حملة السبسي تعلن تصدّر مرشحها النتائج دون الحصول على أكثرية حسم السباق

انتخابات تونس.. إقبال متوسط وترجيح جولة إعادة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توافد الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع أمس للتصويت في أول انتخابات رئاسية مباشرة تُمثّل آخر خطوات الانتقال إلى الديمقراطية بعد انتفاضة 2011 وسط إقبال متوسط وترجيحات بأن تسفر النتائج الأولية التي تعلن عنها غداً إلى جولة ثانية تكون محصورة بين مرشح حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي الأوفر حظاً، ورئيس الجمهورية المؤقت المنتهية ولايته، المنصف المرزوقي، الذي صوت له السلفيون بكثافة في مفارقة سياسية نظراً لعدم اعتراف الجماعات السلفية في مجملها بالعملية الديمقراطية.

وتوجه التونسيون الى مكاتب الاقتراع في أول انتخابات رئاسية منذ الثورة التي أطاحت في 14 يناير 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي واطلقت شرارة «الربيع العربي».

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية نحو 30 مرشحا لكن السباق يحتدم بين رئيس حزب «نداء تونس» الباجي قايد السبسي (87 عاماً) والرئيس الحالي المنصف المرزوقي.

وبدا أن نسبة الاقبال على مراكز الاقتراع في أنحاء تونس كانت أقل منها أثناء الانتخابات التشريعية. وقال مسؤولون انتخابيون إنه بعد مرور ساعتين من فتح مراكز الاقتراع أبوابها كان نحو 12 في المئة من الناخبين المسجلين أدلوا بأصواتهم. وتعلن غدا النتائج الأولية الرسمية للانتخابات.

عزوف الشباب

وتحدث مراقبون عن عزوف واضح لفئة الشباب مقابل حضور متوسط للنساء والكهول، بينما تم رصد الكثير من المخالفات والخروقات الانتخابية. ويرجح المراقبون أن تؤدي النتائج الى تنظيم جولة ثانية للانتخابات سينحصر فيها التنافس بين السبسي والمرزوقي.

ولوحظ زحف الجماعات السلفية على مراكز الاقتراع في بعض الأحياء الشعبية بتونس العاصمة وبقية مناطق البلاد للتصويت للمرزوقي، في سابقة لافتة نظرا لعدم اعتراف تلك الجماعات بالعملية الديمقراطية، كما شارك أنصار حركة النهضة وحزب التحرير في التصويت لصالح المرزوقي.

تجميع الأصوات

وفور إغلاق مكاتب الاقتراع مساء، تحوّل قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس إلى مكتب تجميع مركزي لنتائج الانتخابات الرئاسية، حيث يجري احتساب الأصوات مباشرة بحضور المراقبين والإعلاميين وممثلي المرشحين للسباق الرئاسي بقاعة عمليات تتلقى تباعا نتائج الفرز من مختلف الهيئات الفرعية للانتخابات.

وأوضح عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون انه على عكس الانتخابات التشريعية التي تحتسب نتائجها على مستوى الدوائر الانتخابية فإن كل مكاتب الاقتراع داخل البلاد وخارجها تعتمد خلال الانتخابات الرئاسية كدائرة انتخابية موحدة..

وأشار إلى ان عملية التجميع على مستوى الهيئات الفرعية داخل البلاد وبالدوائر الانتخابية بالخارج اندرجت في إطار احكام التنظيم العملي فحسب وذلك قبل إحالة نتائج فرز الأصوات إلى المكتب المركزي لاحتساب النتائج الأولية على مستوى وطني.

إجراءات مشددة

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية إن العدد الإجمالي للأمنيين والعسكريين الذي يقومون بتأمين الانتخابات الرئاسية ارتفع الى نحو 100 ألف عنصر.

