الميليشيات تعرّضت لانشقاق وانسحبت من أحياء بطرابلس

ليبيا تريد مساعدة دولية وإيطاليا تُلوّح بتدخّل عسكري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعقد السلطات الليبية الأمل على دعم لوجستي وتقني يقدم إليها من المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب، خصوصاً بعد إدراج مجلس الأمن الدولي جماعة «أنصار الشريعة» في ليبيا على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، وليس واضحاً إن كانت هذه الآمال دفعت إيطاليا للتحذير من انهيار ليبيا، وبالتالي إبداء الاستعداد للتدخل العسكري، في وقت شهدت ميليشيات «فجر ليبيا» انشقاقاً وتحدّثت تقارير عن انسحابها من بعض أحياء العاصمة.

وأدرج مجلس الأمن قبل أسبوع «أنصار الشريعة» على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية بسبب ارتباط هذه الجماعة بتنظيم القاعدة وجماعات متطرفة أخرى. وفيما رحبت السلطات الليبية بالقرار، قال نواب في البرلمان الليبي إن على مجلس الأمن ان يرفع ولو جزئيا العقوبات المفروضة على ليبيا تحت البند السابع والخاصة بحظرها شراء السلاح.

وقال الناطق باسم البرلمان فرج بوهاشم إن «قواتنا الشرعية تخوض الحرب على الإرهاب وما على المجتمع الدولي إلا تقديم الدعم اللوجستي والتقني ويسمح للجيش بشراء الأسلحة والعتاد ويمنع وصوله إلى الجماعات المتطرفة».

واعتبر النائب طارق الجروشي وهو نجل قائد سلاح الجو في الجيش العميد صقر الجروشي أن «القرار يسمح بموجبه دولياً، للجيش الوطني الليبي بتوسيع عملياته ضد المتشددين والخارجين عن سلطة الدولة ويغلق باب دعمها بالسلاح».

موازين القوى

ورأى النائب عصام الجهاني أن «القرار ستتغير بموجبه موازين القوى على الأرض، بل ستوسع نفوذ الجيش وتعزز قدراته رغم ما حققه من إنجازات على مدى الفترة الماضية». وقال مسؤول في وزارة الداخلية الليبية إن «لدى الوزارة قاعدة بيانات شاملة بأعضاء التنظيم ومن يدورون في فلكه تكونت عبر الأجهزة الامنية التي تعمل بالتعاون مع الجيش في هذا العمل الاستخباري والعسكري الهام».

لكن مسؤولاً في الجيش الليبي قلل من أهمية قرار مجلس الأمن، قائلاً إنه «يهدف لعدم انطلاق هؤلاء الارهابيين نحو البلدان الغربية من خلال تفعيل قرار منع سفرهم وتجفيف منابع تمويلهم كي لا يمولون جماعات ارهابية دولية هم على ارتباطات وطيدة بها».

وقال إن «المجتمع الدولي بهذا القرار يجعل ليبيا تواجه الإرهاب وحدها من دون أسلحة أو عتاد بسبب عقوبات الأمم المتحدة، هم يعلمون جيداً أننا نعاني على مدى السنوات الثلاث الأخيرة من الإرهاب ولم يحركوا ساكنا». وتابع «هم تابعوا سير موازين القوى على الأرض وعرفوا أن الكفة رجحت للجيش ووجدوا أنفسهم الآن مجبرين دعمه».

عودة للتدخّل العسكري

في روما قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أمس إن ليبيا على حافة الانهيار، وإذا طلبت منا الأمم المتحدة التدخل، فقواتنا جاهزة لمساعدة هذا البلد. وأكد جينتيلوني لصحيفة «لا ريبوبليكا» إن «علينا ألا نكرر خطأ وضع أقدامنا على الأرض الليبية قبل أن يكون هناك حل سياسي ندعمه.

من المؤكد أن عملية حفظ السلام تتم بدقة تحت مظلة الأمم المتحدة، لا بد لها أن ترى إيطاليا في الصف الأمامي». واشترط لمثل هذه الخطوة أن «يسبقها بدء عملية تفاوض على الطريق نحو انتخابات جديدة، تضمنها حكومة حكيمة..

والتي في غيابها، لن يؤدي ظهورنا بالبزة العسكرية إلا الى المجازفة بمزيد من سوء الأوضاع». وأشار إلى أن ليبيا انقسمت بين برقة وطرابلس، موضحاً «يجب أن نعرف أن أيا من الطرفين لا يستطيع أن يسيطر عسكرياً على الآخر».

انشقاق " فجر ليبيا"

وشهدت المواجهات الميدانية تطوّرا نوعيا، وذلك بعد إعلان إحدى المجموعات المسلحة، التي كانت منضوية تحت لواء «فجر ليبيا»، انضمامها إلى الجيش. وفي بيان، أعلن أحد قادة «كتيبة البوراوي» في ميدان الزاوية وسط المدينة عن انفصاله عن «فجر ليبيا» وانضمام المجموعة إلى الجيش الذي يقاتل المجموعات المتشدّدة.

وفي موازاة ذلك، قالت مصادر إن مجموعات مسلّحة تابعة لـ«فجر ليبيا» الإرهابية، انسحبت من مناطق جنوب غربي طرابلس. وتراجعت هذه المجموعات إلى وسط مدينة الزاوية شمال غربي ليبيا، بعد أن تركت مواقعها التي كانت تسيطر عليها في أطراف المدينة، وبالتحديد على تخوم طرابلس.

وكان سلاح الجو قد شن سلسلة غارات على مواقع للجماعات المتشددة في طرابلس، استهدفت إحداها - ولليوم الثاني على التوالي- مقراً للمسلحين في مطار معيتيقة.

بان وأنقرة يدينان

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه العميق إزاء الغارات الجوية التي شنتها مؤخراً طائرات ليبية في طرابلس وجبال نفوسة الغربية. وقال استيفان دوغريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام، إن كي مون دعا إلى وضع حد لهذه الهجمات.

وأدانت تركيا، التي لا تتحدث حول أعمال الجماعات الإرهابية، الغارات الجوية على مطار طرابلس. وقالت الخارجية التركية في بيان «ندين بشدة الضربات الجوية... هذه الهجمات تعمق المشاكل القائمة في ليبيا وتخرب جهود حل الأزمة بطرق سلمية».


Email