الخارجية المصرية: يدعي الديمقراطية وهو غير مناسب لإعطاء دروس فيها

القاهرة تدين تهجم أردوغان على مصر والإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدانت الخارجية المصرية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن الأوضاع في مصر، مؤكدة أن أقواله تأتي استمراراً لمسلسل الشطط والأكاذيب التي يرددها، كما أدانت «بشدة تهجم الجانب التركي على الإمارات واعتبرته تهجماً على سائر الدول العربية مؤكدة رفضها لذلك»، مشددة أن «أردوغان يدعي رعايته للديمقراطية وهو شخص غير مناسب لإعطاء دروس فيها».

وجددت وزارة الخارجية المصرية في بيان استنكارها الشديد لما جاء في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في نيويورك الليلة قبل الماضية.

استنكار للأكاذيب

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الخارجية المصرية أنها «إذ تجدد استنكارها لهذه الأكاذيب من جانب الرئيس التركي.

فإنها تؤكد أن المتابع للشأن الداخلي في تركيا خلال الأعوام 12 الأخيرة يخلص إلى نتيجة طبيعية مفادها أن أردوغان - الذي يدعي أنه راعي الديمقراطية ومدافع عن ثورات الربيع العربي ـ في ممارساته وسجله الداخلي خلال هذه الأعوام بعيد كل البعد عن الديمقراطية الحقيقية ومن ثم فإنه ليس في وضع يسمح له بإعطاء الدروس للغير بشأن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولا ينصب نفسه وصيا عليها».

وأضافت الوزارة أن «واقع الأمور في تركيا يشير إلى أنه رغم بقاء أردوغان في السلطة لأعوام طويلة كرئيس للوزراء فإنه لم يتردد عن تغيير النظام السياسي للدولة من النظام البرلماني إلى النظام شبه الرئاسي وتغيير الدستور التركي حتى يستمر في السلطة عشرة أعوام قادمة وهو ما لا يمكن وصفه بالسلوك الديمقراطي.

خاصة في ظل الممارسات التي انتهجها خلال الأعوام الماضية سواء من خلال فرض قيود على حرية الرأي والتعبير والتجمع واستخدام القوة المفرطة في التعامل مع النشطاء السياسيين والمتظاهرين السلميين بل ووصل به الحد إلى إغلاق موقع تويتر في تحد سافر لأبسط قواعد احترام حرية الرأي».

قيود شديدة

وتابع البيان أنه « إضافة إلى القيود الشديدة التي يفرضها نظامه على حرية الصحافة والملاحقة القضائية والأحكام المتعددة ضد الكتاب والصحافيين والتمييز ضد الأكراد بجانب تدخله المتكرر في أعمال القضاء الذي ينظر قضايا الفساد واحتجاز المواطنين بدون تهم لفترات طويلة وهي أمور ترصدها وتؤكدها تقارير منظمات دولية وإقليمية لسجل حقوق الإنسان في تركيا مثل الاتحاد الأوروبي».

وأردف البيان أن «هذه الانتهاكات المستمرة والممنهجة والممارسات غير الديمقراطية تفقد الرئيس التركي أي مبرر أخلاقي أو سياسي للتشدق بالدفاع عن الديمقراطية، كما أن ذلك يعكس منظور أردوغان الأيديولوجي الضيق الذي يرتبط بتوجهاته الفكرية وطموحاته الشخصية وأوهام استعادة الخلافة العثمانية بعيداً عن المصالح الوطنية لبلاده وشعبه».

تدخل في الشؤون الداخلية

وفي سياق متصل، أدانت مصر «بشدة تهجم الجانب التركي على دولة الإمارات واعتبرته تهجما على سائر الدول العربية مؤكدة رفضها لذلك».

وقالت الخارجية:«إنه إذا كان أردوغان يمارس استبداده السياسي الداخلي ولا يكف عن دس أنفه في الشأن الداخلي للدول الأخرى، فإنه لم يكتف بذلك بل تجاوزه من خلال دعم جماعات وتنظيمات إرهابية سواء بالتأييد السياسي أو التمويل أو الإيواء لبث الفوضى والإضرار بمصالح شعوب المنطقة.

وهو ما تؤكده المعلومات والتقديرات المختلفة واتصالاته المباشرة مع تنظيمات في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها وهو أمر لا يتعين السكوت عنه أو التهاون معه من جانب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لما يمثله ذلك من تهديد للأمن والسلم الدوليين».

