عبدالله بن زايد يؤكّد أن التنظيم الإرهابي يريد فرض تفسيره للإسلام

الإمارات: التخلص من داعش بالتعامل الصحيح مع الوضع السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وقوف دولة الإمارات ضد تنظيم «داعش»، معرباً عن قلقها إزاء نتائج المحادثات مع إيران حول المسألة النووية، وشدّد سموه في الوقت نفسه على الحاجة إلى مزيد من بذل الجهود لدفع الأوضاع في ليبيا إلى الأمام.

 وأوضح سموه في حوار مع المذيع بريت باير بشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، أنّ «القوى الغربية بحاجة إلى الاعتراف بأنّ بلدان الشرق الأوسط لديها فهم أعمق للمنطقة أفضل ممن هم خارجه».

وردّاً على سؤال حول جهود دولة الإمارات العربية المتحدة ضد تنظيم «داعش»، قال سموه: «إنهم يحاولون اختطاف ديننا، فبالنسبة لفهمهم هم لا يحبون فقط الديانات الأخرى على الإطلاق بل إنهم أيضاً لا يحبون ديننا ولا الطريقة التي نمارس بها الإسلام بالإضافة إلى أنهم أيضا يريدون فرض تفسيراتهم للإسلام على قيمنا وبلداننا و عائلاتنا».

وشدّد سموه على أنّه لا يمكن التخلّص من «داعش» إذا لم يتم التعامل مع الوضع المأساوي بطريقة صحيحة في سوريا الذي أدى الى مقتل أكثر من مئتي ألف سوري وما يقرب من 10 ملايين لاجئ أو مشرّد.

منظور

وبشأن الجدل الذي أثاره تصنيف دولة الإمارات في قائمة المنظّمات الإرهابية لمنظمتين: مجلس العلاقات الأميركية الاسلامية والجمعية الإسلامية الأميركية، أشار سموه إلى أنّ «دولة الإمارات لديها منظور معيّن للغاية عند التحدّث عن التطرّف، يتمثّل في أنّه لا يمكنها قبول التحريض أو التمويل عند النظر إلى بعض المنظمات، قائلاً: «بالنسبة لكثير من البلدان فإنّ مفهومها عن الإرهاب ينحصر في حمل السلاح وإرهاب الناس، أما بالنسبة لنا فهذا أبعد ما يكون عما نؤمن به نحن لا يمكن أن نتسامح حتى مع أقل من ذلك بكثير».

قنبلة موقوتة

وفي الشأن الليبي، شدّد سمو الشيخ عبدالله بن زايد على أنّ على الدول التي لعبت دوراً في التخلّص من القذافي القيام بدور أكبر فيما بعد الأمر الذي لم تفعله، لافتاً إلى أنّ مسؤولية هذه الدول كبيرة اليوم لوضع ليبيا على الطريق الصحيح، مردفاً: «ولا ننسى الدور الهام لليبيا كونها دولة هامة في المنطقة لكن من الممكن أن تتحوّل إلى قنبلة موقوتة ضخمة».

نووي إيران

وعن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني والمقرّر التوصّل إليه بحلول 24 نوفمبر الجاري، قال سموه: «نحن نتساءل في المنطقة عمّا يمكن أن يحتويه الاتفاق وماذا سيكون دور إيران في المستقبل وسنستيقظ صباح يوم الثلاثاء ومعنا الجميع أو معظمنا وسنطرح هذا السؤال:

ماذا ستستفيد إيران من هذا الاتفاق ليس فقط على المستوى النووي ولكن على المستوى الإقليمي، ونتمنى أن يكون مثل هذا الاتفاق شبيها لما لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث لا نخصب اليورانيوم ولا نعيد معالجته، ولكن من الواضح أن هذا أبعد ما يكون عن ما سيحدث».

التحدّي الأكبر

وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن أنّ التحدي الأكبر يتمثّل في ابتعاد الغرب عن فكرة معرفته بالمنطقة أكثر من شعوبها، مضيفاً: «لدى المنطقة تحدّيات مثل التطرّف والراديكالية والفاشية وتحدّيات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وأعتقد أنه لم يتم التعامل مع هذه الأمور بالطريقة الصحيحة بحيث يمكن للإقليم أن يعتمد بشكل كاف على شركائه التاريخيين..

ويبدو تماماً بالنسبة لي أنّ الغرب شركاءنا التاريخيين إما منشغلون بأمورهم الداخلية أو أنّهم لم يبذلوا قصارى جهدهم في المنطقة، لكن لا أعتقد أنهم تخلّوا عن بذل مجهوداتهم غير أنّي أعتقد أنهم ما زالوا داخل غرف زجاجية ويعتقدون أنّ منظورهم لما يجري في المنطقة هو الصواب».

Email