مصادر كردية: تحرير جلولاء والسعدية بإشراف قائد الحرس الثوري الإيراني

البيشمركة تصد هجوماً لـ«داعش» قرب الموصل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قتل نحو 18 مسلحاً من تنظيم داعش، أمس، في معارك عنيفة بين قوات البيشمركة الكردية ومسلحي التنظيم في جبل بشعيق المطل على مدينة الموصل شمالي العراق، وصدّت قوات البيشمركة هجوماً شنّه مسلحو التنظيم، فيما أفادت مصادر كردية أن العمليات العسكرية ضد التنظيم في ديالى تجري بإشراف قائد الحرس الثوري الإيراني.

وصدّت قوات البيشمركة هجوماً شنّه مسلحو التنظيم على مواقع لقوات البيشمركة التي تمكّنت من تدمير 3 عربات مصفحة، في وقت يشن طيران التحالف الدولي غارات على مواقع «داعش».

وفي السياق، خاضت القوات العراقية مدعومة من مسلحي البيشمركة، الأحد، مواجهات وصفت بالضارية مع «داعش» في محافظة ديالى، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى من الطرفين. وقال ضباط في الجيش والبيشمركة إنهم تقدموا إلى بلدة جلولاء على بعد 115 كيلومتراً من بغداد، وبلدة السعدية القريبة، اللتين تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة عليهما منذ أغسطس.

وعن مجريات المعارك، نقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن مصادر من وزارة الدفاع والبيشمركة حديثها عن استعادة السعدية، في حين أشارت إلى إحكام السيطرة على شوارع عدة في جلولاء حيث تطارد مقاتلي «داعش» المنسحبين.

وفي محافظة الأنبار، قالت مصادر عسكرية وعشائرية إن المتشددين شنوا هجوماً في اليومين الماضيين على مدينة الرمادي، بهدف «الانتقام من العشائر» التي تعارضه. وأضافت أن مسلحي التنظيم اقتحموا أحياء عدة في المدينة بعد تسللهم عبر نهر الفرات، وعمدوا إلى خطف وقتل عشرات الأشخاص الذين ينتمون إلى عشيرة البوفهد.

إشراف إيراني

وكشف مصدر رفيع في قوات البيشمركة الكردية، أن عملية تطهير ناحيتي جلولاء والسعدية العراقيتين تمت بإشراف مباشر من قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ورئيس منظمة بدر هادي العامري.

وقال المصدر إن «قوات البيشمركة الكردية لم تشارك في بادئ الأمر بالعملية التي انطلقت فجر الأحد»، لافتاً الى ان «قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي قصفت مواقع تنظيم داعش بصواريخ الراجمات والمدفعية الثقيلة قبل الشروع بالهجوم البري». وأضاف إن «قوات البيشمركة قدمت دعما لوجستياً وإسناداً للقوات العراقية على أرض المعركة».

وبحسب شبكة «عراق برس»، فإن القوات العراقية مدعومة بقوات البيشمركة الكردية وتشكيلات الحشد الشعبي من المتطوعين ناحية السعدية وقضاء جلولاء الاستراتيجيين شمال شرق بغداد بدأت بطرد مقاتلي «داعش» منهما. وتابع إن الهجوم البري بدأ من خمسة محاور للسيطرة على المنطقتين بمحافظة ديالى (65 كم جنوب بغداد).

وأكد المصدر ذاته أن «القوات المشتركة تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من ناحية السعدية التي كانت مقراً رئيسياً للتنظيم، وخاضت حرب شوارع مع تلك العناصر، سبقتها عمليات قصف جوي ومدفعي مكثفة لمناطق تواجدها، حيث قتل عدد كبير منها».

كما باشرت القوات بتطهير أحياء السعدية وإزالة العبوات الناسفة وتفكيك المنازل المفخّخة فيها، حيث يقود قوات الحشد الشعبي للمتطوعين رئيس منظمة بدر النائب هادي العامري.

تنسيق

وأفادت مصادر كردية بأن عملية تطهير جلولاء والسعدية، تعد «ثالث تنسيق من نوعه بين الحشد الشعبي والبيشمركة، مع القوات الاتحادية، بعد عمليات تحرير «آمرلي» و«سد الموصل»، حيث نجحت القوات المشتركة في استعادة أغلب مناطق شرق ديالى والبلدات القريبة من الحدود الإيرانية والغنية بالنفط، التي سيطر عليها التنظيم الصيف الماضي.

وتقول أطراف كردية وفي الحشد الشعبي إن قوات المشتركة هاجمت مناطق شرقي ديالى من ثلاثة محاور، واستعادت أغلب القرى والأحياء في تلك النواحي وقتلت مسلحين بينهم قيادات بارزة في «داعش»، وباتت قريبة جداً من تحريرها بالكامل.

ويعد تحرير مناطق السعدية وجلولاء، البداية لإنهاء وجود المسلحين في المحافظة -بحسب مسؤول محلي- بعد قطع طريق الإمدادات الواصل بين ديالى وصلاح الدين، فيما سيبقى أمام القوات الأمنية لإعادة السيطرة على المحافظة بشكل كامل تحرير قرى في شمال المقدادية تعد من أبرز معاقل «داعش»، فضلاً عن مناطق في شرق بعقوبة وسلسة جبال حمرين، شمال شرق بعقوبة.

قتل وهروب

في غضون ذلك قال نائب رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي إن «القطعات العسكرية استطاعت الدخول الى ناحيتي السعدية وجلولاء، وإعادة السيطرة على أغلب الأحياء في تلك المناطق». وأضاف إن «القوات الأمنية استطاعت قتل عدد من المسلحين، فيما فر آخرون الى تلال حمرين الواصلة بين ديالى وصلاح الدين والموصل، والتي مازالت تمثل مصدر خطر على المحافظة».

وكانت شرطة ديالى كشفت، مؤخراً، عن وضع «داعش» أكثر من 110 عبوات ناسفة أغلبها تزن من 10-30 كغم من المتفجرات، وأكدت أن «كمية المتفجرات التي تم ضبطها ورفعها من الطرقات كافية لتدمير ثلاثة أحياء سكنية كاملة».

في غضون ذلك قال عمار مزاحم، عضو كتلة عراقية ديالى التي تضم عدداً من الأحزاب وقائمة «علاوي» إن «مناطق السعدية وجلولاء تعتبر الجيوب الأخيرة للتنظيم في مناطق شرق المحافظة»، لكنه أكد أنه سيتبقى على القوات الأمنية أن تحرر منطقة شروين في ناحية المنصورية، وهي مصدر المياه في المحافظة، واستغلها «داعش» أكثر من مرة في المعارك بعد أن قطع الماء عن آلاف العوائل.

مقتل قائد ميليشيات

أفاد مصدر أمني عراقي، بأن كبير قياديي «سرايا الطليعة الخرساني» قتل خلال معارك ناحية السعدية في محافظة ديالى. وقال: إن قائد هذه المجموعة في ديالى، سيد صبحي، وهو كبير قادة السرايا لقي مصرعه خلال معركة السعدية، ونقلت جثته الى مستشفى بعقوبة العام، وبعدها الى مقر إقامته في قضاء الخالص حيث تم تشييعه.

وتعد فصائل «سرايا الطليعة الخرساني» إحدى الميليشيات المشاركة في المعارك التي تدور في محافظة ديالى.

Email