200 من البيشمركة إلى عين العرب.. وأردوغان غاضباً: «أميركا تجاوزتنا»

غارات التحالف تقتل 500 إرهابي في سوريا

صورة مُركبة تُظهر غارة للتحالف استهدفت تلة سيطر عليها تنظيم داعش أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أثمرت ضربات التحالف العربي الدولي على مواضع تنظيم داعش في سوريا مقتل أكثر من 500 إرهابي معظمهم من «داعش» وقتلوا في مدينة عين العرب الكردية التي تواصلت فيها المعارك، حيث سجل التنظيم تقدماً في معارك يستميت فيها بهدف كسر القوات الكردية قبل وصول قوات البيشمركة، في وقتٍ أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجدداً عدم رضاه عن مواقف واشنطن حيال مجريات الأمور، قائلاً إنها تجاوزته، بينما ينتظر وصول 200 عنصر من مقاتلي البيشمركة إلى المدينة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن 521 إرهابياً هم 464 عنصراً من تنظيم داعش و57 عنصراً من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر. واضاف ان «الغالبية الساحقة ليسوا سوريين».

الوضع الميداني

ميدانياً، أوضح المرصد ان التنظيم الإرهابي أحرز بعد اشتباكات طويلة تقدماً في شمال مدينة عين العرب وفي وسطها، إلا أن المقاتلين الأكراد عادوا واستعادوا ما فقدوه في وقت لاحق. واضاف ان التنظيم المتطرف الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب «تمكن ايضا من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الأكراد». وتابع ان عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كيلومترات مربعة من اجل «التقدم من جهة الجنوب» فيها.

وقال ناشطون أكراد إن التنظيم الذي سيطر على تل شعير التي تشرف على كوباني، اندحر منها بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد وشن التحالف غارات على مواقعه. وقال الناشط مصطفى عبدي إن 21 مقاتلاً سقطوا قتلى من الإرهابيين.

كما أفادت القيادة المركزية الأميركية ان القوات الأميركية ركزت ضرباتها الجوية مجدداً على منطقة قرب مدينة كوباني وانها أصابت أيضاً منشآت نفطية تسيطر عليها الجماعة المتشددة. وأوضح البيان إن مقاتلة وقاذفة أميركيتين نفذتا أربع غارات قرب مدينة كوباني الحدودية ودمرتا مركز قيادة تابعاً لـ«داعش» ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيراً هذا الشهر فضلاً عن غارتين على صهاريج نفط شرقي دير الزور.

أردوغان غاضب

في الأثناء، استشاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضباً من تسليح المقاتلين الأكراد من قبل التحالف، مؤكداً أن واشنطن تجاوزت أنقرة في هذا القرار.

وقال أردوغان في مؤتمر صحافي: «أبلغت الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في اتصالي معه، أنَّ تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي هو تنظيم إرهابي كحزب العمال الكردستاني، والمساعدات التي ستقدمونها ستذهب لأيادٍ إرهابية».

وأضاف: «هل تنظر تركيا إلى هذا العمل بشكل إيجابي؟ لا. أميركا فعلت ذلك متجاوزة موافقة تركيا، وقلت له إن كوباني ليست مكاناً استراتيجياً بالنسبة لكم في الوقت الحالي وإنما هي مكان استراتيجي بالنسبة لنا».

200 من البيشمركة

وقال أردوغان ان سلطات كردستان العراق حددت بمئتين عدد المقاتلين من البيشمركة الذين سيتوجهون لمساعدة القوات الكردية السورية.

واضاف ان إقليم كردستان وحزب الاتحاد الديموقراطي يجدان صعوبة في الاتفاق على عدد المقاتلين الأكراد البيشمركة الذين يجب إرسالهم إلى سوريا. واضاف: «في نهاية المطاف تم الاتفاق وفقاً لمعلومات وردت بالأمس على ارسال مئتين من البيشمركة الى هذه المنطقة».

وأردف: «والآن ثمة قادة من تنظيم حزب العمال الكردستاني يقاتلون مع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وأريد أن ألفت إلى خيارين في كوباني نرجحهما، الجيش السوري الحر بالدرجة الأولى ثمَّ قوات البيشمركة، ونحن بإمكاننا أن نؤمن مرور قوات البيشمركة إلى كوباني عبر أراضينا».

استهداف النازحين

استهدف مسلحو «داعش» بنيران أسلحتهم المدنيين العالقين على الحدود التركية والذين يقدر عددهم بحوالي 1500 مدني، ونتج عن هذا الاستهداف جرح خمسة منهم أسعفوا إلى مستشفيات مدينة سروج وإلى المستشفى الميداني في كوباني، حسب تأكيدات أطباء المستشفى.

بارزاني يرعى اتفاقاً بين الأكراد السوريين

 

اتفقت الأحزاب الكردية السورية في دهوك، برعاية رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، على تشكيل هيئة عليا تشرف على ادارة كافة المناطق ذات الغالبية الكردية بمحافظتي حلب والحسكة في سوريا، وتشكيل قوة عسكرية للدفاع عنها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أنه بموجب الاتفاق تتشكل الهيئة بنسبة 40 في المئة من حركة المجتمع الديمقراطي، التي من ضمنها حزب الاتحاد الديمقراطي، و40 في المئة من المجلس الوطني الكردي، الذي يضم عدة احزاب كردية، و20 في المئة للمستقلين.

وتشرف هذه الهيئات في وقت لاحق على اجراء انتخابات ديمقراطية للمجالس المحلية، وتشكيل قوة عسكرية مقاتلة مشتركة في هذه المناطق، مع بقاء وحدات حماية الشعب الكردي كقوات نخبة.

ووصف رئيس اقليم كردستان، مسعود بارزاني، اتفاق دهوك بأنه «تاريخي». واشار بارزاني الى ان اتفاق دهوك يعتبر «استمرارا لاتفاقيتي اربيل الأولى والثانية بين اطراف غرب كوردستان». واعتبر رئيس الإقليم الاتفاق «حدثاً مهماً»، مؤكداً على ان «الإقليم سيقدم الدعم ما بوسعه لغرب كردستان»، في إشارة إلى المناطق الكردية السورية. مشيرا الى ان «الاتفاق رد على اعداء الكرد، الذين لا يريدون وحدة الصف والموقف للشعب الكردي».

كسب الشرعية

وقال عضو المجلس الوطني الكردي، كاميران حاجو، إن الأكراد يشعرون أن الرأي العام الدولي في صفهم، وأن الاتفاق سيساعدهم على الفوز بقدر اكبر من الشرعية على الساحة الدولية.

وتبدي بعض الدول ترددا إزاء مساعدة أكراد سوريا، بسبب صلات حزب الاتحاد الديمقراطي بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا بأنه منظمة إرهابية. وخاض الحزب صراعا على مدى ثلاثة عقود ضد تركيا.

وقال حاجو: «الاتفاق مهم للغاية. سيكون له تأثير إيجابي على الأرض في سوريا».

وتصطف الأحزاب المنافسة لحزب الاتحاد الديمقراطي تحت مظلة المجلس الوطني الكردي، الذي يرعاه البارزاني.

وقال فلاديمير فان فيلنبرغ، وهو محلل متخصص في شؤون السياسة الكردية بمؤسسة جيمستاون: «يدركون أنهم إذا توحدوا في سوريا فسيؤدي ذلك إلى تسهيل التعاون مع الغرب، كما سيقود للتنسيق بشكل أفضل ضد داعش».

Email