سيناء منطقة وعرة والسيطرة عليها بشكل كامل أمر صعب

خبراء يؤكدون: الجيش المصري يبذل أقصى جهــــــد لمحاربة الإرهاب

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم توالي الضربات الأمنية القوية للبؤر والعناصر الإرهابية المتطرفة، والنجاحات التي تعلنها القوات المسلحة المصرية من خلال المتحدث العسكري الذي ينشر بيانات يومية حول نتائج المداهمات التي ينفّذها الجيش ضد تلك البؤر، تلاحق اتهامات بـ «التقصير» أجهزة الأمن، وسط مطالب من البعض بإجراء تغييرات في قياداتها، ولا سيما بعد العملية الإرهابية الأخيرة التي وقعت في الـ 24 من أكتوبر الحالي والتي راح ضحيتها 33 ضابطاً وجندياً مصريا في سيناء.

لكن ثمة خبراء يرفضون تلك الاتهامات، ويؤكدون أن الجيش المصري يبذل أقصى مجهوداته، من أجل تطهير سيناء من البؤر الإرهابية، غير أن انتهاج الإرهابيين أساليب المكر والخداع والمباغتة، يُسهم في تكرار العمليات، لاسيما وأن سيناء منطقة وعرة، والسيطرة عليها بشكل كامل أمر صعب.

يقول رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء د. محمد قدري سعيد: «إن مصر مرَّت بمراحل عدة وصعبة خلال السنوات الثلاث الماضية، ولابد من مراعاة هذا، والتأكد من أن قوات الأمن تتحمل فوق طاقتها»، نافياً في تصريحات لـ «البيان» وجود أي تقصير من جانب قوات الأمن. ولفت إلى أن هناك عمليات وجهود تبذل ولا يتم الإعلان عنها التزاماً بالسريّة، في الوقت الذي أوضح أن مطالب البعض بإجراء تغييرات في قيادات الأمن أو إجراء تعديل وزاري «أمر متروك للسلطات المصرية»، مؤكداً أن القوات الأمنية تقوم بأقصى جهودها، وهناك تعاون ملحوظ بين قوات الأمن جيشاً وشرطة.

نجاحات

ونجحت قوات الجيش في تصفية العديد من العناصر الإرهابية الخطرة على مدار الفترة الماضية، من بينهم قيادات تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، الذي كان أعلن مسؤوليته عن عددٍ من العمليات الإرهابية.

وينفى الخبير الأمني خالد عكاشة، وجود أي جوانب تقصير أمني، قائلًا: «كلمة التقصير غير واردة في قاموس القوات المسلحة وقوات الأمن بشكل عام، كما أن المرحلة الحالية هي مرحلة معركة حياة أو موت»، مؤكداً لـ «البيان»، أن جميع الوحدات الموجودة في الجيش ذات كفاءات عالية، وقادرة على المواجهة، مشيراً إلى أن مصر في أمسّ الحاجة إلى ثبات القيادات، وإضافة قيادات جديدة، وأن ما يتردد حول ضرورة إقالة بعض القيادات الأمنية «أمر لا يجدي نفعاً أبدًا».

ويؤكد الخبير الاستراتيجي اللواء حسام سويلم، أن الحرب في سيناء حتى الآن حققت نتائج متقدمة، خاصة بعد استهداف عدد من قادة الجماعات الإرهابية، ولكن هذا لا يعني أن العمليات الإرهابية سوف تختفي، مشيراً إلى أن الحرب في سيناء طويلة المدى، في الوقت الذي لفت فيه إلى أن حالة الحرب الدائرة ليست بسيطة، وأن الجيش المصري يحارب إرهاباً متنوعاً، بعقليات قريبة من أسلوب تنظيم «داعش» الإرهابي، خاصة أن بعض عناصر هذا التنظيم يقودون عمليات سيناء ضد الجيش.

فيما يرى مراقبون أن الجيش المصري، يواجه خطراً كبيراً ليس في سيناء فقط، حيث إن مصر أصبحت محاطة حدودياً ببؤر إرهابية عدة، كما أن إدارة الحرب في سيناء أصبحت أصعب من ذي قبل، في الوقت الذي تندس بعض العناصر الإرهابية وسط السكان المدنيين، ما يجعل الأمر قد يستلزم في الفترة المقبلة النظر في فكرة إخلاء سيناء من السكان، حتى يتمكن الجيش من توجيه ضرباته للإرهاب من دون خسائر مدنيّة.

ثغرات

وفي السياق، يشير الخبير العسكري اللواء أحمد رجائي، في تصريحات لـ «البيان»، إلى أن هناك عدداً من الثغرات التي ترجع إلى قلة الخبرة وسوء تقديرات أجهزة الأمن وجهاز الأمن الوطني تجاه العمليات في سيناء، ومن ثمَّ تكون التحركات على أساسها مغلوطة، وهو ما يجعل مسألة القضاء على الإرهاب في سيناء بشكل نهائي أمر مستبعد الآن.

وهو ما أكده الباحث السياسي البارز عمرو هاشم ربيع، موضحاً ضرورة معالجة أوجه التقصير بإجراء تغييرات في القيادات الأمنية، فيما اتفق معه كذلك القيادي بحزب الكرامة أمين اسكندر، مؤكداً أن الفترة الأخيرة تؤكد أنه لا يوجد استراتيجية واضحة ومكتملة لمواجهة الإرهاب، بحسب تعبيره.

وفي المقابل، أشار القيادي بحزب التجمع حسين عبد الرازق، إلى أن ما شهدته سيناء من إرهاب هو أمر قدري، مشيراً إلى أنه لا يتصور وجود تقصير أمني، حيث إن قوات الأمن تقوم بدورها وواجبها تجاه الوطن، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف نزيف الدم، في الوقت الذي لفت إلى أن الإرهاب لا ينتهي بين يوم وليلة، مضيفًا أن إقالة أو تغيير قيادات أو تعديل وزاري محدود هو تقدير إداري بحت، ولا يمكن لأحد التنبؤ به، لافتاً إلى أن الجيش المصري يُحارب الإرهاب وهو على قلب رجل واحد.

استهداف شخصيات

قال الكاتب الصحافي عبدالله السناوي، إنه من المتوقع أن تستهدف الجماعات الإرهابية شخصيات عسكرية وإعلامية خلال الأيام المقبلة، مؤكداً أن حركة الإرهاب في سيناء أكبر بكثير من توقعات المصريين، مؤكداً أن العملية الإرهابية التي حدثت مؤخراً في سيناء، لن تكن الأخيرة. وطالب قوات الأمن بتوخي الحذر، وتوقع حرباً طويلة المدى ضد الإرهاب، لافتاً إلى أن ما يحدث من عمليات إرهابية هي قضية سياسية لها شق أمني. وأكد ضرورة عودة الاستقرار والأمن في أقرب وقت، والاستعداد للانتخابات المقبلة.

Email