أنباء عن قرب إدماج الآلاف من المسلحين في قوات الشرطة لاستيعابهم

الحوثيون يتقدمون شمالاً والحراك يستعد للسيطرة على الجنوب

احتجاجات لطلاب في جامعة صنعاء ضد الوجود الحوثي في الحرم الجامعي رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حقق المسلحون الحوثيون أمس تقدماً في العاصمة صنعاء بالسيطرة على مطار صنعاء ومحاصرة مدينة الرضمة الاستراتيجية على طريق الجنوب، والتي تعد من معاقل الإسلاميين، دون اعتراض من قبل وحدات الجيش بأوامر رئاسية، في حين يتهيأ الحراك الجنوبي للسيطرة على المحافظات التي كانت تشكل دولة الجنوب قبل الوحدة، وسط أنباء عن قرب إدماج ألفين من المسلحين في قوات الشرطة، في محاولة من الدولة لاستيعابهم.

وتجددت المواجهات المسلحة بين الحوثيين والقبائل المسلحة اليمنية في مديرية الرضمة بمحافظة إب جنوب صنعاء، بعد ساعات من إعلان هدنة مؤقتة.

وذكر مصدر أمني أن «الحوثيين فرضوا سيطرتهم أمس على منطقة الرضمة بعد قتال استمر 24 ساعة». وتقع الرضمة على الطريق بين العاصمة صنعاء وكبرى مدن الجنوب عدن، في شمال شرق مدينة اب عاصمة محافظة اب. وهي تعد من المعاقل الرئيسة للإخوان المسلمين المتمثلين بالتجمع اليمني للإصلاح، كما تشكل مدخلاً رئيساً إلى الجنوب.

وأعلنت مصادر قبلية أن «9 أشخاص من المتمردين الحوثيين ومن المسلحين القبليين السنة قتلوا في المواجهات، بينهم نجل الشيخ القبلي عبدالواحد الدعام الذي كان يقود القتال ضد الحوثيين».

مساع للتمدد

وكشفت مصادر أمنية أن الحوثيين يسعون إلى التمدد نحو المحافظات الجنوبية، بعد أن حققوا تقدماً جديداً وسط البلاد، وذلك من خلال السيطرة على منطقة استراتيجية في محافظة إب.

وتمهيداً لعملية جديدة، استولى المسلحون الحوثيون على مقر إدارة أمن محافظة اب، كما أعلن فضل المطاع القائد العسكري المشرف على كتائب الحوثيين في اب «أن المحافظة لن تكون استثناء وأنهم سيفرضون اللجان الشعبية والثورية بالقوة»

وفي صنعاء، بات الحوثيون يتحكمون بمطار صنعاء الدولي أمنياً ومراقبة حركة المغادرين والواصلين.

وقالت مصادر أمنية لـ«البيان» إن «الحوثيين وضعوا قوائم بأسماء مسؤولين مدنيين وعسكريين ممنوعين من السفر، وأن أي مسؤول يرغب في مغادرة البلاد يتوجب عليه الحصول على إذن مسبق من الحوثيين».

تظاهرات ضد الحوثيين

وفي موازاة ذلك، سيطر الحوثيون على جامعة صنعاء، واستولوا على مكتب اتحاد الطلبة، وأخضعوا الطلاب للتفتيش، وهو ما استدعى خروج المئات من الطلاب في صنعاء في تظاهرة احتجاجاً على الوجود الحوثي.

توجيهات رئاسية

في غضون ذلك، قال مسؤول عسكري رفيع إن «توجيهات رئاسية صدرت لجميع وحدات الجيش بعدم اعتراض طريق المسلحين الحوثيين الذين يسعون لاستكمال السيطرة على المحافظات التي كانت تشكل دولة شمال اليمن، في حين يتهيأ الحراك الجنوبي للسيطرة على المحافظات التي كانت تشكل دولة الجنوب قبل الوحدة».

وتحدث المسؤول في الجيش اليمني لـ «البيان» عن أسباب تمدد المسلحين الحوثيين إلى أغلب محافظات الشمال التي أصبحت تحت سيطرتهم عدا محافظتين، وقال إن «توجيهات رئاسية صدرت لقوات الجيش بعدم اعتراض طريق المسلحين الحوثيين»، وأضاف: «قوات الجيش في البيضاء شاركت الحوثيين القتال ضد رجال القبائل وعناصر القاعدة، وفي مديريات يريم والرضمة أخلت قوات الجيش مواقعها وسلمتها الحوثيين».

ووفقاً لمصادر سياسية تحدثت إليها «البيان» فإن «تمدد المسلحين الحوثيين لن يتجاوز الحدود الشطرية السابقة لقيام الوحدة، وأن وجهتهم المقبلة ستكون محافظة تعز التي تشرف على مضيق باب المندب بعد الانتهاء من السيطرة على مديريات محافظة اب».

وبينت المصادر أن المسلحين الحوثيين بدأوا بعقد اتفاقات مع عدد من زعماء القبائل من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة مأرب لتسهيل دخولهم المحافظة.

التحضير للسيطرة على الجنوب

ومع إعلان قيادات جنوبية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مشاركتها ودعمها للاعتصام المفتوح الذي أقيم في عدن للمطالبة بالانفصال عن الشمال وامتناع نواب الجنوب عن حضور جلسات البرلمان في صنعاء، تقول المصادر السياسية إن «هناك مؤشرات واضحة على أن الحراك الجنوبي يتهيأ للسيطرة على الجنوب في موازاة سيطرة الحوثيين على الشمال».

إدماج الحوثيين

ووسط هذا التصعيد الأمني، قالت مصادر عسكرية وأمنية إن توجيهات رئاسية صدرت لاستيعاب المسلحين الحوثيين في قوات الجيش والأمن، وإن ألفين من المسلحين في العاصمة سيتم إدماجهم خلال أيام في قوات الشرطة.

قلق خليجي

أعربت دولة الكويت نيابة عن الوفود الدائمة لدول مجلس التعاون الخليجي في الأمم المتحدة عن قلقها الشديد لما تشهده اليمن من مخاطر سياسية وتحديات أمنية ومصاعب اقتصادية وإنسانية تهدد أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتقوض فرص نجاح العملية الانتقالية وتنفيذ مقررات ونتائج مؤتمر الحوار الوطني. الكويت ـ البيان

Email