مقتل طفل باشتباكات مع «الإخوان» في القاهرة

الإرهاب يدمي سيناء ويقتل 30 جندياً

قوات الجيش المصري خلال تدريبات ضد الإرهاب في سيناء أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطورٍ أمني لافت، أدمى الإرهاب سيناء، أمس، وقتل 30 جندياً مصرياً عبر هجومين ما استدعى اجتماعاً عاجلاً للرئيس عبدالفتاح السيسي مع مجلس الدفاع الوطني، في حين قتل طفل في القاهرة خلال اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان والشرطة والأهالي، بينما أحرق مسلحون ملثمون سيارتين تابعتين للقنصلية السعودية في مدينة السويس.

وقال مصدر أمني مصري، أمس، إن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزاً للجيش في منطقة كرم القواديس في منطقة الخروبة بمدينة الشيخ زويد قرب العريش شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل 27 جندياً وإصابة 25».

وأدى الهجوم إلى تحطم دبابة ومدرعة للجيش بشكل تام. وقال مصدر طبي إن عددا من الجرحى يعانون من إصابات خطيرة. وتحمل التفجيرات بصمة جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية.

وفي وقتٍ لاحق، قتل ثلاثة جنود مصريين بهجوم آخر في سيناء حينما فتح مسلحون النار على نقطة أمنية.

اجتماع مجلس

وعلى الفور، اجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي بمجلس الدفاع الوطني لبحث تطورات الحادث الإرهابي. وأفادت مصادر أن الاجتماع ناقش الأوضاع الأمنية في سيناء. والمجلس هو المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين سلامتها ويتكون من رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة يترأسهم السيسي.

مقتل طفل

ميدانياً أيضاً، قتل طفل في القاهرة وأصيب ستة أشخاص في اشتباكات بين أنصار جماعة الإخوان والشرطة والأهالي. وأفادت مصادر أن الجماعة نظمت تظاهرات محدودة وقعت خلالها اشتباكات بين عناصر التنظيم وبعض الأهالي وقوات الأمن، بينما تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على عددٍ من المشاركين في تلك المسيرات.

وشهدت القاهرة تكثيفاً أمنياً ملحوظاً في الميادين العامة والشوارع الرئيسية.

وفي سياق متصل، أحرق ملثمون سيارتين تابعتين للقنصلية السعودية في مدينة السويس. وأوضحت مصادر أمنية أن أربعة ملثمين على الأقل ألقوا زجاجات حارقة على السيارتين اللتين كانتا متوقفتين. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن السيارتين كانتا تقفان في مرآب بحي الأربعين في المدينة.

ونقلت الوكالة عن مدير أمن السويس اللواء طارق الجزار أن المهاجمين أعضاء في جماعة الإخوان.

أبراج مراقبة

في الأثناء، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن السلطات المصرية قامت مؤخراً ببناء مجموعة من أبراج المراقبة على الحدود مع إسرائيل من أجل تكثيف التواجد الأمني. وأوضحت أن هذه الأبراج التي يطلق عليها اسم «فيلبوكس»، يتمركز عليها عدد محدود من الجنود ..

وهي محصنة بصواريخ مضادة للدبابات، وتستخدمها السلطات المصرية لمراقبة التنظيمات الإرهابية التي تنشط في شبه جزيرة سيناء. وأوضحت الصحيفة أنه تم بناء أبراج مؤخرا من عند جبال إيلات جنوبا وحتى الأجزاء الشمالية بمحاذاة الحدود. وأشارت إلى أنه تم بناء أبراج عند معبر طابا.

قطار الاستقالات الحزبية يصل إلى «البناء والتنمية»

يواصل قطار الاستقالات الحزبية نشاطه، ولكنه لم يقتصر على أحزاب التيار المدني فحسب، بل امتد ليصل إلى تيار أحزاب تيار ما يسمى الإسلام السياسي..

وكانت أبرز محطاته الآن حزب البناء والتنمية (الذراع السياسية للجماعة الإسلامية)، والذي يشهد حالياً موجة استقالات جماعية بين أعضائه، اعتراضاً على استمرار الحزب في تحالف دعم الإخوان، وعدم الانسحاب منه حتى الآن على غرار ما فعله حزبا الوسط والوطن، لاسيّما وأن الحزب كان قرر اتخاذ تلك الخطوة قبل أسابيع، إلا أنه تراجع عنها بعد ضغوط من قيادات التنظيم الدولي للجماعة.

ولم يكن استمرار الحزب في دعم الإخوان هو السبب الأوحد في تلك الاستقالات، بل إنها تضمنت قائمة مطوّلة من الأسباب التي استعرضها الأعضاء في استقالتهم المُعلنة وفي مقدمتهم، وكان من أبرزها ما اعتبره الأعضاء تنكراً من قادة الجماعة الإسلامية وأبنائها للشعب بعد خروجهم من السجون والمعتقلات، على الرغم من مد الشعب يده لهم ولكن كان رد الجميل بالتهديد والتكفير والترويع.

كما تضمن الاستقالة في أسبابها، اتهام الأعضاء للكثير منهم القادة والأعضاء بالتورط في أحداث شغب وفتنة، خاصةً بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعدم تقدير الأمور التقدير الأصوب والدفاع عن المواقف رغم خطئها، الأمر الذي أساء إلى جميع أحزاب وقوى التيار الإسلامي نتيجة أفعالهم، إلى جانب استخدامهم النساء والأطفال في مخططاتهم باعتبارها الورقة الرابحة، من وجهة نظرهم، وزاد الأمر سوءاً هروب أغلب القادة وفرارهم خارج البلاد لبث سمومهم ضد الوطن، بحسب ما جاء بالاستقالة.

تحقيقات

ولم يكتفِ أعضاء الحزب المتقدمين باستقالتهم بذلك، لكنهم أبدوا استعدادهم حضور تحقيقات حل الحزب في نيابة أمن الدولة، للإدلاء بشهادتهم فيما يخص الدعوى القضائية التي أقامتها حركة تمرد الجماعة الإسلامية لحل الحزب، وهو ما يؤكده مؤسس تمرد الجماعة الإسلامية والباحث الإسلامي وليد البرش، خلال تصريحات خاصة لـ«البيان»، لافتًا إلى أن الاستقالات المتتالية لأعضاء الحزب ستؤدي بدورها إلى انهيار الحزب تماماً ومن ثمَّ سيتم الإعلان عن حلّه بموجب حكم قضائي مرتقب، خاصةً بعد استعداد المستقيلين حضور تحقيقات النيابة العامة.

Email