مقبرة جماعية تضم 230 جثة لأبناء عشيرة سورية قتلهم التنظيم الإرهابي

البيشمركة تبدأ معركة استعادة سنجار من "داعش"

متطوعون عراقيون ضمن قوة تحرير الموصل يتدربون في معسكر قرب دهوك ــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت قوات البيشمركة الكردية أمس عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة سنجار في شمال غرب العراق من تنظيم داعش بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بحسب مصادر كردية، فيما أكد وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن المهمة التدريبية التي صادقت الحكومة الألمانية على قيام الجيش الألماني بها في العراق لن تتطور إلى مهمة قتالية، في وقت عثر في دير الزور بسوريا على مقبرة جماعية تضم 230 جثة تعود لمناهضين للتنظيم الإرهابي.

وقال ضابط برتبة عميد في القوات الكردية: «انطلقت قوات البيشمركة لتنفيذ عملية لتحرير بعض المناطق المهمة الواقعة في سنجار وزمار». وأضاف: «الهجوم متواصل حالياً بدعم من طائرات دول التحالف التي قامت بتوجيه ضربات منذ ليلة أول أمس على مواقع داعش في مناطق زمار وسنجار». وأوضح أن «قوات البيشمركة تمكنت حتى الآن من تحرير ثلاث قرى هي الحكنة وكاريز وكوباني كانت تحت سيطرة «داعش»، والسيطرة على منطقة "المثلث" الواقعة بين سنجار ومنطقة ربيعة الحدودية مع سوريا.

من محورين

وأكد سعيد مموزيني أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني «انطلاق عملية عسكرية لتحرير قضاء سنجار»، مشيراً الى أنها تنفذ عبر محوري ربيعة وزمار التي كانت القوات الكردية استعادت السيطرة عليها في 25 اكتوبر. وأوضح أن «طائرات دول التحالف بدأت منذ الفجر (أمس) تنفيذ ضربات جوية ضد أوكار داعش لدعم تقدم قوات البيشمركة». ودفع هجوم تنظيم داعش على سنجار في أغسطس بعشرات آلاف الإيزيديين الى الفرار، وحوصروا في جبل سنجار لأيام عدة، فيما تعرض آخرون لمذابح وظل مصير آخرين مجهولاً حتى الآن.

وبعدما تمكنت ضربات التحالف الدولي من فك حصار «داعش» للجبل، أعاد التنظيم في اكتوبر فرض طوق على الجبل الذي لاتزال توجد فيه مئات العائلات الإيزيدية.

"تجهيزات ثقيلة"

وأعلنت القيادات الأمنية في محافظة الأنبار عن وصول «تجهيزات ثقيلة» لنصف المقاتلين الذين تلقوا تدريبات سريعة في معسكر تدريب في الحبانية، جنوب شرقي الرمادي، فيما يواصل تنظيم «داعش» فرض حصاره على مركز المحافظة، من كل الاتجاهات، مع محاولات من قبل القوات الامنية، التي يقدر عددها إضافة إلى مقاتلي العشائر بنحو 50 الف عنصر، لفك الحصار. يأتي ذلك في وقت وصل عدد المستشارين الأميركيين، المكلفين بتدريب عدد من افواج الشرطة في معسكر «البغدادي»، إلى 200 مستشار، على أن يصل العدد الى 500 مع بداية العام المقبل.

المهمّة الألمانية

في برلين أكد وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أمس، أن المهمة التدريبية المقرر أن يقوم بها الجيش الألماني في العراق لن تتطور إلى مهمة قتالية. وقال شتاينماير: إن هذه المهمة ليست مهمة قتالية، إنما مهمة تدريبية، مؤكدا: «نؤكد أنه يمكن التراجع عن هذا القرار في أي وقت، إذا ما تغير الوضع الأمني». وقال: إنه مع داعش «عادت البربرية المطلقة للشرق الأوسط». وأضاف: إنها مجموعة إرهابية أظهرت عنفاً غير معقول لكل من عارضها.

وصادق مجلس الوزراء الألماني أمس على قيام الجيش الألماني بمهمة تدريبية في العراق. ومن المقرر أن يقوم عدد يصل إلى مئة جندي ألماني بتدريب الجيش الكردي في مدينة أربيل شمالي العراق في مواجهة تنظيم (داعش). تجدر الإشارة إلى أن هناك جدلاً حول هذه المهمة، لأنها لن تتم تحت مظلة الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن المقرر أن تتم بعد مصادقة مجلس الوزراء أخذ موافقة من البرلمان الألماني (بوندستاج) الذي من المحتمل أن يجري مشاوراته بهذا الشأن في يناير المقبل.

