السيسي نحو رأب الصدع بين القاهرة وأديس أبابا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفد بلاده في أعمال الدورة 24 للاتحاد الإفريقي التي تنطلق غداً الجمعة في أديس أبابا، حيث سيسعى حسب مراقبين إلى رأب الصدع بين مصر وإثيوبيا.

وتعد هذه هي المشاركة الثانية للسيسي في اجتماعات القمة الإفريقية منذ توليه رئاسة مصر، إذ سبق أن قد شارك في القمة الإفريقية السابقة التي عقدت في العاصمة الغينية مالابو، عقب توليه مهام منصبه رئيساً للجمهورية في يونيو الماضي، فيما تعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للرئيس إلى إثيوبيا التي تشهد العلاقات بينها وبين مصر حالة من الشد والجذب، على خلفية أزمة سد النهضة الإثيوبي.

ومن المنتظر أن يعقد السيسي عدداً من اللقاءات مع القادة الأفارقة المشاركين في القمة؛ لبحث العلاقات الثنائية، لا سيما مع المسؤولين الإثيوبيين، خاصة في ظل أزمة سد النهضة.

انفراج كبير

وعن العلاقات المصرية الإثيوبية في ضوء تلك الأزمة، يؤكد مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير حسين هريدي أن «العلاقات شهدت انفراجاً كبيراً عقب تولي السيسي مهام منصبه، إذ إن لقاءه المرتقب برئيس الوزراء الإثيوبي، على هامش القمة الإفريقية، يعد اللقاء الثاني خلال أقل من عام، وهذا إن دل فيدل على أن العلاقات بين البلدين تسير في الطريق الصحيح»، مشيراً إلى أن هذا اللقاء من المقرر أن يكون بمنزلة دفعة إضافية للعلاقات الثنائية.

والعلاقات المصرية الإثيوبية مرت بمراحل عديدة، حيث كانت العلاقات في أوج تميزها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وظهر ذلك من خلال دعوة عبد الناصر للإمبراطور الإثيوبي وقتها لمشاركته في افتتاح الكنيسة المرقصية، لتشهد العلاقات عقب ذلك تدهوراً في فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على خلفية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، واعتماد السياسة الخارجية الإثيوبية آنذاك على السوفييت، لتأتي حقبة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتسترد جزءاً من عافية العلاقات بين البلدين، وإن شاب العلاقات بعض الأحداث التي أثرت في العلاقة، كمحاولة اغتيال مبارك خلال زيارته إثيوبيا، ولكن سرعان ما تم تجاوز هذه الأزمة، إلا أن العلاقة وقعت في أزمة بناء سد النهضة، وفق ما ذكره هريدي.

تراجع ملحوظ

بينما شهدت الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير تراجعاً كبيراً على مستوى العلاقات بين البلدين التي وصلت إلى ذروتها خلال الجلسة التشاورية المؤسفة التي تمت في قصر الرئاسة المصرية، في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، والتي هدد من خلالها باستخدام القوة لإنهاء أزمة سد النهضة.

فيما وصفت مساعدة وزير خارجية مصر الأسبق للشؤون الإفريقية السفيرة منى عمر العلاقات المصرية الإثيوبية بالـ«جيدة جداً»، وإن كان هناك مشكلة متمثلة في سد النهضة الإثيوبي، ولكن هذه المشكلة يتم تناولها بشكل سلمي من خلال التفاوض التي تواجه بعض العقبات.

وعن التباحث حول أزمة سد النهضة خلال مباحثات القمة التي ستعقد بين البلدين على هامش القمة الإفريقية، أكدت أن زيارة السيسي إلى إثيوبيا تأتي لمشاركتها في القمة الإفريقية، وليست زيارة رسمية، وعليه فهذا اللقاء لا يعد الإطار الذي يتم من خلاله التفاوض على أزمة سد النهضة، وإنما سيكون اللقاء بمنزلة مناقشة للمبادئ العامة التي يتم من خلالها التنفيذ، ومن المتوقع أن يقوم السيسي بزيارة رسمية لأديس أبابا في المستقبل القريب، يتم خلالها التباحث على العديد من القضايا، من خلال وفد وزاري يرافق الرئيس.

Email