سقوط صاروخ أطلق من القطاع في عسقلان

إصابات في تظاهرات الضفة والاحتلال يقصف غزة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قمعت قوات الاحتلال أمس المسيرات الأسبوعية التي انطلقت في الضفة الغربية المحتلة المنددة بالاستيطان ما أدى إلى إصابات العشرات، بالتزامن مع وقوع إصابات خلال إقامة الفلسطينيين لنصب تذكاري للشهيد الوزير زياد أبو عين مكان استشهاده في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، في وقت قصفت قوات الاحتلال جنوب قطاع غزة بالرشاشات وادعت سقوط صاروخ قرب عسقلان.

وأصيب عدد من الناشطين خلال مواجهات اندلعت قرب بلدة ترمسعيا شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة خلال فعالية إقامة نصب تذكاري للشهيد الوزير أبو عين في المكان الذي استشهد فيه.

ونظم ناشطون من مختلف المحافظات الفلسطينية ومسؤولون من الفصائل وشخصيات محلية فعالية زراعة شجرة زيتون وإقامة نصب تذكاري تخليداً لأبو عين في المكان الذي استشهد فيه، لكن جنود الاحتلال اقتحموا المكان وشرعوا بإطلاق القنابل الغازية والرصاص، ما أدى لإصابة ثمانية منهم.

وأقام الناشطون صلاة الجمعة في المكان القريب من مستوطنة «شيلو»، بعد الخروج في مسيرة سيرا على الأقدام من ترمسعيا واستطاعوا رفع الأعلام قرب المستوطنة.

وأشار شهود عيان إلى أن الاحتلال احتجز أربعة شبان واعتدى على الناشط محمد الخطيب بالضرب المبرح ما أدى لكسر في يده، كما رش المياه العادمة على الناشطين.

وفي ذات السياق، اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة نعلين غرب رام الله بعد رشق الشبان لقوات الاحتلال بالحجارة في المنطقة الجنوبية بمحاذاة الجدار الفاصل، ورد الجنود بإطلاق القنابل الغازية على الشبان وبين المنازل.

قلنديا وبلعين

وفي مخيم قلنديا شمال القدس اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال على المعبر المؤدي لمدينة القدس، وأشعل الشبان الإطارات المطاطية ورشقوا الجنود بالحجارة، ورد الجنود بإطلاق القنابل الغازية ودفع بثلاث دوريات عسكرية في محيط المعبر.

وأفاد الناشط في مجال حقوق الإنسان بلال التميمي أن الاحتلال قمع مسيرة سلمية خرجت في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله احتجاجا على الاستيطان.

وأوضح أن الجنود أطلقوا القنابل الغازية على المسيرة التي ضمت نشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب حضروا للتظاهر ضد استمرار الاستيطان، ومحاولات المستوطنين للاستيلاء على أراضي جنوبي القرية والسيطرة على عيون ماء.

كما انطلقت مسيرة بلعين الأسبوعية وفاء لروح الشهيد الوزير زياد أبو عين، وللتأكيد على استمرار الفعاليات الوطنية والشعبية الرافضة للاحتلال والجدار العنصري.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وصور الشهيد أبو عين، وجابوا شوارع القرية وهم يرددون الهتافات والأغاني الداعية إلى الوحدة الوطنية، والمؤكدة على ضرورة التمسك بالثوابت، ومقاومة الاحتلال وإطلاق سراح جميع الأسرى والحرية لفلسطين.

وأصيب خلال المواجهات المقعد راني برناط (34 عاما) بقنبلتين غازيتين بالظهر.

في الأثناء، قمعت قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الاسبوعية المناوئة للجدار والاستيطان والتي انطلقت بعنوان الوفاء للشهيد أبو عين.

وأفاد منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم حسن بريجية أن قوات الاحتلال تصدت للمسيرة واعتدت على المشاركين فيها ومنعتهم من الوصول إلى موقع اقامة الجدار العنصري على أراضي القرية.

قصف غزة

وفي قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال بالرشاشات الثقيلة أراضي الفلسطينيين في بلدة عبسان شرقي خانيونس جنوب القطاع. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال فتحت نيرات اسلحتها الرشاشة تجاه اراضي المزارعين شرقي بلدة عبسان من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وسقط صاروخ في منطقة خالية قرب عسقلان أطلق من القطاع. وذكر جيش الاحتلال أن الصاروخ سقط في منطقة تقع ضمن المجلس الإقليمي لعسقلان شرقي غزة، مشيرا إلى أن الهجوم لم يسفر عن سقوط قتلى أو أضرار مادية.