وصرح محمد علي العروي بأن عدد الأمنيين المنتشرين في أنحاء البلاد لضمان السير العادي للانتخابات الرئاسية بلغ 62 ألف عنصر من مختلف الوحدات مقابل نحو 50 ألفاً كانوا أمنوا الانتخابات التشريعية قبل شهر.

وأضاف العروي أن العدد الإجمالي للقوات المسلحة المنتشرة على الأرض بما في ذلك قوات الجيش يقارب 100 الف عنصر.

ويعد الرقم أعلى من القوات التي تم نشرها في الانتخابات التشريعية والتي فاقت 70 الف عنصر. وأوضح انه تم نشر قوات خاصة لمكافحة الارهاب في أنحاء البلاد تحسبا لأي مخاطر نوعية تستهدف العملية الانتخابية.

يوم تاريخي

في الأثناء، قال رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة بعد الإدلاء بصوته: «هذا يوم تاريخي، إنها أول انتخابات رئاسية في تونس بمعايير ديمقراطية متقدمة». وصرح للصحافيين إثر خروجه من مكتب اقتراع بالعاصمة تونس: «الانتخابات الرئاسية هي مرحلة من مراحل استكمال المنظومة الديمقراطية المبنية على الاختيار الحر».

ودعا مهدي جمعة شباب تونس الى المشاركة «بكثافة لاختيار مستقبلهم»، قائلا: «يجب ان يقرروا أن يراقبوا وأن يحاسِبوا». وكانت نسب مشاركة الشباب وفق باحثين اجتماعيين، ضعيفة في الانتخابات التشريعية الاخيرة.

وقال جمعة: «هناك بوادر طيبة بأننا سنعيش عرسا انتخابيا»، مضيفا أن الحكومة عملت على توفير المناخات السياسية والأمنية واللوجستية لإنجاح الانتخابات. وقال إنه ومقارنة ببعض البلدان القريبة «فإن تونس تسير في المسار الصحيح».

طريق الاستقرار

الى ذلك، قال مرشح حركة «نداء تونس»، الباجي قايد السبسي، بعد إدلائه بصوته وسط تعزيزات أمنية مكثفة أن «تونس تسير بفضل الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية في طريق مفتوح نحو الاستقرار وتحقيق الأمن»، داعياً التونسيين إلى الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع «لاختيار رئيس يجمع شملهم ويوحد صفوفهم ويدعم المسار السياسي والتنموي في اتجاه تحقيق الرفاه والطمأنينة لكل مواطن».

الاستقطاب الثنائي

كما عبر مرشح الجبهة الشعبية للانتخابات الرئاسية، حمة الهمامي، عن الأمل في أن يختار التونسيون مرشحهم لرئاسة الجمهورية بـ«حرية ودون ضغوطات»، سيما في ظل ما أسماه «محاولات لضرب إرادة الناخبين، مثلت نقطة سلبية في الحملة الانتخابية الرئاسية»، معتبرا أن «الاستقطاب الثنائي لا يمكن أن يصلح لانتخابات حقيقية وحرة».

وأكد الهمامي أن «رئيس الجمهورية القادم لا يجب أن يكون رئيسا لحل الأزمات في الداخل والخارج فقط، بل يجب أن يكون رئيسا يجمع بين كل التونسيين، وقادرا على حسن تسيير مؤسسات الدولة».

وقال مرشح الرئاسة عن حزب «المبادرة الوطنية» كمال مرجان إن «الديمقراطية لا تتطلب الاستقطاب الثنائي الحاصل بين مرشحين للرئاسة لأن تونس بحاجة إلى وفاق وبرنامج إنقاذ وطني متفق عليه بين جميع الأطياف».

انتخابات نزيهة

ووصف المرشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري، أحمد نجيب الشابي، العملية الانتخابية بـ«النزيهة والشفافة»، وقال لدى قيامه بواجبه الانتخابي إن «هذه الانتخابات تسير في الاتجاه الصحيح، رغم الإخلالات الكبرى التي حدثت خلال الحملة الانتخابية الرئاسية»، حسب قوله.

