الخرطوم: اليوناميد أصبحت عبئاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهمت الحكومة السودانية بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور «اليوناميد» بـ«عجزها عن القيام بدورها المنوط بها»، واعتبرت أنها «أصبحت عبئاً على السودان باعتباره مسؤولاً عن حمايتها وحماية أفرادها»، وأبدت شكوكها في بعض الدوائر بالأمم المتحدة أثارت قضية الاغتصاب الجماعي في قرية تابت شمال دارفور على خلفية مطالبة الخرطوم للأمم المتحدة بوضع استراتيجية خروج متدرجة.

وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية عبدالله الأزرق أمس للسفراء الأوروبيين ومسؤولي المنظمات الدولية العاملة في السودان والقائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم حول المزاعم والادعاءات التي أثيرت مؤخراً حول اغتصاب 200 امرأة في قرية تابت بولاية شمال دارفور، إن هناك «تصعيداً» في مجلس الأمن تجاه السودان.

وأضاف: «هناك شيء يحضّر لما هو أكبر في تقديرنا، ولهذا جاء رفضنا لبعثة اليوناميد القيام بإجراء تحقيق ثانٍ في القرية»، لافتاً إلى أن «مجلس الأمن أصدر بياناً يدعو فيه السماح لليوناميد بالذهاب إلى تابت، ونحن ننظر لهذا البيان بأنه محاولة لتهيئة الأجواء لمزيد من التصعيد واتخاذ إجراءات ضد السودان».

مزاعم وادعاءات

وقال الأزرق: «لقد أبلغنا السفراء بعدم صحة هذه المزاعم والادعاءات جملةً وتفصيلاً، وعدم منطقيتها وأن هذه المزاعم لا تستند إلى أي منطق، حيث إنه لا يعقل أن يتم اغتصاب 200 امرأة من دون أي احتجاج من أي شخص، لاسيما أن عدداً مقدراً من أفراد الوحدة العسكرية الموجودة في قرية تابت متزوجون من أهالي القرية، أو يقيمون فيها مع أسرهم وعائلاتهم».

وأكد «الشكوك حيال بعض الدوائر في الأمم المتحدة باعتبار أن السودان طلب رسمياً من اليوناميد البدء في تنفيذ استراتيجية خروج متدرجة، وهي بطبيعة الحال عملية ستقود في النهاية إلى خروج نهائي لليوناميد من السودان، وهو ما لا يصب في صالح العديد من الدوائر والأوساط، بما في ذلك القوات الدولية، نظراً لأنها لا تقوم بالدور المناط بها..

فأصبحت بذلك عبئاً على الحكومة التي هي مسؤولة عن حمايتها وحماية أفرادها»، بحسب قوله. وأكد أن «ما يصرف من الأموال على اليوناميد في دارفور لو انفق في مشروعات إعادة الإعمار والتنمية لأحال دارفور إلى منطقة متطورة، حيث إن بعض الأوساط تريد أن تستمتع برغد العيش بالعمل في اليوناميد»، على حد وصفه.

مبيناً أن «الحكومة حتى هذه اللحظة مستعدة للعمل مع اليوناميد وفق المرجعات المتفق عليها». وأطلعت الخارجية السودانية أول من أمس أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السودان (السفراء العرب والأفارقة والسفراء الآسيويين ودول أميركيا الجنوبية)، حول ملابسات القضية.

Email