يذكر أن ألمانيا أرسلت بالفعل أسلحة بقيمة 70 مليون يورو إلى الأكراد في شمال العراق، إلا أن الجيش الألماني لم يشارك في أي من الهجمات الجوية ضد التنظيم.

ومن جانبها أكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أنه لا بد من إيقاف التنظيم. وأعربت فون دير لاين عن ثقتها في القوات الكردية، قائلة: "لدينا خبرات جيدة مع البيشمركة". وستنضم القوات الألمانية - التي ستتمركز بمحيط أربيل - إلى عدد قليل جداً من القوات التدريبية الأخرى الموجودة بالفعل في شمال العراق لإعطاء البيشمركة تدريباً أولياً إضافة إلى توجيهات متخصصة في كيفية إبطال المفرقعات والإسعافات الأولية والتكتيكات.

مقبرة جماعية

في سوريا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم اكتشاف 230 جثة لأناس يعتقد انهم قتلوا بيد «داعش» في مقبرة جماعية في محافظة دير الزور بشرق سوريا.

وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له إن من المعتقد أن الجثث تخص افرادا من عشيرة الشعيطات التي حاربت متشددي «داعش». وبموتهم يرتفع أفراد العشيرة الذين قتلهم التنظيم المتطرف الى اكثر من 900 شخص.

كما دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي تنظيم «داعش» في قرية جفرة شمال مطار ديرالزور، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

براميل متفجرة

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران المروحي لقوات النظام السوري قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في محافظة درعا، كما نفذ غارات عدة على مناطق في المحافظة. وفي حمص ذكر المرصد أن قوات النظام قصفت مناطق في المزارع المحيطة بقرية السعن الأسود، ومناطق أخرى في ريف حمص الشمالي والشرقي، كما قصفت مناطق في بلدة غرناطة بريف حمص الشمالي، وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة تلبيسة.

سُنّة العراق يعقدون أول مؤتمر لمحاربة الإرهاب

 

يرى ناشطون سياسيون ومدنيون، أن ظهور تنظيم داعش كقوة يحسب لها حساب، والانقسامات التي حصلت في الوسط السنّي، بتأثير من سياسات حكومة نوري المالكي السابقة، همّشت الى حد بعيد جمهور الحراك الشعبي، وقادة ساحات الاعتصام في المحافظات السنيّة، الأمر الذي يستدعي لم الصفوف من جديد، وتوحيد الكلمة، من خلال مؤتمر عام يعقد اليوم الخميس في أربيل.

ويقول مسؤولو تظاهرات الأنبار السابقة، او ما تسمى «ساحات الاعتصام»، إنهم سيعقدون مؤتمراً حاسماً لوضع استراتيجية مشتركة ضد «داعش»، ومن أجل تحقيق مطالب ساحات الاعتصام.

ويؤكد محمد طه حمدون، وهو ناطق باسم مجتمعي اربيل، ان المؤتمر «سيسعى الى إرسال رسالة واضحة، بأنه يشجب أفعال داعش، لكن من دون إهمال مظالم السنة».

حضور قيادات

ويضيف أن قيادات سنّية بارزة، من بينهم نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، سيشاركون في المؤتمر، الى جانب قادة سياسيين صادرة بحقهم مذكرات إلقاء قبض أو أحكام في زمن حكومة المالكي. ويتابع أن المؤتمر سيبحث «مواجهة التطرف، والتمييز بين أبناء السنة وتنظيم داعش».

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أيضاً الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس حكومة اقليم كردستان، مسعود البارزاني، بالإضافة الى ممثلين عن جامعة الدول العربية.

وتقول التقارير المقربة من اربيل ان تلك العشائر الداعمة لداعش تخشى من أن تقهقر التنظيم سيعيد وجود الجيش العراقي، الذي يتهمونه بأنه جيش شيعي طائفي، وهم بطبيعة الحال يرفضونه.

ويشير رعد السليمان، أحد شيوخ العشائر، الى وجود نوايا لتطويع أبناء العشائر في الجيش والشرطة تحت رعاية العامري وسليماني، مشدداً على «أننا غير مستعدين للتضحية بدماء أبنائنا من أجل القتال داخل مناطقنا السنّية تحت إمرة زعيم منظمة بدر هادي العامري، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني».

ويقول شعلان الكريم، النائب عن محافظة صلاح الدين إن بعض الشخصيات والكتل السنية وبالتعاون مع مجالس المحافظات التي تخضع لسيطرة عناصر داعش اتفقوا على عقد مؤتمر لمحاربة الإرهاب وتطرف داعش والميليشيات.

ويتوقـع النائــب عــن محافظــة الأنبار محمد الكربولي «حضور الشخصيات السياسية والعشائرية الرافضة للعملية السياسية في المؤتمر»، ويرى ان «الهدف هو توحيد المواقف السنية أمام التحديات والظروف التي تواجه البلاد».

Email