السيسي والبشير.. قمّة تجنّبت قضايا خلافية

ت + ت - الحجم الطبيعي

"جرافيك"

على الرغم من الجدل الذي أثارته زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة، في الشارعين المصري والسوداني بسبب «قضايا خلافية» بين العاصمتين، إلّا أنّ المباحثات التي أجراها الوفد السوداني لم تتطرق إلى هذه القضايا.

ونحى الرئيسان السوداني والمصري، القضايا الخلافية التي دائمًا ما تعمل على تعكير صفو العلاقات الثنائية بين البلدين جانبًا، إذ لم يتطرقا لأزمة مثلث حلايب وشلاتين، كأبرز العوائق التي تعترض السير قدمًا في سبيل بناء تكامل سوداني مصري، فخلت المباحثات في إطارها المُعلن من التطرّق إلى ذلك الملف، الذي يطفو إلى السطح كلما ذكرت العلاقات بين البلدين ويؤجّج التراشق الإعلامي شرارته التي تبدّد الأمل في إقامة جوار تحكمه المصالح المشتركة لا الاتهامات المتبادلة.

تحدّيات أمنية

بدوره، أكّد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير رخا أحمد حسن، أنّ «اللقاء الذي جمع الرئيسين، ناقش أهم القضايا المشتركة المطروحة، ولم يتطرّق إلى مناقشة قضية حلايب وشلاتين، أو الموقف السابق للبشير من القيادة المصرية بعد «ثورة 30 يونيو»، مشيرًا إلى أنّ «هناك ما هو أهم من مناقشة القضايا الخلافية، فالدولتان الآن أمام عدد من التحدّيات كالأمنية، والاقتصادية. ويرى مراقبون أنّ «الملفات الخلافية ومنها ملف حلايب وشلاتين، ليست القضية المحورية لمصر لذلك لا تطرح في اللقاءات الرسمية، وإنما هو ملف تستخدمه الحكومات المصرية المتعاقبة».

أزمة عرضية

وأرجع المحلل السياسي السوداني حسن الساعوري في تصريحات لـ«البيان» عدم تطرّق قمّة البشير والسيسي لقضية حلايب إلى أنّ الملف ليس القضية الأساسية بالنسبة لمصر، الذي تمثّل له قضية مياه النيل الأساس في علاقاته مع السودان، معتبرًا قضية حلايب أزمة عرضية تبرز دائمًا عندما تشعر مصر بأن هناك تعنتًا سودانيًا يتعلق بمياه النيل، لافتًا إلى أنّ «مصر تثير الأزمة بغرض كسب الموقف السوداني لجانبها بشأن المياه»، مشيراً إلى أنّ «الخطوات المصرية العملية التي اتخذتها مؤخّرًا بالمثلث ما هي إلا ضغوط على السودان للتنازل عن موقفه المستقل بشأن قيام سد النهضة».

Email