حظر تجوّل في الرمادي استعداداً لتدشين معركة الأنبار

عين العرب وديالى تُحرّران من «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

طردت القوات الكردية مسلحي تنظيم داعش الإرهابي من مدينة عين العرب السورية بالكامل، في وقت سيطرت القوات العراقية وميليشيات الحشد الشعبي المساندة لها على قضاء المقدادية آخر معاقل التنظيم في محافظة ديالى، مع استعدادات لدحر المتطرفين في الرمادي بإعلان حظر التجول في المدينة، تزامناً مع طلب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من قوات البيشمركة وقف قصف مدينة الموصل بالصواريخ.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الكردية سيطرت تماماً على مدينة عين العرب السورية قرب الحدود مع تركيا، وطردت مقاتلي تنظيم داعش بعد معارك استمرت قرابة أربعة شهور.

وأفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أن «وحدات حماية الشعب» بدعم غارات التحالف الدولي باتت تسيطر «بشكل شبه كامل»، على المدينة الواقعة قرب الحدود التركية، بعد أن دحرت مقاتلي «داعش» منها.

وانسحب المسلحون المتشددون إلى ريف المدينة من الجهة الشرقية، إلا أن عدداً منهم لا يزال يقاتل في حي مقتلة بالطرف الشرقي، حيث تواصل القوات الكردية «عمليات التمشيط».

وكان المرصد نقل عن مصادر متقاطعة أن «التنظيم المتطرف أرسل إلى جبهات القتال في عين العرب كتيبة مؤلفة من نحو 140 عنصراً غالبيتهم دون سن الـ18 عاماً، من المنضمين حديثاً إلى معسكرات التدريب التابعة للتنظيم».

ويعد دحر المتشددين من عين العرب الخسارة الأكبر للتنظيم منذ سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا الصيف الماضي.

تحرير ديالى
في العراق، اعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي تحرير محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، من «داعش» الذي كان يسيطر على بعض مناطقها، ومقتل اكثر من 50 مسلحاً من المتطرفين.

وقال الزيدي لـ«فرانس برس»: «نعلن تحرير محافظة ديالى من تنظيم داعش بمشاركة قوات الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر، وقتل اكثر من 50 إرهابياً». وأكد ان «القوات العراقية تفرض سيطرتها على جميع مدن واقضية ونواحي محافظة ديالى».

ونفذت القوات العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي الموالية للحكومة وأخرى من ابناء العشائر، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عمليات متلاحقة في مناطق متفرقة كانت تخضع لسيطرة المتطرفين.

وتعد محافظة ديالى، كبرى مدنها بعقوبة (60 كيلومتراً شمال شرق بغداد)، من المناطق المتوترة بحيث تشهد احداث عنف شبه يومية.

وشهدت المناطق الواقعة الى الشمال من قضاء المقدادية، شمال شرق بعقوبة، عمليات متلاحقة منذ يوم الجمعة الماضي لاستهداف معاقل التنظيم.

وأعلن الزيدي «مقتل 58 مقاتلاً وإصابة 248 آخرين من القوات العراقية والقوات الأخرى التي قاتلت الى جانبها» خلال الأيام الماضية.

وأشار الزيدي الى ان القوات العراقية باشرت بتطهير المنطقة من العبوات الناسفة التي زرعها مسلحو داعش في الطرق والمنازل والبساتين للإسراع في إعادة الأهالي الى مناطقهم.

عشرات القتلى

في السياق، أوضح قائد شرطة ديالى، اللواء جميل الشمري، إنه «تم تحرير أكثر من 24 قرية من داعش في مناطق الشمالية من محافظة ديالى في حوض شروين والصدور وقرى شمال المقدادية في قرى شمال سنسل، واستعادة منابع المياه ونواظم توزيع المياه في تلك المناطق».

وأسفرت تلك العملية عن مقتل العشرات من المتطرفين، وتدمير أسلحة ومعدات مختلفة وضبط مشفى ميداني تابع لداعش، والعثور على جثث لأبرياء أعدموا على يد التنظيم المتطرف.

وبانتهاء هذه العملية التي استمرت أربعة أيام تكون تلك القوات قد استعادت نحو 50 كيلومتراً مربعاً من داعش، وتعد تلك المسافة هي آخر معاقل التنظيم المتطرف في محافظة ديالى التي تمتاز بكثافة بساتينها.

من جهته، اكد رئيس مجلس بلدي قضاء المقدادية عدنان التميمي «تطهير جميع مناطق المقدادية بالكامل وانطلاق فرق فنية من دائرة الكهرباء والبلدية لإصلاح الأضرار التي تعرضت لها المنطقة استعداداً لعودة الأهالي».

