التنظيم يستخدم قذائف مورتر وسيارات ملغومة وقصف التحالف يصيبه بالشلل

معارك عين العرب تشتد والأكراد يتصدون لداعش

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

شهدت مدينة عين العرب «كوباني» الحدودية السورية أعنف قتال منذ الليلة قبل الماضية هاجم خلالها تنظيم داعش المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة، في حين مكنت غارات جديدة للتحالف القوات الكردية من التصدي لمقاتلي التنظيم الذين وصلتهم تعزيزات جديدة الى البلدة من مسلحين وذخائر، محاولاً مجدداً السيطرة على البوابة الحدودية «معبر مرشد بينار» الحدودي مع تركيا.

وأفادت مصادر داخل مدينة عين العرب «كوباني» الحدودية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان امس أن المدينة شهدت خلال الـ 48 ساعة الماضية أعنف قتال استخدم فيه تنظيم داعش قذائف مورتر وسيارات ملغومة ضد المقاتلين الأكراد.

44 قذيفة

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من سوريا والعراق أطلق 44 قذيفة مورتر على المناطق الكردية في كوباني أول من امس وإن بعضها سقط داخل أراضي تركيا. وأضاف أن أربع قذائف أخرى أطلقت امس.

وذكر عبد الرحمن جوك وهو صحافي في كوباني «تشهد المدينة أعنف اشتباكات منذ أيام. هاجمنا تنظيم داعش من ثلاث نواح مختلفة من بينها ناحية مبنى البلدية والسوق. واستمرت الاشتباكات. قمنا بجولة بالمدينة في الصباح الباكر ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف المورتر التي لم تنفجر».

قتال شوارع

وذكر المرصد أن الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم داعش استمرت في محيط سوق الهال وغرب المربع الحكومي الأمني ومنطقة كاني عربان بمدينة عين العرب.

ونقل المرصد عن مصادر موثوقة أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم في منطقة كاني عربان والسيطرة على نقطتين لتنظيم داعش، فيما تمكن الأخير من التقدم في منطقة غرب المربع الحكومي الأمني بالمدينة. كما شهدت الجبهة الجنوبية اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الطرفين بالقرب من المشفى الوطني، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم.

سيارات ملغومة

وذكر المرصد أن تنظيم داعش شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفاً مواقع كردية مساء أول من أمس ما أسفر عن سقوط ضحايا. وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء كوباني امس.

وقالت مقاتلة في وحدات حماية الشعب السورية الكردية طلبت عدم نشر اسمها إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل أن تصلا إلى أهدافهما. وأضافت «كانت هناك اشتباكات منذ ليلة اول من امس في كل أنحاء كوباني... وما زالت الاشتباكات مستمرة».

غارات التحالف

وشنت طائرات التحالف الدولي فجر امس ثلاث ضربات استهدفت تجمعات وتمركزات للتنظيم في حي كاني عربان، ونفذت ثلاث ضربات أخرى استهدفت تمركزات للتنظيم في غرب المربع الحكومي الأمني بالمدينة. وأوضحت تقارير اعلامية على الحدود السورية التركية، أن غارات التحالف شملت الحي الصناعي ومحيط سوق الهال في المدينة.

تعزيزات

في المقابل، أرسل «داعش» تعزيزات جديدة إلى كوباني، شملت مسلحين وذخائر. وأشارت مصادر كردية إلى أن التنظيم كثف مساعيه من أجل السيطرة على البوابة الحدودية بين كوباني وتركيا، إلا أن القوات الكردية صدت الهجوم ولا تزال تسيطر على المعبر.

وقال مسؤول إعلامي في وحدات حماية الشعب الكردية إن مسلحي داعش «تلقوا تعزيزات وحاولوا التقدم باتجاه معبر مرشد بينار الحدودي، غير أن المقاتلين الأكراد تصدوا لهم مستفيدين من الغارات الجوية لقوات التحالف».

70 قتيلاً

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان امس أن 70 من مقاتلي داعش قتلوا في اليومين الماضيين بحسب ما قالته مصادر في مستشفى ببلدة تل أبيض القريبة نقلت إليه جثث المقاتلين.

وأضاف المرصد أن بعض المقاتلين السوريين من لواء ثوار الرقة الذي يحارب إلى جانب المقاتلين الأكراد أعدموا اثنين من أسرى «داعش». وقال: «أحدهما كان طفلاً يبلغ من العمر نحو 15 عاماً. قتلوهما بالرصاص في الرأس».

اسطنبول ــ د.ب.أ وأ.ف.ب

 

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تشارك في أي عمليات في سوريا دون تحقيق مطالب تركيا الأربعة في هذا الشأن، مؤكدا أن مسؤولين أميركيين، والقوات المسلحة التركية، ووزارة الخارجية، ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، كذلك رفض الدعوات الموجهة الى بلاده كي تسلح الحزب الكردي الرئيسي في سوريا، ووصفه بأنه «منظمة ارهابية».

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عنه القول: «لقد تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بشأن ما يجري في سوريا: طلبنا إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه»، مضيفا أنه «بدون تحقيق هذه المطالب لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».

قاعدة «إنجيرليك»

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقدمت بطلب رسمي من أجل استخدام قاعدة «إنجيرليك» العسكرية الموجودة في جنوب تركيا، قال: «ليس واضحا حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص القاعدة. وحينما نعلم سوف يتم مناقشة الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه سنوافق على ما نراه مناسبا لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق».

وأشار إلى أن «المنطقة الآمنة التي اقترحناها، ليست عملية احتلال، وإنما منطقة آمنة سنمكن من خلالها اللاجئين السوريين الذين فروا بسبب الأحداث، من العودة إلى أراضيهم وبلادهم».

رفض تسليح

كذلك صرح اردوغان «ورد كلام عن تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي لتشكيل جبهة هنا ضد تنظيم داعش. بالنسبة الينا هذا الحزب هو نفسه حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة ارهابية».

واضاف «سيكون من الخاطئ جدا التوقع ان نرد بالإيجاب على طلب حليفتنا في الحلف الأطلسي، الولايات المتحدة، تقديم هذا النوع من الدعم. توقع امر مماثل منا مستحيل»، على ما نقلت وكالة انباء الأناضول الرسمية.

تعزيز مكافحة التنظيم

اجرى الرئيس الأميركي باراك اوباما اتصالا هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب اردوغان، وقطع خلاله الرئيسان وعدا بتعزيز مكافحة تنظيم داعش و مواصلة العمل بشكل وثيق ضد التنظيم الإرهابي. أ.ف.ب

Email