وسط تأهب أمني وتحذير من تهديدات الإرهاب

التونسيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمانهم

أحد التجمعات الانتخابية في تونس البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 يتوجه أكثر من خمسة ملايين تونسي إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لاختيار ممثليهم في البرلمان تحت إشراف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لوضع نهاية للفترة الانتقالية بعد سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وقبل 27 يوماً من الانتخابات الرئاسية.

ودخلت البلاد، أمس، في صمت انتخابي انتهت معه الحملات للانتخابات البرلمانية، استعدادا للاقتراع الحاسم اليوم، بينما كشف رئيس الوزراء مهدي جمعة، عن وجود تهديدات من الداخل ومن الخارج للانتخابات.

وترشحت للانتخابات البرلمانية 1327 قائمة تمثل 120 حزبا سياسيا في 33 دائرة انتخابية، 27 منها داخل تونس وستة خارجها لكي ينتخب التونسيون منها ممثليهم الـ217 في مجلس النواب.

وتمثل هذه الانتخابات نهاية الفترة الانتقالية في تونس التي بدأت بعد سقوط نظام بن علي في 14 يناير 2011 واول انتخابات تشريعية بعد اقرار دستور العام 2014 الجديد من قبل المجلس الوطني التأسيسي الذي انتخب في 23 اكتوبر 2011.

واعتمدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الجدول الزمني للعملية الانتخابية حيث انطلقت الحملات الانتخابية في الرابع من الشهر الجاري ويتم اجراء عملية الاقتراع في خارج تونس ايام الـ24 و25 و26 وداخل تونس اليوم الاحد، ليتم الاعلان عن النتائج الاولية في الـ30 من الشهر الجاري والنتائج النهائية في 24 نوفمبر المقبل.

وكانت الهيئة العليا المستقلة اعلنت ان القوائم الـ1327 تتوزع على 744 قائمة حزبية و152 قائمة ائتلافية و334 قائمة مستقلة، في حين توجد 97 قائمة في الخارج.

حشد أمني

في الأثناء، أعلنت الداخلية التونسية عن حشد 50 ألف عنصر بين جيش وشرطة لتأمين الاقتراع، وسط تهديدات وصفت بـ«الإرهابية» وتهدف إلى تعكير أجواء الاقتراع.

وأكد رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة أن أجهزة الأمن مستعدة لتأمين الانتخابات التشريعية، مضيفاً أن الوصول إلى هذه الانتخابات كان مسبوقا بتحضيرات أمنية مكثفة. وكشف عن وجود تهديدات من الداخل ومن الخارج، للانتخابات التشريعية.

وقال جمعة في لقاء مع فضائية «العربية»: «نحن واقعين بالتهديدات، ولكن التحضيرات والعمليات الاستباقية والتنظيم والنجاعة التي وصل لها الأمن والجيش تجعلنا نسير نحو الانتخابات بيقظة ولكن باطمئنان».

واعتبر أن التجربة التونسية مستهدفة كونها تسير نحو الاستقرار وترسيخ مبدأ الدولة ومؤسساتها، مؤكداً أن «هناك تهديدات حقيقية.. مشروع الدولة الذي هو ضد مشروع التكفيريين وهذه الفرق الإرهابية وجدت لتقويض الدولة وتقويض وجودها ومؤسساتها».

وحول التهديدات المحتملة قبل الانتخابات، كشف جمعة عن وجود تهديدات من جماعات تونسية وغير تونسية مقيمة في ليبيا، مضيفاً أن تونس عمدت إلى إغلاق الحدود بصفة مؤقتة مع ليبيا لسلامة سير الانتخابات.

حض على المشاركة

وفي كلمة توجه بها للشعب التونسي من قصر قرطاج دعا الرئيس الحالي والمرشح للانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي التونسيين للمشاركة في الانتخابات، مستغربا رفض البعض المشاركة، داعيا إلى المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية.

كما وجه رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار رسالة إلى الشعب التونسي مفادها أن مصير الخمس سنوات المقبلة أصبح الآن بين أيديهم، إذ أن الغياب عن التصويت اليوم الأحد سيكون له انعكاسات كبيرة على المستقبل، داعيا إياه إلى الحضور والتمسّك بممارسة الحق في الانتخاب.

وحول تقييمه لاستعدادات الهيئة، قال صرصار إنه تم تجاوز اغلب الصعوبات التي تكمن في الجانب اللوجستي والعملياتي، مضيفا ان المراقبين الأجانب والبعثات الدولية أشادوا بالأجواء المتميزة خاصة باستعمال منظومات متطورة للتسجيل ومراقبة التزكيات ومعرفة نسبة المشاركة لاحقا.

واعتبر أن المهرولين نحو الهزيمة يحاولون من الآن إدخال التشكيك في سلامة المسار الانتخابي، مشيرا إلى ان هذه العوامل لن تكون سلبية على الهيئة لأنها ستحاسب فيما بعد ولكنها ستؤثر على نسبة المشاركة في الانتخابات.

جولة

وقام جمعة وصرصار، رفقة وزير الداخلية لطفي بن جدو، أمس بزيارة عمل إلى ولاية نابل (شمال شرق) في إطار الاطلاع على آخر الاستعدادات للانتخابات.

وأكد بن جدو، خلال الزيارة، أن الوحدات الأمنية على أتم الاستعداد والجاهزية لتأمين العملية الانتخابية وحماية الانتقال الديمقراطي، حيث تم نشر آلاف الأمنيين في كامل جهات البلاد بهدف حماية العملية.