حظر تجول
وفي الأنبار، أعلن قائد الشرطة كاظم الفهداوي أن السلطات الأمنية فرضت حظراً شاملاً للتجوال في مدينة الرمادي مركز المحافظة، حتى إشعار آخر بالتزامن مع بدء عملية عسكرية وصفها بالكبيرة لاستعادة مناطق في المدينة من مقاتلي تنظيم داعش.

على صعيد آخر، ناشد نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووزير الدفاع خالد العبيدي التدخل لوقف ما وصفه بالتجاوزات التي ترتكبها عناصر الحشد الشعبي المرافقة للقوات الأمنية.

وأضاف النجيفي أن تلك العناصر تفجر المساجد والدور السكنية في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم، والتي خلت من ساكنيها بعد موجات النزوح التي جرت خلال الأشهر الماضية، وذلك إثر شكاوى تلقاها النجيفي من شيوخ عشائر ووجهاء في المحافظة.

توجيهات بارزاني
في سياق آخر، قال رئيس مجلس محافظة نينوى، بشار الكيكي، إن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وجه بوقف القصف المدفعي صوب مدينة الموصل.

وأعلنت قوات البيشمركة عن توجيه اكثر من 20 صاروخاً خلال اليومين الماضيين على مدينة الموصل التي يسطر عليها تنظيم داعش.

وكان بارزاني بحث مع مجلس محافظة نينوى أول من امس، ما بعد داعش في محافظة نينوى ووضع النازحين حالياً.

وذكر الكيكي في بيان، ان بارزاني وجه البيشمركة بإيقاف القصف على الموصل «لتجنب اراقة دماء الأبرياء حتى لو كانت فيها مكاسب عسكرية».

وقال الكيكي نقلا عن بارزاني إن «داعش يستخدم المدنيين دروعاً بشرية حيث هنالك مصانع لإنشاء العبوات والمتفجرات داخل الأحياء السكنية».

وحول خطة تحرير الموصل أكد برزاني انه «حالما تستكمل الخطة، التي يجب ان تكون بمشاركة كل الأطراف وبدعم من أهالي نينوى، فإن البيشمركة مستعدون للدخول في العملية ولكن لن يقدموا على ذلك لوحدهم لأسباب كثيرة».


ضربات التحالف

أعلن الجيش الأميركي أمس، أن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 21 ضربة جوية في سوريا و13 في العراق خلال الـ24ساعة الماضية.

وقالت قوة المهام المشتركة في بيان، إن 17 ضربة جوية في سوريا استهدفت منذ الأحد الماضي مدينة عين العرب السورية. وأضافت أن الضربات في العراق استهدفت المنطقة قرب الموصل وتلعفر وحديثة والفلوجة.

الإمارات تدين جريمة «داعش» الوحشية بحق الرهينة الياباني

دانت دولة الإمارات العربية المتحدة الجريمة الوحشية النكراء، التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بقتل الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، بطريقة مروعة شنعاء، تمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان ولكل القيم والأخلاق الإنسانية والدينية والقوانين الدولية، كما دانت الجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية هذه الجريمة.

واستنكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أمس، هذا العمل الإرهابي. وقالت، إنه عمل شنيع لا يغتفر، يعكس الفكر الإجرامي والأساليب الوحشية لهذه الجماعات.

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن أصدق تعازيها ومواساتها للحكومة اليابانية، والشعب الياباني، وأسرة الضحية الياباني في هذا الاعتداء الهمجي.

كما دانت الجزائر بشدة اغتيال الرهينة الياباني واصفة هذا الاغتيال بالجبان.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي شريف أمس: «نعرب عن استيائنا أمام هذه الجريمة النكراء والهمجية، وندعو إلى الإفراج فوراً عن الرهينة الثانية الصحافي كانجي غوتو».

وأضاف الناطق قائلاً «إذ نجدد رفض الجزائر للإرهاب بكل أشكاله، نعرب عن تعاطفنا مع عائلة الفقيد، وتضامننا مع الحكومة اليابانية».

من جهتها، دانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ما وصفته بـالجريمة الوحشية المتمثلة في قتل «داعش» للرهينة الياباني.

واعتبرت اللجنة في بيان أن «هذا الاعتداء البربري خروج على أبسط القواعد الإنسانية والأخلاقية، ويتنافى تماماً مع تعاليم كافة الأديان والشرائع السماوية».

وتقدمت اللجنة التنفيذية بأحر التعازي إلى الحكومة والشعب الياباني، داعية إلى الإفراج الفوري عن الرهينة الثاني المحتجز لدى هذا التنظيم الإرهابي.

Email