التنظيم الإرهابي في وسط الرمادي.. و24 مليون دولار من «البنتاغون» لتسليح العشائر

الجيش العراقي والبيشمركة يطردان داعش من جلولاء والسعدية

قوات عراقية على خط الجبهة ضد الإرهابيين في تكريت - إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

 طردت القوات الحكومية العراقية والبيشمركة الكردية، أمس، تنظيم داعش من ناحيتي جلولاء والسعدية بالكامل في محافظة ديالى في عملية عسكرية خاطفة استغرقت ساعات فقط، إلا أنه على الغم من الانتكاسة التي تعرض لها «داعش» في هذه المعركة بما فيها مقتل المفتي الشرعي للتنظيم في تكريت، فإنه يوشك على تعويضها في الأنبار..

حيث وصل مقاتلوه إلى وسط مدينة الرمادي وفجروا منازل العديد من زعماء المدينة، ولتدارك الموقف أمرت الحكومة العراقية بتكثيف القصف الجوي لإسناد العشائر التي تشكو الإهمال من بغداد، كما تعتزم وزارة الدفاع الأميركية شراء أسلحة للعشائر بقيمة 24 مليون دولار كدفعة أولى، فيما كشف تقرير عن وجود قوات نخبة بريطانية تشن هجمات على «داعش» في العراق.

وحررت القوات العراقية والبيشمركة ناحيتي جلولاء والسعدية بشكل كامل من سيطرة تنظيم داعش، ليتقلص بذلك نفوذه التنظيم الإرهابي في محافظة ديالى بشكل كبير. وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبدالأمير الزيدي: «انطلقت القوات الأمنية العراقية في عملية لحسم معركة تطهير جلولاء والسعدية».

وأوضح أن «قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي قامت بالهجوم من الجانب الجنوبي الغربي لناحيتي جلولاء والسعدية، فيما قامت قوات البشمركة بالهجوم من الجانب الشمالي الشرقي للسعدية». وقال مصدر كردي: إن «البيشمركة تعالج الجيوب المتبقية لداعش في بعض الأحياء».

في السياق، أكد مصدر أمنى أن القوات العراقية قتلت المفتي الشرعي للتنظيم في منطقة سيد غريب جنوب مدينة تكريت.

تقدم التنظيم

في الرمادي، دخل عناصر «داعش» إلى وسط المدينة، حيث اندلعت اشتباكات على بعد عشرات الأمتار من المجمع الحكومي. ورغم نجاح القوات العراقية في صد هجوم مماثل، أول من أمس، إلا أن مقاتلي التنظيم الإرهابي تمكنوا من الوصول إلى وسط المدينة وقاموا بتفجير منازل العديد من زعماء من عشيرة الدليم الذين يقودون القتال ضد «داعش».

وكشف قائد مقاتلي عشيرة البوفهد في الأنبار رافع الفهداوي: أن «أسباب استمرار تدفق عناصر داعش في مدن الأنبار وتنفيذهم لمواجهات وهجمات ضد القوات الأمنية وأبناء العشائر، هو التأخر في تطهير مناطق الشريط الحدودي بين العراق وسوريا وتحرير قضاء القائم الحدودي غرب الأنبار، والتي أصبحت منفذاً مهماً وحيوياً».

تكثيف القصف

في السياق، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتكثيف القصف الجوي في محافظة الأنبار لدعم القوات الأمنية والعشائر. وجاء في بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة: «أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بتقديم الإسناد الجوي المكثف لمحافظة الأنبار وتسليح أبنائها ودعم وتعزيز القوات المسلحة في المحافظة». وكان القصف الجوي على المدن توقف بموجب اتفاق بين القوى السنية خلال مفاوضات تشكيل الحكومة.

تسليح العشائر

من جهة أخرى، أفادت وثيقة من وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، معدة لرفعها إلى الكونغرس بأن الولايات المتحدة تعتزم شراء أسلحة لرجال عشائر في العراق، منها بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وذخيرة مورتر للمساعدة على دعمهم في معركتهم ضد «داعش».

وخطة إنفاق 24.1 مليون دولار تمثل مجرد جزء صغير من طلب إنفاق أكبر حجمه 1.6 مليار دولار رفع للكونغرس، ويركز على التدريب وتسليح القوات العراقية والكردية.

لكن الوثيقة أبرزت الأهمية التي يوليها البنتاغون لرجال العشائر السنة ضمن استراتيجيته الشاملة للقضاء على «داعش». وحذرت الوثيقة الكونغرس من عواقب عدم مساعدة هؤلاء الرجال. وقالت: إن «عدم تسليح مقاتلي العشائر سيجعل العشائر المناهضة لداعش تحجم عن التصدي لها بفاعلية».

