تقارير «البيان»

الأطفال الأجانب مادة إعلامية يستثمرها «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجد تنظيم داعش نفسه اليوم لا يخوض معارك عسكرية دفاعية وهجومية أمام التحالف الدولي وشركائه في العراق وسوريا فحسب، بل يواجهه في الحيز الإعلامي والنفسي المضاد ويتمثل آخر فصوله في هذا الشأن حين بث خلال أيام منصرمة سلسلة من مقاطع ظهر فيها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 - 15 عاماً يتحدرون من فرنسا وكازاخستان وبعض الدول الأوروبية الأخرى، وهم يرتدون لباساً عسكرياً ويحملون البنادق ويتوعدون خصومهم في سائر أنحاء العالم.

ونشر التنظيم شريطاً مصوراً كان أكثر وضوحاً من بين العديد من الشرائط الموزعة، كاشفاً من خلاله مجموعة من الأطفال القادمين برفقة ذويهم من كازاخستان ودول أخرى يتلقون دروساً وتدريبات مكثفة في الفنون القتالية على يد العناصر الأجنبية والعربية كل حسب اختصاصه. الجديد في هذا السياق، أن ظاهرة تجنيد الأطفال الأجانب برزت إلى السطح مؤخراً ما يدفع الاستخبارات الدولية إلى توسيع مهامها الاستخباراتية التي كانت تقتصر على مطاردة أفراد فقط، لتشمل العائلات وأطفالها الصغار.

ولم يكتف التنظيم بإرسال إشارات إلى الغرب بذبح الصحافيين وعاملي الإغاثة على يد مقاتليه الأجانب من ذات الجنسيات كرد فعل على حملة التحالف الدولي ضده، بل صعد من حملته الإعلامية المعاكسة بصورة تدريجية في استثمار الأطفال الأجانب. ويظهر من فحوى الرسائل التي عرضت على لسان الأطفال مدى تعلق التنظيم باستغلال الخطاب الوجداني الطفولي بغرض استقطاب المزيد من الأموال.

وعلى اثر ذلك، خرجت آراء متباينة اختلفت فيما بينها حيال توقيت ودوافع نشر «داعش» هذه المقاطع. فمنهم من ذهب أن هذه المقاطع جاءت تعبيراً عن فشل الغارات الغربية ضد التنظيم، ما قد يكون شجع على ارتكاب المزيد من الفظائع ابتداءً من الذبح بالسكاكين، وليس انتهاء بعمليات سبي النساء واختطاف الرهائن وتجنيد الأطفال وتسويقهم إعلامياً ضد الغرب.

وبخلاف الفريق الأول، راح الفريق الثاني يحيل تصرفات «داعش» الأخيرة ومحاولاته ترويج الأطفال إعلامياً «كنوع من الشعور بالانكسار والتراجع»، مشيرين إلى أن «غروره جعله لا يعترف بسقوطه في عين العرب وبداية سقوطه في العراق، وأنه يستثمر هذه الدعايات في محاولة للحرب النفسية وإضعاف النفوس».

تجنيد

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان نسبة تجنيد الأطفال داخل جيش التنظيم، حيث وصلت بحدود 15 في المئة من العدد الإجمالي، غالبيتهم يزجون في المعارك القتالية المباشرة والعمليات الانتحارية بعد إخضاعهم لدورات تدريبية مدتها 45 يوماً، في معسكر خاص يقع في مدينة الطبقة تبعد 55 كيلومتراً عن غربي مدينة الرقة.

 وأوضحت مصادر محلية من داخل الرقة أنه منذ عيد الأضحى وصلت 30 جثة إلى مدينة الرقة لأطفال تحت 18 عاماً جراء المعارك الدائرة في عين العرب، فضلاً على أن وتيرة تجنيد الأطفال عند «داعش» تسارعت بسبب المعارك التي يخوضها حالياً في عين العرب.

Email