350 ألف ناخب يقترعون وعدد المرشحين النيابيين والبلديين 419

البحرينيون يصوتون اليوم للديمقراطية والاستقرار

إعلانات انتخابية في أحد شوارع المنامة - البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتوجه البحرينيون اليوم للإدلاء بأصواتهم والمشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية الرابعة منذ انطلاق الحياة البرلمانية في العام 2002 في تصويت على الديمقراطية والاستقرار، حيث يحق لـ350 ألفا الاقتراع لاختيار 419 مرشحاً نيابياً وبلدياً، في وقت تبلغ إجمالي الكتلة الناخبة حوالي 350 ألف ناخب بزيادة 2 في المئة، فيما اتخذت وزارة الداخلية سلسلة إجراءات احترازية تحسباً لأي اعمال تخل بالأمن العام.

ويصوت البحرينيون اليوم لاختيار ممثليهم في انتخابات نيابية وبلدية هي الأولى منذ اندلاع اعمال شغب وإرهاب في عام 2011. ويرى مراقبون أن هذه الانتخابات ستكون تصويتاً انتخابياً إضافة إلى أنها تصويت ضد مقاطعة جمعيات المعارضة التي تتزعمها جمعية الوفاق والتي دعت إلى تصفير صناديق الاقتراع.

 وساد البحرين صمت وهدوء انتخابي قبل 24 ساعة من فتح باب التصويت للناخبين البحرينيين. ويبلغ إجمالي الكتلة الناخبة حوالي 350 ألف ناخب بزيادة 2 في المئة مقارنة مع انتخابات عام 2010. وتكتسب هذه الانتخابات ميزة عن سابقاتها بأن عدد المترشحين هو الأكبر في تاريخ الانتخابات البحرينية حيث يصل عدد المرشحين للمجلس النيابي والمجالس البلدية 419 مرشّحاً.

57

توجد 57 نقطة تجمع للمواصلات في البحرين، حيث ستنقل أهالي الدائرة من وإلى مراكز الاقتراع طيلة اليوم، ويمكن الاستفسار عنها من خلال الخط الساخن للجنة العليا للانتخابات، وقد تمت زيادة عدد مراكز الاقتراع العامة إلى 13 بعد إضافة مركز جامعة البحرين.

انكفاء تام لجمعيات الإسلام السياسي في البحرين

يبدو أنّ المناخ الإقليمي ألقى بظلاله على الانتخابات البحرينية لجهة «فرملة» جمعيات الإسلام السياسي، وبخاصة جمعية المنبر (ذات الفكر الإخواني)، الاندفاع الذي كان قوياً في الدورات الانتخابية السابقة (2002 و2006 و2010)، رغم أنّ تياري الإخوان والسلف على وفاق مع الحُكُم.. فيما يعزو المحلّلون ذلك إلى ضعف الأداء، وإلى انعكاس الأجواء الإقليمية.

تخوض جمعية المنبر الانتخابات النيابية بأربعة مرشّحين، في حين تغيب عن الانتخابات البلدية. كما كان لافتاً أنّ رئيس الجمعية د. علي أحمد لم يترشّح، ربّما تلافياً لمصير سلفه عبد اللطيف الشيخ الذي خاض انتخابات 2010، وخسر رغم فوزه في انتخابات 2002 و2006.

وعلى عكس ما كان في الدورات الانتخابية السابقة التي كانت تشهد نوعاً من التنسيق بين جمعيّتي المنبر والأصالة (التي تمثّل التيار السلفي في مملكة البحرين)، فإنّ الانتخابات الحالية تشهد منافسة، إذ تقدّمت الجمعيّتان بمتنافسين في إحدى الدوائر المهمة.

وإذا كانت «الأصالة» تخوض الانتخابات بستة مرشّحين للمجلس النيابي، وسبعة للمجلس البلدي، فإنّ وضعها قد يكون مرحلياً أفضل، نظراً لاعتمادهم على العلاقات القبلية والجهوية.

الدوائر المضمونة

وتقول الكاتبة الصحافية والمحلّلة سوسن الشاعر، إنّ صغر قائمة «المنبر» عائد لأسباب عدة، أهمّها: الضربة التي تلقتها في انتخابات 2010 (حيث تقلّصت كتلتهم النيابية من سبعة مقاعد في مجلس 2006 إلى مقعديْن فقط) بخسارتهم دوائرهم المغلقة والمضمونة، وكل ذلك بلا أي مؤثرات خارجية، إذ إنّ الأوضاع في المنطقة لم تكن تفجّرت.

ورأت سوسن الشاعر أنّ انعكاس الوضع الإقليمي على جمعية المنبر، دفعها هذه المرة إلى «تركيز العمل» بشكل أكبر على الدوائر المضمونة، فقلّصت عدد مرشحيها حتى لا تمنى بضربة قد تكون قاصمة.

وتضيف أنّ تراجع «المنبر» يأتي في سياق تراجع شامل للكتل الإسلامية السياسية في عموم العالم العربي، إذ إنّ التجارب أثبتت أنّهم يفقدون شعبيتهم بعد فترة من الفوز (بأي استحقاق انتخابي)، نظراً للفجوة بين الشعارات التي يرفعونها والواقع العملي فـ «يفشلون عند التطبيق».

وتعطي سوسن الشاعر سبباً ثالثاً لهذا التراجع، إذ تشير إلى «سخط شعبي على الأداء النيابي».

تراجع الأداء

أما عن السلف، فتقول الشاعر إنّ الانتخابات أظهرت أنهم أكثر قدرة على التنظيم، لذلك يركّزون جهودهم على «دوائرهم المحدودة»..

فضلاً عن أنّهم يضمنون الأصوات بالتعويل على الانتماءات القبلية أكثر من المراهنة على الأيديولوجية أو الانتماء السياسي والديني. ويقول المحلّل السياسي خالد موسى، إنّ تراجع «المنبر» يأتي في سياق مناخ سياسي عام، يغلفه تراجع أداء الجمعيات السياسية برلمانياً، فضلاً عن عدم التنسيق مع «الأصالة»، كما كان عليه الحال جلياً في انتخابات 2006.

ويعطي خالد موسى عنصراً آخر في تفسير تراجع قوة الجمعيات السياسية الدينية، فيشير إلى دخول المستقلين بقوة إلى العملية الانتخابية، على عكس ما كان عليه الحال في انتخابات 2002 و2006، وبشكل جزئي في عام 2010.

ويضيف أنّ ضعف «المنبر» يعود إلى عدم قبول الجمعية أي أعضاء «من خارج الإطار».. على عكس جمعية الأصالة التي تنسجم مع المرشّحين المستقلين الطالبين لدعمها. ويقول خالد موسى، في رد على سؤال لـ «البيان» عن التأثير الإقليمي على انكفاء تيار الإخوان، إنّ معاناة «المنبر» ظهرت في انتخابات 2010، التي سبقت الربيع العربي وتلاه من استغلال جماعة الإخوان لأجوائه، عبر خسارة رئيس الجمعية الانتخابات.

Email