن تعرض الأردنيين لخطر أعمال عدائية وانتقامية. عمّان - البيان

Email