فشل هدنة بنغازي ومخاوف أميركية ومصرية من وصول «داعش»

«أنصار الشريعة» الليبية على قائمة الإرهاب الدولية

قوات أمنية ليبية تتمركز عند نقطة تفتيش شرق بنغازي - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية إضافة جماعة «أنصار الشريعة» الإسلامية الليبية على قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية، بسبب تورطها في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012، تزامناً مع تعبير الولايات المتحدة وأوساط مصرية عن قلقها من ارتباط متطرفين في ليبيا بتنظيم «داعش» الإرهابي.. في وقت أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبية فشل هدنة بنغازي الإنسانية.

وأدرج مجلس الأمن هذه الجماعة الإسلامية على قائمته السوداء بسبب ارتباطها بتنظيم القاعدة، وفرض بالتالي تجميداً لأموالها وحظراً دولياً على سفر عناصرها، نزولاً عند طلب من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي رحبت إلى جانب ليبيا بالقرار.

البند السابع

وذكر بيان صحافي للجنة مجلس الأمن الخاصة بالعقوبات على تنظيم القاعدة، أن «اللجنة وافقت الأربعاء على إضافة اسمين إلى قائمة الأشخاص والكيانات المستهدفة بالعقوبات المالية، وحظر السفر، وحظر السلاح، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم (2161) لسنة 2014، الصادر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».

وأكدت اللجنة في بيانها «الحاجة إلى التنفيذ الصارم لنظام العقوبات على تنظيم القاعدة، باعتباره أداة ذات مغزى في محاربة النشاطات الإرهابية»، وحضت جميع الدول الأعضاء على «المشاركة بنشاط في ذلك باقتراح الإدراج على القائمة للمزيد من الأشخاص والمجموعات والفعاليات والكيانات التي يجب أن تشملها تدابير العقوبات».

و«أنصار الشريعة» تنظيم يتركز وجوده خصوصاً في بنغازي، ثاني كبرى مدن ليبيا، وقد سبق أن صنفته الولايات المتحدة كما السلطات الليبية تنظيماً إرهابياً.

قلق أميركي

بدورها، أعربت الولايات المتحدة عن «قلقها» إزاء معلومات تم تناقلها عن علاقة محتملة بين مقاتلين متطرفين في ليبيا وتنظيم «داعش».

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جيفري راتكي: «نتابع عن كثب الوضع، ونحن قلقون إزاء التهديد الذي تمثله مليشيات ومجموعات إرهابية على الشعب والحكومة الليبيين».

وتابع راتكي: «أطلعنا على معلومات تفيد بأن فصائل متطرفة عنيفة في ليبيا بايعت الدولة الإسلامية وتسعى للانضمام إليها».

وكانت معلومات صحافية أفادت بأن مقاتلين مرتبطين بـ«داعش» اجتاحوا مدينة درنة في شرق ليبيا.

وأضاف الناطق: «سنواصل البحث عن أي إشارة تفيد بأن هذه التصريحات قد تكون أكثر من مجرد كلام».

مخاوف مصرية

وفي مصر، أثيرت العديد من المخاوف إزاء الحديث عن سيطرة «داعش» على درنة المدينة قريبة من الحدود المصرية الغربية مع الجانب الليبي.

ورغم تزايد الجدل حول تلك الواقعة وتحذير أوساط مصرية متعددة منها، إلا أن مراقبين استبعدوا إمكانية أن يكون لسيطرة «داعش» تداعيات مباشرة على مصر، من منطلق إحكام السلطات المصرية قبضتها الأمنية على الحدود، وسط محاولات مستمرة من التنظيم الإرهابي للتسلل نحو مصر.

نفى رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق اللواء زكريا حسين، أن يكون باستطاعة «داعش» أو غيره من المنظمات الإرهابية اختراق الحدود المصرية، موضحاً أن القوات المسلحة تحكم سيطرتها على كل الحدود.

فشل هدنة

ميدانياً، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبية أنها لم تتمكن من دخول مواقع القتال في مدينة بنغازي بسبب تواصل المعارك فيها، رغم إعلان الأمم المتحدة أن أطراف الصراع في بنغازي الاتفاق على هدنة إنسانية غير مشروطة لمدة 12 ساعة.

وقال الناطق الرسمي باسم الجمعية محمد مصطفى المصراتي: إن «فرق الجمعية لم تتمكن من دخول أماكن النزاع في المدينة خلال فترة الهدنة، لأن أطراف النزاع لم يوقفوا تبادل إطلاق النار خصوصاً في منطقة الصابري وسط بنغازي». وأضاف المصراتي، أن «الأمانة العامة للجمعية تواصلت مع طرفي النزاع لكنهم لم يوقفوا تبادل إطلاق النار».

وفي بوعطني، قتل جندي وأصيب خمسة آخرون من الجيش الليبي في المعارك التي تتركز قرب معسكرات الجيش الليبي، ومحور طريق النهر - الليثي في مدينة بنغازي.

إغلاق حدود

أقرت «خلية الأزمة» المكلفة بمتابعة الوضع الأمني في تونس تعزيز الإجراءات الأمنية خاصة قبل وأثناء فترة الانتخابات الرئاسية. وقررت اللجنة المكلفة إغلاق المعبرين الحدوديين «راس جدير» و«الذهيبة» منذ الأمس وحتى الأحد المقبل في وجه المسافرين، ما عدا البعثات الدبلوماسية والحالات الاستثنائية والمستعجلة، مع فتح المجال أمام الليبيين المغادرين في اتجاه ليبيا، حسب ما نقله موقع «الشروق» الإخباري. الوكالات

Email