وأفادت الوثيقة بأن الدعم الأميركي تم توجيهه بالتنسيق مع الحكومة العراقية ومن خلالها ما يشير إلى أن أي أسلحة سيجري نقلها عبر بغداد تماشياً مع السياسة المعمول بها.وقالت الوثيقة إن قوات الأمن العراقية «غير مرحب بها على نحو خاص في الأنبار ومناطق أخرى يمثل السنة غالبية بها»، وأرجع ذلك إلى تواضع أدائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها.

قوات نخبة

بدورها، كشفت صحيفة «ذا ميل أون صنداي» البريطانية، أن قوات النخبة البريطانية «ساس» تنفذ عمليات نوعية في العراق. ونقلت الصحيفة عن مصادر بوزارة الدفاع البريطانية، لم تسمها، قولها إن مروحيات عسكرية أنزلت جنود هذه القوة في مناطق عراقية، لم تكشف عنها.

وأضافت أن جنود قوات النخبة يشنون هجمات نوعية ضد التنظيم المتشدد تحت جنح الظلام، مستفيدين من عنصر المفاجأة. وعمليات الجنود البريطانيين مستمرة بشكل شبه يومي منذ أكثر من أربعة أسابيع، وألحقت خسائر جسيمة بمقاتلي «داعش». وتستهدف الهجمات على وجه الخصوص خطوط الإمداد التابعة للتنظيم، ونقاط التفتيش التي يقيمها لتنفيذ عمليات السطو على السيارات غربي العراق.

تفكك الجيش

أكد تقرير أوردته مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، أن الكونغرس يخطط لإعادة تقييم صفقات سلاح أبرمها سابقاً مع العراق..

فيما أوضح أن تلك الطلبات حجبت لعدة أشهر بسبب قلق المشرعين الأميركيين من استخدامها من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ضد خصومه السياسيين أو وقوعها بيد «داعش». وقال التقرير: إن «ما يقرب من 24 لواءً من أصل 50 من الجيش العراقي تفككت بسبب الحرب الوحشية التي قادها تنظيم داعش الإرهابي». بغداد ــ البيان

طائرات «ميراج» فرنسية تصل إلى الأردن

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، أن طائرات «ميراج» للجيش الفرنسي وصلت، وبعضها سيصل «في الأيام المقبلة» إلى الأردن، لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، في وقت قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إن الأردن يمكن أن يكون له «دور كبير» في تدريب القوات الأمنية العراقية.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في نيامي، التي وصلها أمس آتياً من نجامينا، إن «الطائرات الأولى وصل بعض منها في الساعات الماضية، هذا ما أردت أن أذكر به. ويستمر ازدياد التعزيزات مع وصول طائرات ميراج في الأيام المقبلة».

وأضاف: «منذ ساعات تتمركز طائراتنا الميراج في عمان بالأردن». وأضاف في تصريح أدلى به في القاعدة الجوية «101» للجيش الفرنسي في نيامي، التي تنطلق منها الطائرات بلا طيار، للقيام بمهمات استطلاعية في منطقة الساحل:

«في كل مكان من العالم، تثبت جيوشنا يومياً قدراتها على خدمة فرنسا ومواطنينا». واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء النيجري بريغي رافيني، أن «الهدف هو إرسال ست طائرات ميراج 2000 حتى نهاية السنة» إلى عمان، حيث سيتم إنشاء قاعدة «بالاتفاق مع السلطات الأردنية»، في إطار «محاربة داعش».

دعم الأردن

إلى ذلك، قال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إن الأردن يمكن أن يكون له «دور كبير» في تدريب القوات الأمنية العراقية.

وقال الجبوري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني عاطف الطراونة، في مقر مجلس الأمة في عمان: «نعتقد بشكل واضح أننا بحاجة إلى مساندة المملكة الأردنية الهاشمية في عملية التدريب والتأهيل وتعزيز القدرات الأمنية، ونشعر أن المملكة الأردنية الهاشمية يمكن أن يكون لها دور كبير في هذا الخصوص».

وأوضح أن «هذه المسألة على وجه الدقة يتم بحثها في الملفات الأمنية المختصة». من جهته، قال الطراونة إن «الأردن أعلن مبكراً موقفه ضد الإرهاب، ويعتبر أمن واستقرار العراق الشقيق هو جزء من أمن الأردن». وأوضح أن «الأردن لديه واحد من أفضل مراكز التدريب للإعداد الشرطي، ونحن (سبق أن) دربنا 63 ألف عنصر أمن عراقي».

إحباط

قال مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، إن قوات حرس الحدود، تمكنت من إحباط عملية تسلل لمجموعة من الأشخاص من جنسية عربية إلى «إحدى الدول المجاورة للانضمام والقتال مع أحد التنظيمات الإرهابية».

Email