مقتل 20 مسلحا في غارتين ومجلس الأمن يبحث فرض عقوبات على صالح

حرب شوارع في رداع ومسلحو القبائل يطردون الحوثيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساد هدوء حذر صباح أمس مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بعد اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بين مسلحي القبائل وتنظيم القاعدة من جهة، وجماعة أنصار الله الحوثية من جهة أخرى، حيث تحدثت مصادر قبلية عن طرد المسلحين من مناطق متفرقة من المدينة، تزامنا مع مقتل عشرين مسلحا في غارتين شنتهما طائرة اميركية من دون طيار على مواقع للمتطرفين، ومع بحث مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادييْن حوثيين.

وقال الصحافي فهد الطويل إن مدينة رداع تشهد هدوء حذرا، متوقعا تجدد الاشتباكات خاصة أن الحوثيين انسحبوا من الشارع العام في رداع، ولكنهم ما زالوا يتمركزن في قلعة رداع.

وأشار الطويل إلى سقوط أكثر من 12 قتيلاً والعديد من الجرحى في صفوف الحوثيين منذ مساء الاثنين، موضحاً أن اشتباكات هي الأعنف شهدتها رداع في وقت متأخر من ليل الاثنين- الثلاثاء وأنها تحولت إلى حرب شوارع.

طرد الحوثيين
ولفت الطويل إلى أن مسلحي القبائل والقاعدة هاجموا الحوثيين بشكل مباغت من ثلاث جهات في المدينة، وهي نقطة دار النجد وشرق رداع والشمال الشرقي للمدينة، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين اليمنيين بدأوا في النزوح من تلك المناطق خوفاً من تجدد الاشتباكات.

وقال أحد شيوخ آل الذهب المعروفة بمناصرة القاعدة في مدينة رداع إن عناصر القاعدة وبمساندة من رجال القبائل دكوا جميع نقاط تمركز الحوثيين، مؤكداً أنهم لن يسمحوا للحوثيين بالبقاء داخل المدينة. وأضاف: «هذا شيء بسيط مقارنة بما سُيوجه للحوثيين خلال الأيام القادمة».

وذكرت مصادر محلية ان المواجهات تحولت إلى حرب شوارع بين الجانبين، قتل خلالها نحو خمسة وعشرين من المسلحين الحوثيين ونحو خمسة عشر من عناصر القاعدة والقبائل.

وفي منطقة المناسح الواقعة في ضواحي رداع، افادت مصادر قبلية انه تم اخراج الحوثيين من وادي الجراح.

قتلى في غارتين
في موازاة ذلك، أعلنت مصادر يمينة ان غارتين استهدفتا المسلحين في بلدة يكلة شرق رداع. وافادت مصادر قبلية ان 22 مسلحا من المتمردين الحوثيين قتلوا ليل الاثنين- الثلاثاء في هجمات استهدفت معاقلهم ونقاطهم في مواقع مختلفة من مدينة رداع.

وذكر مصدر قبلي ان الهجمات التي استهدفت الحوثيين «تاتي بعد مهلة اربعة ايام منحت لهم للخروج من منطقة رداع».

كما اشار المصدر الى ان التصعيد يأتي «بعد مقتل ابن الشيخ القبلي علي الطيري بيد الحوثيين عن طريق الخطأ». فيما تحدث مصادر أخرى عن مقتل القيادي في القاعدة أبو اسامة الصنعاني.

إدانة خليجية
في الأثناء، دان الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشدة اغتيال عضو المجلس الأعلى لاتحاد القوى الشعبية في اليمن محمد عبدالملك المتوكل، ووصفه بأنه عمل إرهابي جبان يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية.

وقال الأمين العام إن اغتيال المتوكل «خسارة كبيرة لليمن وقواه السياسية الوطنية والمسيرة السلمية، لما عرف عنه من مواقف وطنية مخلصة، وما بذله من جهود متواصلة لدفع العملية السياسية في اليمن».

فتح تحقيق
بدورها، دانت الولايات المتحدة اغتيال المتوكل، وطالبت بفتح تحقيق. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي: «نحض الحكومة اليمنية على اجراء تحقيق كامل يؤدي الى احالة المسؤولين عن الجريمة الى القضاء».

عقوبات دولية
إلى ذلك، بحث مجلس الأمن الدولي أمس مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة لفرض عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي صالح واثنين من زعماء جماعة الحوثيين باعتبار أنهم «يهددون الأمن والاستقرار، ويعرقلون العملية السياسية» في اليمن.

وبحسب مصدر في وزارة الخارجية الأميركية، فإن واشنطن جمعت معلومات ووثائق تؤكد صالح والحوثيين في «التهديد الواضح لاتفاقيات التحول الديمقراطي السلمي في اليمن».

فيما استبق حزب صالح قرار العقوبات وأعلن أنه سيرد بقوة على تلك العقوبات. ونقلت وسائل إعلام المؤتمر الشعبي عن الامين العام المساعد للحزب سلطان البركاني القول ان أي عقوبات ستضر بالوضع الداخلي في اليمن وتظهر مجلس الأمن مربكاً ومتناقضاً.

Email