تمديد اعتقال

مددت ما تسمى محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، اعتقال سبعة مقدسيين حتى غد الأحد، بدعوى التحريض ضد الاحتلال، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

وقالت مصادر فلسطينية إن المعتقلين هم: عمر الشلبي، وعدي سنقرط، وطارق الكرد، وسامي إدعيس، وابراهيم عابدين، وناصر الهدمي، وفؤاد رويضي، فيما أطلقت سلطات الاحتلال سراح المعتقل المقدسي عمر محيسن، وحولته للحبس المنزلي لمدة خمسة أيام.

معركة دبلوماسية حاسمة لتمرير القرار الأممي

ما زالت المعركة الدبلوماسية في مجلس الأمن حول الطلب الفلسطيني بتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال جارية برغم تقديم مشروع القرار الفلسطيني العربي لمجلس الأمن مساء الأربعاء من الأسبوع الماضي بصيغة أخذت ببعض الاقتراحات الفرنسية بحسب نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلا أن الطلب الذي قدم ما زال فلسطينياً عربياً خالصاً بعكس التوقعات التي رجحت الوصول إلى صيغة عربية أوروبية وربما أميركية للطلب المقدم وهو ما لم يحدث لغاية الآن.

وما زال الطلب سجين الأصوات التسعة التي يجب أن يحصل عليها أولاً قبل أن يتم طرحه في مجلس الأمن، ويرى المراقبون أن المشروع الذي تم تقديمه سيراوح مكانه لفترة قد تطول لأسابيع بموازاة المباحثات الجارية الفلسطينية والعربية والأميركية والأوروبية.

دائرة صعبة

وحول قرار القيادة الفلسطينية تقديم الطلب بصيغته الحالية لمجلس الأمن قبل التأكد حتى من نيله للأصوات التسعة وبرغم حتمية الفيتو الذي سيمنع المصادقة عليه في حال تم تمريره بعد موافقة 9 دول في مجلس الأمن، أوضحت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«البيان» أن القيادة الفلسطينية وضعت في دائرة صعبة من الخيارات التي أعقبت الاجتماعات المكثفة خلال الأسبوع الماضي.

وأكدت المصادر أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لعب دوراً كبيراً لثني القيادة الفلسطينية عن قرارها تقديم مشروعها العربي لمجلس الأمن من جهة وتعطيل المشروع الأوروبي (الفرنسي الألماني البريطاني) من جهة أخرى.

صيغة مخففة

ووضعت واشنطن رسالة على طاولة المباحثات الفلسطينية مفادها أنها، واشنطن، مستعدة لاتخاذ قرار في مجلس الأمن بصيغة مخففة ووسطية تضمن قبولها إسرائيلياً لبدء عملية تسوية مختلفة ولكن تحت السيطرة الأميركية المنفردة مجدداً، إذا ما تنازلت القيادة الفلسطينية عن صيغة مشروع قرارها.

وفي الوقت نفسه نالت واشنطن من المشروع الأوروبي بتذكير الفلسطينيين بصيغته الفضفاضة وتردده الدائم وخطورة أن تلقي القيادة الفلسطينية بيضها في السلة الأوروبية في تجربة جديدة غير محسوبة النتائج بعيداً عن القوة الأميركية ونفوذها وسيطرتها على عملية التسوية.

ويأتي هذا الدور الأميركي بمثابة التلويح للفلسطينيين بالمثل «عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة»، بمعنى عملية تسوية أميركية جديدة بالمصادقة على صيغة وسطية تعطي الفلسطينيين بعضاً من حقوقهم خيراً لهم من تجربة أوروبية فضفاضة وغير واضحة وغير محسوبة النتائج تستعدي واشنطن وتتعرض لمصالحها وتهدد سيطرتها على المفاوضات.

وبهذه الصورة أصبحت القيادة الفلسطينية أمام ثلاثة خيارات: طلب فلسطيني عربي خالص قد لا يحصل على موافقة تسعة أصوات لعرضه على مجلس الأمن، وإن حصل سيواجه فيتو أميركي لإحباطه ما يدفع بها لاتخاذ الخطوة التصعيدية الأخرى بالانضمام إلى المحاكم الدولية ومحاسبة الاحتلال الذي لن يقف ساكناً إزاء هذه الخطوة التي قد تفجر عنفاً لم يسبق له مثيل يعصف بساحة الصراع برمتها.

أما الخيار الثاني فهو الانخراط في صيغة القرار الأوروبي الفضفاض الذي ستقابله أميركا أيضاً بالفيتو لعدم قبولها النيل من سيطرتها على ملف التسوية.

 وثالثاً القبول بالخطة الأميركية الجديدة والحصول على مصادقة جديدة لمجلس الأمن على خطة تسوية واستكشاف جديتها مرة أخرى.

Email