القاهرة تأمل في خطوات إيجابية من الدوحة

مجلس الوزراء السعودي يرحب باستجابة مصر وقطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد مجلس الوزراء السعودي والرئاسة المصرية ومنظمة التعاون الإسلامي بالجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتنقية الأجواء بين مصر وقطر.وفي حين رحب مجلس الوزراء السعودي باستجابة مصر وقطر لمبادرة العاهل السعودي، أعربت الرئاسة المصرية عن أملها أن تشهد الأيام المقبلة خطوات إيجابية لتفعيل المبادرة لدعم التوافق الذي حصل مع قطر.

وفي جلسته الأسبوعية، رحب مجلس الوزراء السعودي، الذي انعقد برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، باستجابة مصر وقطر لمبادرة الملك عبدالله التي «دعا فيها أشقاءه في الدولتين لتوطيد العلاقات وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما».

وهنأ المجلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما تحقق من نجاح لمبادرته ومساعيه الخيرة التي توجت بإزالة ما يشوب العلاقات بين مصر العربية وقطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، ورفع شكره للعاهل السعودي على حرصه على اجتماع الكلمة وتوحيدها وتعزيز أواصر الأخوة بين الدول الشقيقة.

تثمين للجهود

وفي القاهرة، ثمنت الرئاسة المصرية الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم التوافق بين مصر وقطر. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية إن جهود خادم الحرمين الشريفين «لدعم التوافق بين مصر وقطر جهود مثمرة، وتستحق التقدير والاحترام».

وأضاف الناطق المصري أن «بلاده تأمل في أن تشهد الأيام المقبلة خطوات إيجابية لتفعيل مبادرة خادم الحرمين لدعم التوافق بينها وبين قطر، بحيث تظهر نتائجها من خلال واقع ملموس على الأرض، من التعاون والتكاتف العربيين».

وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ثمن جهود خادم الحرمين الشريفين التي وصفها بأنها رامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام، مضيفاً أن مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي، فدقة المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات الشعوب العربية.

إشادة إسلامية

أما في جدة، فأشاد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني بمبادرة العاهل السعودي للمصالحة بين مصر وقطر، مثمّناً حرص خادم الحرمين الشريفين المتواصل على تعزيز التّضامن العربي والإسلامي وتنقية الأجواء بين كافّة الدّول العربيّة والإسلاميّة.

كما رحّب مدني بما أبداه قائدا البلدين من نيّة صادقة وتجاوب بنّاء مع المبادرة واستعدادهما لفتح صفحة جديدة من العلاقات تطوي آثار الماضي وتؤسّس لمرحلة واعدة من التّعاون والتّضامن بين جمهوريّة مصر العربيّة ودولة قطر لما فيه خير وعزّة شعبيهما وشعوب الأمتين العربية والإسلامية.

أكاديميون سعوديون

في غضون ذلك، ثمن عدد من الأكاديميين السعوديين التطورات الإيجابية التي تمت على صعيد توطيد العلاقات بين قطر ومصر وتأكيدهما فتح صفحة جديدة في العلاقات استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، معتبرين أن ذلك خطوة إيجابية مهمة ليس للشعبين القطري والمصري فحسب، وإنما للمنطقة العربية.

ونوهوا بالبيان الذي صدر من الديوان الملكي والمعبر عن دور المملكة في تصفية أجواء العلاقات المصرية القطرية التي من شأنها توطيد العلاقات والتقارب بينهما والحفاظ على استقرار المنطقة في هذا الوقت بالذات الذي يشهد جملة من التحديات والصراعات التي هي في أمس الحاجة إلى وحدة الصف والتقريب في وجهات النظر والبعد عن الخلافات أياً كان نوعها.

ووصف عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز أيمن بن صالح فاضل المبادرة التي قادها خادم الحرمين الشريفين بأنها تحمل في ثناياها الخير للبلدين الشقيقين وتعميق أواصر الأخوة وتعزيز العلاقات والتضامن بينهما في خطوة ليست بغريبة عن «رجل السلام» الذي يحمل هموم أمته العربية والإسلامية ودائماً ما يتواجد في الظروف الصعبة لحل الخلافات ورأب الصدع الذي تحدثه الاختلافات والتفرقة في صفوف الأمة.