بدوره، دعا مرشح حزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» للانتخابات الرئاسية مصطفى بن جعفر إلى الانطلاق في «مصالحة وطنية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تنتظر تونس».

وعبّر عن عدم ارتياحه للمناخ العام والظروف التي جرت فيها العملية الانتخابية بسبب تسجيل العديد من التجاوزات التي وصفها بـ«البارزة وغير المقبولة»، على غرار تداول المال السياسي الفاسد واستعمال خطابات التصادم.

من جهته، قال الأمين العام لحركة «النهضة» وعضو مجلس النواب، علي العريض إن الحركة لن تتردد في تعديل أو تغيير موقفها من الانتخابات الرئاسية في حال اللجوء إلى دورة ثانية في هذه الانتخابات.

ولم يستبعد العريض اللجوء إلى دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية، وقال انه أمر وارد جدّا، مضيفا أن حركة النهضة ستدرس نتائج الدورة الأولى وستعود إلى مؤسساتها لاتخاذ القرار النهائي.

السبسي يتصّدر

وفي وقت متأخّر من مساء أمس، أعلنت الحملة الانتخابية لزعيم حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي أنّ «مرشّحها تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية ولكن من دون ان يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلقة من الأصوات ما يعني الذهاب لدورة ثانية».

وقال مدير الحملة محسن مرزوق للصحافيين إنّ «قائد السبسي هو بحسب التقديرات الاولية متصدّر السباق بفارق كبير عن أقرب منافسيه» الذي لم يسمه، مؤكّدا أنّ «السبسي ليس بعيداً كثيراً عن الـ 50% المطلوبة لحسم المعركة من الدورة الاولى، ولكن من المرجّح الذهاب لدورة ثانية».

لقطات

Ⅶ رفع الناخبون في وجه المرشح للانتخابات الرئاسية الرئيس المنتهية ولايته المؤقتة منصف المرزوقي، شعار «ارحل» عندما كان بصدد الدخول الى مركز الاقتراع بضاحية القنطاوي بمدينة سوسة.

Ⅶ أوقفت قوات الأمن القيادي في رابطات حماية الثورة المنحلة عماد دغيج وهو بصدد توزيع صور المرشح منصف المرزوقي ومحاولة التأثير على الناخبين.

Ⅶ ذكرت منظمة «أنا يقظ» ان مراقبيها رصدوا تجاوزات وعنفا متبادلا بين أنصار «النهضة» و«نداء تونس»، كما أكدت رصد حملات وكتابات على الجدران وتوجيه للناخبين.

Ⅶ رغم الإقبال غير الكثيف على الانتخابات، إلا أن الناخبين من ذوي الاعاقة لم يستطيعوا الدخول إلى معظم المراكز لعدم وجود ممر خاص بهم وانتظارهم ضمن الطوابير.

Ⅶ أفاد مرصد شكري بلعيد لمراقبة العنف، بأنه رصد 2648 حالة عنف سياسي أثناء مرحلتي الانتخابات التشريعية والرئاسية منها 665 خلال الحملة الرئاسية أي بمعدل 33 حالة عنف يومياً.

لا تجاوزات

أكدت بعثة «مركز كارتر» الدولية لمراقبة الانتخابات في تونس ان انتخابات الرئاسة في تونس تسير بشكل منظم وهادئ في معظم مكاتب الاقتراع. وقالت المديرة التنفيذية للمركز ماري ان بيترز في تصريح نقلته وكالة الانباء التونسية انه لم تسجل أي تجاوزات تذكر من شأنها التأثير على سير العملية الانتخابية طبقاً لتقارير مراقبي البعثة التي تضم 85 مشرفاً موزعين على مختلف مكاتب الاقتراع بتونس. تونس - وام

جلسة للحوار الوطني اليوم

أعلن الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المولدي الجندوبي أن المنظمات الراعية للحوار الوطني ستعقد صباح اليوم الاثنين في مقر وزارة العدل وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية بباردو جلسة للحوار الوطني سيتم خلالها البت في الرسالة التي كان وجهها رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي إلى رئيس حركة «نداء تونس» الباجي قايد السبسي والتي طالبه فيها بتشكيل الحكومة المقبلة في ظرف أسبوع.