وأضافت أنه «إذا كانت مصر تحرص على التمييز بين مواقف القيادة التركية التي أقل ما توصف بأنها مواقف متدنية وتتسم بالرعونة وتنتهك التقاليد والأعراف الدولية وتتطلب تكاتف المجتمع الدولي لتصويبها وبين العلاقة التاريخية وروابط الدم التي تجمع الشعب المصري بالشعب التركي الصديق.

فإنها تنصح أردوغان بأن يلتفت إلى شأنه الداخلي لإصلاح سلوكه الشخصي المستبد وتحسين سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان قبل أن ينبري بدس أنفه في شؤون الآخرين وينصب نفسه وصياً على الديمقراطية ومدافعاً عنها وهو أبعد كل البعد عن مبادئها وقيمها».

ردٌ مصري شعبي غاضب على تطاول الرئيس التركي

 

في خطوة تعكس حبهم الكبير لوطنهم واصطفافهم حول رئيسهم عبد الفتاح السيسي ردّ المصريون على تطاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ثورة 30 يونيو بداية من الرد عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من خلال صور وفيديوهات تنتقد أردوغان والسياسة التركية بصفة عامة، أو من خلال دعوات مختلفة لمنع دخول الأتراك إلى مصر، حتى دعوات مقاطعة المنتجات التركية كذلك.

وكان الرد الشعبي جاهزا، إذ طالب نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة كل ما هو تركي، من منتجات استهلاكية، حيث نشر نشطاء تحت «هاشتاج/وسم مقاطعة المنتجات التركية»، قائمة بتلك المنتجات، كما طالبوا بمقاطعة المسلسلات التركية أيضا، في محاولة لتلقين تركيا درسا شعبيا قاسيا على ما وصفوه بتطاول الرئيس التركي على مصر المتمثلة في نظامها المنتخب الآن.

محاصرة تركيا

كما حاول بعض النشطاء بتذكير الجانب التركي الذي يتحدث عن القتل والمجازر في مصر على ـ حد تعبيرهم ـ بمذابح الأرمن التي قامت بها الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى وراح ضحيتها ما بين مليون ومليون ونص ضحية.

من جهتهم، طالب عددٌ من السياسيين المصريين بوقف تدفق السياح العرب على المدن التركية؛ احتجاجا على موقف النظام التركي الداعم للإرهاب في دول المنطقة، مؤكدين أن الدول العربية تمتلك أماكن سياحية أفضل من تركيا، يمكن للسياح العرب قضاء إجازتهم فيها بدلا من دعم السياحة التركية، إذ دعا رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، الحكومات العربية، إلى وقف منح تأشيرات زيارة الأماكن السياحية في إسطنبول وأنقرة وغيرهما من المدن التركية.

اعتراضا على التدخل السافر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الشؤون الداخلية للدول العربية؛ مشيرا إلى ضرورة محاصرة تركيا اقتصاديا ومقاطعة بضائعها؛ ردا على مواقفها الداعمة والمساندة للجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان في مصر..

 مستطردا: «من غير المقبول السكوت على التصرفات غير اللائقة لأردوغان وتدخله المستمر في شؤون مصر وغيرها من دول المنطقة، ولابد من إجراءات غير تقليدية للتعبير عن الغضب الشعبي من ممارساته وسياساته المنحازة لجماعات العنف في الشرق الأوسط».

انحياز كاذب

وأوضح الشهابي أن أردوغان «يدّعي كذبا الانحياز لمطالب الشعوب الباحثة عن الحرية، في الوقت الذي واجه فيه متظاهري تركيا في ميدان تقسيم المعترضين على سياساته بالقنابل والرصاص الحي، الأمر الذي يكشف تناقضات الرئيس التركي ويؤكد أنه يحكم على الأوضاع في المنطقة العربية وفقا لأهوائه الشخصية».

خطوات تصعيدية

دعا تيار الاستقلال المصري إلى ضرورة مقاطعة المنتجات التركية ووقف كافة أشكال التعاون مع النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان؛ مشيرا إلى أن وقف السياحة إلى تركيا أولى الخطوات التصعيدية التي يمكن اتخاذها لتأديب الرئيس التركي.

Email