السلطات ترحّل مئات السلفيين الأجانب

الحوثيون يدخلون إلى تعز ووجهتهم الجنوب

عنصر من جماعة الحوثي يدقق في بطاقة أحد السائقين في صنعاء ــ رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل المسلحون الحوثيون إلى مشارف مدينة تعز اليمنية التي تبعد 250 كلم جنوب غرب صنعاء، وهي آخر مدن الشمال مع الجنوب، حيث نصبوا نقاط تفتيش بالقرب من المطار الدولي، في وقت رحّلت السلطات مئات الطلبة السلفيين خشية مهاجمة معهد يدرسون فيه.

ودخلت قافلة مؤلفة من 16 آلية تنقل نحو 200 عنصر مسلح بالرشاشات خلال الليل إلى ضاحية مدينة تعز كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، حيث انتشروا في منطقة غير بعيدة من المطار والإذاعة المحلية.

وبث التلفزيون المملوك لجماعة الحوثي لقطات للمتمردين وهم يسيرون دوريات ويقيمون نقاط التفتيش بعد أن استكملوا السيطرة على مدينة القاعدة آخر مدن محافظة إب والقريبة من مطار تعز الدولي، وباتوا الآن يحاصرون محافظتي تعز ومأرب وهما آخر محافظتين في الشمال لم تسيطر عليهما الجماعة.

وقال سكان في المدينة إن الحوثيين سيطروا على القاعدة إحدى أكبر مدن محافظة إب من دون مقاومة من قوات الأمن، وأن شيوخ قبائل من حلفاء الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانوا في استقبال المسلحين الحوثيين عند دخولهم.

ونشر الحوثيون عدداً من السيارات المحملة بالمسلحين في شوارع المدينة وأحيائها، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية.

ولم يدخل الحوثيون مدينة تعز بموجب اتفاق سابق مع السلطات المحلية، لكن قال مصدر قريب من الجماعة: إن هذا الاتفاق لم يعد قائما لأن السلطات المحلية لم تف بالتزاماتها باعتقال 14 متطرفاً في المحافظة. وسبق ذلك أن سيطر الحوثيون على مديرية السياني المجاورة للقاعدة بمساعدة من رجال قبائل ينحدرون من محافظة الجوف، كما سيطروا على مديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز.

ورغم دعوة وزير الدفاع للمسلحين الحوثيين للانسحاب من العاصمة وتسليم مؤسسات الدولة، إلا أن الجماعة تمددت إلى محيط القصر الرئاسي في جنوب صنعاء، حيث أقامت نقاط تفتيش باستخدام سيارات عسكرية أخذت من معسكرات الجيش، كما ارتدى مسلحوها اللباس الرسمي للقوات النظامية.

من جهته كشف حزب الإصلاح أن قيادات في الحزب التقت بزعيم الحوثيين في صعدة للمرة الأولى في تاريخ العلاقة بين الحزبين.

وذكر موقع الصحوة نت الناطق باسم الحزب أن وفداً من الحزب التقى أول من أمس، عبدالملك الحوثي في صعدة، وأن الجانبين اتفقا على إنهاء أسباب التوتر بينهما.

ووفقاً لما ذكره الموقع فإن اللقاء هدف إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو بناء الثقة والتعاون في بناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. وأضاف: الجميع أبدوا رغبتهم في التعاون والتعايش عملاً بمبادئ الإسلام الحنيف التي تدعو إلى الأخوة والمحبة والسلام، واستشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية والمخاطر المحدقة التي تحيط باليمن.

ولم يكشف الموقع المزيد من التفاصيل ولا هوية الوفد الإصلاحي، لكنه قال إنه تم الاتفاق بين الجانبين على استمرار التواصل لإنهاء أسباب التوتر ومعالجة التداعيات التي في سياق آخر، بدأت السلطات اليمنية أمس ترحيل المئات من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أحد المعاهد السلفية في لحج خشية مهاجمة الحوثيين لهذا المعهد على غرار المعاهد التي كانت قائمة في شمال البلاد.

وقال محافظ لحج أحمد المجيدي إن ترحيل الطلاب وعددهم يزيد على أربعمئة لا علاقة له بأي أنشطة إرهابية وإنما حرصا على سلامتهم وحتى لا يتخذ الحوثيون من بقائهم ذريعة للتمدد إلى محافظتي لحج أو عدن.

وأضاف: مستعدون أن نضمن لهؤلاء الوصول إلى بلدانهم وإذا كان هناك إشكاليات مع بلدانهم بشأن قضايا سياسية فسنعالجها مع سفارات بلدانهم في اليمن، حيث لا تتخذ ضدهم أي إجراءات إلا من له علاقة بجرائم جنائية أو صدرت بحقهم أحكام قضائية.

والمرحلون الأربعمئة، من أصل ثلاثة آلاف طالب يدرسون في المعهد، يحملون جنسيات الجزائر وتونس وليبيا والمغرب ومصر وسوريا ومن جنسيات أجنبية أخرى في مقدمتها اندونيسيا.

مليون لاجئ

أعلن مصدر حكومي يمني أن بلاده استقبلت خلال الأعوام الماضية أكثر من مليون لاجئ معظمهم من دول القرن الإفريقي. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية اليمنية لشؤون اللاجئين أمير العيدروس في تصريح أمس، أن 250 ألفا من اللاجئين هم من تم تسجيلهم رسمياً لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فيما 750 ألف مهاجر غير شرعي.

وقال إن غالبية هؤلاء اللاجئين وصلوا إلى الأراضي اليمنية بطريقة غير شرعية في رحلات عبر البحر وكانت محفوفة بالمخاطر. صنعاء ـ الوكالات

Email