وأكد الجندوبي «ضرورة الحسم نهائيا في هذه المسألة»، مذكرا بأنه «تم خلال الجلسة الأخيرة للحوار الوطني التي انعقدت في العاشر من الشهر الجاري الاتفاق على أن يكلف رئيس الدولة الذى سيتم انتخابه الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية بتشكيل الحكومة».

من جهته، اعتبر الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي أنّ «رسالة المرزوقي تعدّ انقلاباً على التوافقات التي رشحت عن الحوار الوطني ومحاولة للتشويش على الانتخابات الرئاسية في إطار السعي لإعادة خلط الأوراق»، مشددا على أنّ «اتحاد الشغل لن يبقى مكتوف الأيدي..

حيث سيتحمّل المسؤولية بمعية الرباعي الراعي للحوار الوطني من أجل التصدي لكلّ من يريد خلق فجوات في العملية الانتخابية والجو العام الهادئ الذي تعيش على وقعه البلاد». وأشار إلى أنّ «توقيت رسالة المرزوقي للسبسي لم يكن مناسباً».

نص قانون

ينص القانون التونسي أنه في حال عدم حصول أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين أي 50 في المئة زائد واحد، تجرى دورة انتخابية ثانية في أجل اقصاه 31 ديسمبر المقبل، يشارك فيها فقط المرشحان الحائزان على المرتبة الأولى والثانية في الدورة الأولى، بحسب القانون الانتخابي.

ويقول هذا القانون انه في حال حصول عدد من المرشحين على نسبة متساوية من الأصوات في الدورة الأولى «يتمّ تقديم المرشح الأكبر سناً، أو التصريح بفوزه إذا كان التساوي في الدورة الثانية».

 العباسي: الانتخابات تنهي كل مؤقت

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، إن تونس تشهد لأول مرة انتخابات رئاسية تعددية ونزيهة على غرار انتخابات 23 أكتوبر 2011، والانتخابات التشريعية الماضية.

وأضاف بعد أدائه الواجب الانتخابي بمدينة القيروان: نتمنى أن تنهي هذه المحطات الانتخابية كل ما هو مؤقت، وتؤسس إلى فترة استقرار وازدهار اجتماعي واقتصادي.

خروقات منظمة تونسية ترصد عمليات شراء للأصوات

رصدت منظمة تونسية لمراقبة الانتخابات تجاوزات وعمليات شراء للأصوات وخرقاً للصمت الانتخابي بالتوازي مع عمليات الاقتراع بمكاتب التصويت.

وقالت الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات «عتيد» في تقرير لها على ضوء الفترة الصباحية من عمليات الاقتراع للانتخابات الرئاسية إنها لاحظت استمرار مظاهر الحملات الانتخابية في عدد من المناطق.

ونشرت المنظمة 4500 مراقب موزعين في كافة الدوائر الانتخابية عملية الاقتراع.

وأشارت في تقريرها الأولي إلى أن أنشطة الحملة الانتخابية والمعلقات متواصلة في مدن حمام الأنف والقيروان ومنوبة.

كما سجلت عمليات شراء للأصوات في الدائرة الانتخابية بمنطقة بن عروس القريبة من العاصمة وفي القيروان، عبر توزيع أموال ووجبات خفيفة. ولم تذكر المنظمة بالاسم الجهات التي تقف وراء شراء الأصوات في مكاتب الاقتراع.

وأفادت بوجود محاولات للتأثير على الناخبين من قبل ناخبين آخرين في الدوائر الانتخابية بسوسة والمكنين وبن عروس.

Email