من جهته، حذّر الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي ممّا سماها بوادر التزوير في الانتخابات بعدد من المكاتب في الخارج، مؤكدا أنّ الجبهة لن تسكت عن أيّ تلاعب قد يطال إرادة الناخبين.

وقال الهمامي إنّ ما حصل الجمعة في عدد من مكاتب الاقتراع في الخارج يؤشر على وجود بوادر تزوير يهدّد العملية الانتخابية، داعيا الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى التصدي بجدية وصرامة إلى كلّ مظاهر الخروقات.

27 مرشحاً للرئاسة

انتهت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من ترتيب أسماء المترشحين للانتخابات الرئاسية كما تظهر في حصص الدعاية الانتخابية وعلى بطاقات الاقتراع، وتم ذلك من خلال القرعة، في حين أكد رئيس الهيئة شفيق صرصار أن المحكمة الإدارية أيدت القرار المتعلق بالمترشحين للانتخابات الرئاسية وتثبيت العدد النهائي وهو27 مرشحاً.

وأتى ترتيب المرشحين كالتالي: العربي نصرة، عبدالرحيم الزواري، كلثوم كنو، كمال المرجان، سالم الشايبي، عبدالرزاق الكيلاني، الباجي قايد السبسي، سليم الرياحي، عبدالقادر اللباوي، مصطفى كمال النابلي، الصافي سعيد، ياسين الشنوفي، أحمد نجيب الشابي، حمودة بن سلامة، علي الشورابي، محمد الفريخة، محمد الحامدي، مختار الماجري، عبدالرؤوف العيادي، محرز بوصيان، مصطفى بن جعفر، نورالدين حشاد، المنذر الزنايدي، المنصف المرزوقي، سمير العبدلي، محمد الهاشمي الحامدي، حمه الهمامي.

احتماء الإرهابيين بالأطفال

استنكر مفتي تونس حمدة سعيد، احتماء إرهابيين بالأطفال، معتبرا أن تعريض الأنفس البريئة إلى الخطر عمل جبان وسقوط مروءة.

وجاء في بيان حول «حادثة وادي الليل» غربي العاصمة، يحمل توقيع مفتي الديار التونسية أول من امس، أن «الاعتداء الأثيم المتكرر على أمن البلاد، وأرواح العباد... بالتمترس بالأنفس البريئة، دروعا بشرية ليضاعف الجناية ويزيد في بشاعة الجريمة».

واعتبر سعيد أن ما فعله الإرهابيون الذين وصفهم بـ«المجرمين» في «حادثة وادي الليل من تعريض الأطفال إلى خطر القتل من أجل حماية أنفسهم، يعدّ جبنا وسقوط مروءة»، قائلا إن «الإسلام من كل ذلك براء».

إقبال على المراكز في أبوظبي ودبي و«عتيد» لم ترصد خروقات

باشر نحو 6000 تونسي مقيمون في الدولة صباح الجمعة الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية لاختيار ممثليهم في مجلس الشعب.. وسط تأكيدات من فرق المراقبة على الشفافية.

وتابعت «البيان» مجريات العملية الانتخابية (وهي الثانية للتونسيين منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي) من مقر قنصلية الجمهورية التونسية في دبي حيث كان الإقبال في صباح الجمعة ضعيفاً (ومقبولاً وفق التصريحات الرسمية) لتتسارع نسبة الإقبال تدريجياً بعد الصلاة ولتشهد قاعة الاقتراع تهافتاً من الناخبين التونسيين عند الساعة الثالثة عصراً.. في حين كان الإقبال صباح وظهر السبت أكثر زخماً.

وقالت رئيس مركز الاقتراع في دبي نفيسة بحري إن اليوم الأول من الاقتراع مضى بمستوى إقبال جيد. وفي المقابل قال رئيس مركز الاقتراع في أبوظبي عبدالوهاب العميرة في اتصال هاتفي مع «البيان» إن الإقبال في مركزه شهد إقبالاً جيدا يفوق المتوسط.

وقدر العميرة نسبة الإقبال في اليوم الأول (الجمعة) بـ 20 في المئة من إجمالي عدد الناخبين الـ 3680 المقيدين في مكتب اقتراع أبوظبي.. في حين قدّرت مصادر في مركز دبي نسبة الاقتراع في اليوم الأول بأكثر من 20 في المئة، ومثلها في اليوم التالي. وقالت المصادر إنّ التصويت يومي الجمعة والسبت «كان في ذات النسق».

وعن سير عملية الاقتراع قال سليم التنفوس من مراقبي جمعية «عتيد» إن العملية الانتخابية سارت في يومها الأول والثاني وسط إجراءات شفافة دون أي تجاوزات. وقال التنفوس لـ «البيان» إن أعضاء الهيئة الانتخابية «ملمون بالقانون ويطبقونه بحذافيره» فضلاً عن وجود ملاحظين من الأحزاب للمراقبة.

ولاحظت «البيان» بعض الاضطراب الذي حدث جراء قدوم بعض الناخبين للإدلاء بأصواتهم دون أن يكونوا مسجلين في قيد الناخبين المقيمين في دولة الإمارات. ولفتت مصادر في مكتب الاقتراع في هذه النقطة أن الانتخابات الحالية تختلف عن انتخابات 2011 في إلزامها الناخب الإدلاء بصوته في مقر قيده الانتخابي على عكس ما حصل في الانتخابات السابقة التي كان مباحاً فيها التصويت في غير مكان القيد.

ذكر أنّ التصويت في أبوظبي ودبي سيستمر اليوم أيضاً لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج.

Email