وقال إن «المبادرة السعودية دلالة واضحة على ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين من احترام وتقدير بين قادة دول العالم بشكل عام والدول العربية والإسلامية بشكل خاص، فهو من أبرز الشخصيات التي تتمتع بالحنكة السياسية والدبلوماسية وبعد النظر، الأمر الذي جعله حريصاً على توطيد واستقرار شعوب الدول العربية».

رجل مواقف

من جانبه، أوضح رئيس قسم الصحافة في جامعة الملك عبدالعزيز عبدالرحمن بن إبراهيم الحبيب أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين من دور بالغ الأهمية في التقريب بين الدولتين الشقيقتين يدلل على مكانة المملكة بين منظومة الدول العربية والإسلامية وتجسيد لحرصها على استقرار المنطقة في مختلف الظروف والأحوال وفي مقدمتها البعد عن التفرقة والشتات.

وأضاف أنّ «خادم الحرمين الشريفين رجل مواقف، حيث لا يتخلى أن أمتيه العربية والإسلامية وبالأخص في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة ليسهم في حلها بحنكته وسياسته، كما أنه يولي مصالح الأمة اهتماماً بالغاً ويسهر على أمنها واستقرارها ويبذل جهوداً مخلصة في سد أية ثغرة يحاول أعداء الأمة العربية والإسلامية استغلالها للمساس بهويتنا الإسلامية».

مشروع رائد

وصف عميد معهد البحوث والاستشارات بجامعة الملك عبدالعزيز عبدالله بن أحمد الغامدي، مبادرة خادم الحرمين الشريفين في إنهاء الخلاف بين مصر وقطر بالمشروع الرائد السعودي الذي اعتادت السعودية القيام به لتأصيل وشائج الأخوة العربية وتعميق التضامن العربي لمواجهة التحديات والصراعات التي تشهدها المنطقة العربية.

»خليجيون يحبون مصر« ترحب بالمصالحة

 

رحبت حملة «خليجيون يحبون مصر» بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة بين مصر وقطر وفتح صفحة جديدة بين البلدين الشقيقين لتعزيز عودة العلاقات الطيبة.

وثمن مؤسس الحملة ورئيس بيت الكويت للأعمال الوطنية د.يوسف العميري مبادرة خادم الحرمين الشريفين لرأب الصدع وطي صفحة الخلافات بين البلدين، مشيراً أن المبادرة تتسق مع جهود الوساطة التي قام بها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للوساطة بين دول الخليج لإنهاء خلافاتها .

وهي الجهود التي توجت بعقد القمة الاستثنائية في الرياض والوصول لاتفاق الرياض التكميلي الذي مهد الطريق أمام انعقاد القمة الخليجية في الدوحة وعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر والاتفاق في البيان الختامي لقمة الدوحة على الدعم الكامل لمصر ولجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأعرب العميري عن أمله في إتمام المبادرة وعودة العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين ودعم التعاون بينهما في جميع المجالات، مؤكداً ضرورة عقد قمة ثنائية بين الزعيمين المصري والقطري من أجل الاتفاق على طي صفحة الخلافات وتعزيز التعاون.

آمال وأمانٍ

واعتبر العميري أن خادم الحرمين لم يتدخل لحل الخلاف المصري ـ القطري إلا وهو مطمئن ومتأكد من سير الأمور لصالح الأمة العربية وصالح التعاون الخليجي، مؤكداً أن أبناء الخليج العربي يرحبون بهذه المبادرة الطيبة.

ويعتبرون أن لقاء الرئيس السيسي بمبعوث أمير قطر أثلج صدور أبناء الخليج، و«نتمنى أن تسود المودة الأمة العربية»، معرباً عن أمله في إتمام لقاء قمة بين الزعيمين المصري والقطري في الرياض برعاية العاهل السعودي.

 وتابع العميري: «التحديات التي تواجه أمتنا العربية لم تعد تحتمل رفاهية تأجيل المصالحة، يجب أن يلتقي الزعيمان في أسرع وقت، ولا تقتصر المسألة فقط على إزالة الخلافات، بل ينبغي المضي قدماً باتجاه تعزيز التعاون بين العرب جميعاً لمواجهة تحدي الإرهاب.

ونتمنى أن تنعقد القمة العربية المقبلة في القاهرة وتمت إزالة كل المعوقات، لكي يتخذ العرب قرارات تلبي طموحات الشعوب العربية التي تتطلع لتحقيق مطالبها في الوحدة والتكامل كما فعلت كل التكتلات السياسية والاقتصادية في العالم التي لا يربطها من المشتركات ما يجمع بين العرب».

Email