قائمة بقيادات في الجماعة تمهيداً للقبض عليهم ووزارة الداخلية تتهيأ

الأمن المصري يُفشل بروفة إخوانية لـ28 نوفمبر

قوات الأمن المصرية جاهزة للتصدي للعنف والإرهاب في كل الميادين - أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أسبوع من التظاهرات التي دعت إليها فصائل إسلامية في مصر في 28 نوفمبر الجاري، نظّم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي تظاهرات محدودة كبروفة أفشلها الأهالي وقوات الأمن، فيما يتهيأ الأمن للتصدي لمخطط إثارة القلاقل بالقبض على قيادات إخوانية تنسق لهذه التظاهرات التي أعلنت وزارة الداخلية جاهزيتها وقدرتها على وأدها.

واستمت بروفة الإخوان أمس بالفشل، لاسيما عقب أن تمكنت قوات الأمن من فض العديد من المسيرات، باستخدام الغاز المسيل للدموع، خاصة في ظل حالة الاستنفار الأمني التي تشهدها مصر، لاسيما يوم الجمعة من كل أسبوع تحسبًا لتظاهرات الإخوان وأعمال العنف والشغب.

وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على عددٍ من المشاركين في تلك التظاهرات، التي كان أبرزها مسيرات القاهرة، خاصة في عين شمس والمطرية وعزبة النخل، في وقت برزت هتافات مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي وأعلامه.

انفجار واعتقال

وانفجرت عبوة ناسفة في ضاحية المطرية من دون أن تسفر عن أية إصابات، بينما نجحت قوات الأمن في تفكيك وإبطال مفعول أخرى بمحافظة الجيزة.

في غضون ذلك، واصلت أجهزة الأمن مداهماتها لبؤر التنظيم الإخواني، وتمكن قطاع الأمن العام من إلقاء القبض على 86 عنصرًا إخوانيًا في 12 محافظة.

وأد المخططات

من جهتها، أكدت وزارة الداخلية قدرتها على مواجهة مخططات الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، لاقتحام السجون خلال تظاهرات 28 نوفمبر، في الوقت الذي استبعد فيه خبراء أمن إمكانية تكرار سيناريو اقتحام السجون، الذي شهدته مصر في 28 يناير 2011.

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبداللطيف، لـ«البيان»، أن «تكرار سيناريو اقتحام السجون، أمر مستحيل»، موضحًا أن «كل التقديرات الأمنية تؤكد أن العناصر المتطرفة أيًا كان انتماءها لا قدرة لها في الوقت الحالي للتأثير على الشارع والشعب المصري، الذي كان السبب الرئيسي في نجاح الجماعة في اقتحام السجون في 2011، حيث كان الشعب ضد الشرطة آنذاك، وهو ما استغله الإخوان».

وقال: «كما أن الخطة الأمنية المتينة التي وضعتها الداخلية وتنفذ من الآن، والتي تشمل تأمين السجون وإحكام السيطرة الأمنية عليها بالتعاون مع القوات المسلحة في بعض السجون بعينها، تقضي على أية محاولات للجماعة في التفكير حتى في الاقتحام».

وأشار إلى أنه «على الرغم من أن هذه التهديدات ليست الأولى من نوعها من قبل الجماعة التي طالما هددت باقتحام السجون في أكثر من مناسبة، إلا أن الوزارة تأخذ كل التهديدات على محمل الجدية، وتتعامل معها باحتياطات أمنية مكثفة».

قائمة مطلوبين

في الأثناء، ألمح مصدر أمني مسؤول إلى إعداد الأجهزة الأمنية لقائمة تضم أسماء مجموعة من أبرز العناصر المنتمية لـ«الإخوان» من الكوادر وقيادات الصف الثاني تمهيدًا لإلقاء القبض عليهم، قبل تظاهرات 28 نوفمبر.

ويأتي ذلك في أعقاب القبض على القيادي الإخواني محمد علي بشر.

