تصريحات لمحافظ عدن ونائب عن حضرموت تدعم التوجّه

أول دعوة رسمية لاستفتاء حول انفصال جنوب اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أطلقت هيئة برلمانية جنوبية في البرلمان اليمني أمس، أول دعوة سياسية من نوعها وتشير صراحة إلى نزوع نحو انفصال جنوب اليمن، وتتضمن مطالبة بإجراء استفتاء شعبي في محافظات الجنوب حول الوحدة اليمنية بإشراف دولي، وصدرت عن مسؤولين جنوبيين مواقف تصب في نهر الانفصال، توازيها تحركات ميدانية ذات طبيعة عسكرية في محافظة عدن .

وجاءت دعوة النواب الجنوبيين عقب اجتماع عقدته الكتلة البرلمانية الجنوبية في البرلمان اليمني أمس في عدن . وهذه أول دعوة يتم اطلاقها بشكل رسمي من جهة نيابية في الجنوب وتعتبر جزءاً من السلطة التشريعية في اليمن.

وطالبت الكتلة البرلمانية الجنوبية مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي بتمكين ما أسمته «الشعب الجنوبي» من تقرير مصيره عبر استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة.

وعقدت التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في جنوب اليمن، منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، الخميس الماضي، محادثات مكثفة في عدن بهدف العمل على توحيد جهودها تمهيداً لإعلان الانفصال.

وكان نواب البرلمان عن المحافظات الجنوبية أصدروا بياناً عقب اجتماعهم في عدن قالوا فيه إن جماعة الحوثي لم تكتف بالانقلاب بل حاولت فرض الكثير من الرؤى والقرارات التي دفعت الرئيس هادي والحكومة لتقديم استقالتهما وما اتبع ذلك فرض الحصار الجائر وغير الإنساني وتقييد الحرية لمجموعة من الوزراء الجنوبيين.

فرز مناطقي
واعتبر بيان نواب المحافظات الجنوبية الإجراءات التي أقدم عليها الحوثيون «عملية فرز مناطقي وطائفي واضح للانقلابيين» تجاه أبناء هذه المحافظات الأمر الذي لا يستقيم معه البتة تجاهل المجتمع الدولي والإقليمي وتباطؤه القوي والحازم في ثني الانقلابيين عن الاستمرار في مخططاتهم الإجرامية، ما يضع الكثير من علامات الاستفهام ويتطلب التحرك العاجل»، حسب نواب الجنوب.

وأضاف البيان: «تؤكد الكتلة البرلمانية على رفضها القاطع لكل الخطوات الانقلابية التي أتت بعد مليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء وترفض الاعتراف بها لكونها تمت تحت الضغط والإكراه من قبل الانقلابيين الحوثيين».

وأكد «على الاستمرار في تعليق عضوية الكتلة الجنوبية في مجلس النواب والمعلن في بيانها السابق أثر قيام مليشيات الحوثي باختطاف احمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتعتبرها سارية المفعول، حيث أنها تعتبر العاصمة عاصمة محتلة من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية».

الكتلة البرلمانية حمّلت «الانقلابيين الحوثيين المسؤولية الكاملة الدستورية والقانونية والأخلاقية بما سيترتب على هذه الإحداث من زعزعة للأوضاع في اليمن والجنوب بشكل خاص».

إرادة دولية
وفي الاتجاه ذاته، قال محافظ عدن د. عبد العزيز بن حبتور إن انفصال الجنوب وشيك ولن يأتي الا بإرادة دولية. وقال بن حبتور في مداخلة عبر قناة «سكاي نيوز عربية» إن موضوع الانفصال مرتبط بسياسة دولية، وأن التصويت على استفتاء تقرير المصير لن يحدث إلا بإرادة دولية.

وأكد أنه «إذا صوت مجلس الأمن الدولي على قرار الانفصال نحن سنصوت للانفصال». وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم.

وأكد النائب عن محافظة حضرموت فؤاد واكد لقناة «سكاي نيوز عربية»: «نحن لن نشارك في جلسة البرلمان، وسبق وأعلنت الكتلة الجنوبية في البرلمانية منذ اختطاف د.عوض بن مبارك بأننا نعلق عضويتنا في البرلمان اليمني».

وأضاف: «وصلنا إلى قناعة تامة بأنه لا توجد نية للإخوان في الشمال لإيجاد قواسم مشتركة مع الآخرين فلهذا نحن منذ أعلنا مقاطعة جلسات البرلمان لإنزال ضمن هذا التوجه ولا نزال ضمن هذه المقاطعة».

واختتم واكد بقوله: «إن ما حدث دفع الجنوبيين للمطالبة بالانفصال فهم يرون أن الوقت قد حان لإعلان الانفصال لأننا في الجنوب نعتقد جازمين بأنه لا توجد إمكانية للشراكة مع الإخوة في الشمال، ولهذا السبب نجد أنه يجب فك الارتباط وإقامة الدولة الجنوبية، وبعد ذلك إذا تحسنت الأوضاع مع الإخوة في الشمال إو إذا قدروا أن يسيطروا على دولتهم في الشمال فلا مانع ولا ضير أن نعود لنتباحث في هذه النقطة بالتحديد».

احتجاز أمنيين
وفيما أكدت تقارير أن لجان أبين الشعبية سيطرت على مدينة عدن الجنوبية، قال شهود عيان إن اللجان في مدينة المعلا بمحافظة عدن، سيطرت على طقم للأمن المركزي أمس. وذكر شهود العيان أن أفراد الطاقم تم احتجازهم في مركز شرطة المعلا المدار من جانب اللجان الشعبية في المدينة. وأضاف الشهود إن الوضع مازال متوتراً في المدينة حيث قامت اللجان الشعبية بإغلاق الشارع الرئيس والخلفي.

وتشهد مدينة المعلا توترًاً ومؤشرات صدام بين قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) واللجان الشعبية التي تسلّمت ادارة مرافق في المدينة عقب استقالة الرئيس هادي.

وقالت مصادر بالمدينة إن تعزيزات من قوات الأمن المركزي وصلت الى المعلا عقب احتجاز اللجان لطاقم الأمن. ودارت بين الجانبين قبل يومين اشتباكات خلفت قتيلين من الأمن وآخر من اللجان ما جعل علاقتهما متوترة ولم تعطي المصادر معلومات عن سبب حجز الطقم من قبل اللجان .

ويسيطر المئات من مسلحي اللجان الشعبية على جميع مقرات الشرطة، بالإضافة إلى مقرات حكومية وحيوية مثل مطار وميناء عدن والمصفاة.

قتيل ومصابان
قال مصدر أمني يمني إن مسلحاً مجهولاً قتل وأصيب آخران أمس، خلال هجومهم على مقر للشرطة في محافظة عدن جنوبي البلاد. وقال المصدر، طالباً عدم ذكر اسمه إن مسلحين هاجموا بالأسلحة الرشاشة مقراً للشرطة في مدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وإصابة اثنين آخرين. وأضاف المصدر أنه لم يصب أي من أفراد الشرطة في الهجوم.

وسبق أن نفذ مسلحون خلال الفترة الماضية هجمات استهدفت مقارّ أمنية وعسكرية في عدة محافظات يمنية خلفت قتلى وجرحى.

Email