مخططات

أشار الخبير الأمني اللواء محمود منصور، إلى أن مخطط جماعة الإخوان في العنف والإرهاب موضوع مسبقًا، والتكليفات بالعمليات صادرة منذ فترة وتنفذ، مشيرًا إلى أن تلك العمليات أصبحت تنفذ الآن لصالح هدف واحد وهو الفوضى؛ استعدادًا ليوم 28 نوفمبر، في محاولة للوصول للهدف الأكبر وهو إسقاط الدولة في ذكرى 25 يناير، موضحًا أن الجماعة الإرهابية لا تريد خيرًا ولا استقرارًا لمصر وتعد العدة من الآن فصاعدًا لتظاهرات تشهد أعمال عنف وإرهاب.

توقيف بشر يُفقد «الإخوان» وسيلة التواصل

قبل أيام قليلة من الدعوات التي أطلقتها الجبهة السلفية للتظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري، والقيام بأعمال التخريب وإثارة الفوضى في البلاد تحت شعار ما سمّته «انتفاضة الشباب المسلمين»، ألقت قوات الأمن القبض على القيادي الإخواني البارز عضو مكتب إرشاد الجماعة د. محمد علي بشر، بتهمة التحريض على العنف، فجر الخميس الماضي، من منزله بشبين الكوم في محافظة المنوفية (شمال القاهرة).

وانتابت جماعة الإخوان والتحالف الداعم حالة من الصدمة فور تلقيهم نبأ القبض على بشر، والذي وصفته بأنه خسارة جديدة كبيرة للجماعة إذ نددت في بيان لها بالقبض عليه، معربة عن رفضها استمرار مهاجمة مكونات التحالف وأعضائهم سواء في الجبهة السلفية أو الإخوان، بحسب ما جاء في البيان، إلا أنها أكدت في الوقت ذاته أن ذلك لن يؤثر على مسار الجماعة ولا خطتها خلال الفترة المقبلة، لاسيّما وأن التحالف يعاني من حالة انقسام داخلي بين أحزابه.

وتعليقًا على ذلك، يرى رئيس تيار الاستقلال ورئيس حزب السلام الديمقراطي المستشار أحمد الفضالي، في تصريحات لـ«البيان»، أن القبض على بشر خطوة مهمة رغم تأخرها..

إذ إن تواجده طوال الفترة السابقة بعيدًا عن الملاحقة الأمنية أو القبض عليه أتاح له الفرصة كي يكون همزة الوصل بين قيادات الجماعة والممولين، لافتًا إلى أن بشر هو الوحيد من بين أعضاء مكتب إرشاد جماعة الإخوان، الذي لم يكن قد ألقي القبض عليه أو هرب خارج البلاد.

ويشير الفضالي، إلى أن بشر سبق أن طرح مفاوضات مع السلطة لحل أزمة الإخوان، كنوع من المناورة السياسية مع النظام، وذلك بالمشاركة مع القيادي الإخواني الهارب عمرو دراج، ومن ثمَّ فإن القبض عليه كان خطوة ضرورية، لاسيّما في الوقت الحالي الذي تدعو فيه الجماعات الإرهابية للتظاهر وإثارة الفوضى في البلاد، تحت دعاوى مضللة تتخذ الإسلام والشعارات الدينية أداة في حربها.

وفي هذا الصدد، يقول القيادي الإخواني المنشق خالد الزعفراني، إن القبض على بشر يعتبر ضربة قاسية لجماعة الإخوان خاصة في ذلك التوقيت الذي يسبق دعوات التظاهر، وهو الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على التنسيق حول تلك التظاهرات، والتي كان بشر أحد أبرز القيادات المسؤولة عن التنسيق لها مع القوى الإسلامية المختلفة، فضلًا عن الجهات الممولة لها في الخارج.

ويوضح الزعفراني أن بشر كان وسيلة تواصل محورية بين قيادات الجماعة في السجون وبين التنظيم الدولي والدول الداعمة للجماعة، إضافة إلى أنه كان يتولى عملية المفاوضات السابقة بين النظام والجماعة من التوصل إلى حل سلمي لأزمة التنظيم، مرجحًا أن تشهد الجماعة خلال الفترة المقبلة حالة من الارتباك بعد القبض عليه، إلى أن تجد بديلًا يتولى مهامه.

Email