120 قتيلاً من «داعش» و«النصرة» وتدمير 22 موقعاً عبر 160 صاروخاً و40 غارة

التحالف الدولي يدك الإرهاب في سوريا بمشاركة الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

شنت قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أمس ضرباتٍ جوية ناجحة ضد معاقل تنظيمي داعش وجبهة النصرة في سوريا، هي الأولى من نوعها، بمشاركة القوات الجوية لدولة الامارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى، ما أدى إلى مقتل 120 مسلحاً ينتمون إلى التنظيمين وتدمير 22 موقعاً عبر 160 صاروخا و40 غارة.

فضلاً عن استهداف مراكز «مجموعة خراسان» التي كُشف أنها بصدد شن هجمات كبيرة وشيكة في دول غربية، في حين أثنى الرئيس الأميركي باراك أوباما على المساهمة العربية.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانا تؤكد فيه أن «القوات الجوية لدولة الامارات العربية المتحدة شنت أولى ضرباتها ضد أهداف داعش». وذكرت الوزارة في البيان أن «العملية جرت بالتنسيق مع القوات المشاركة في الجهود الدولية ضد داعش».

كما صرح مصدر مسؤول في القوات الجوية السعودية أن المملكة «شاركت في عمليات ضد التنظيم ولدعم المعارضة السورية المعتدلة والشعب السوري الشقيق لإستعادة الأمن والوحدة لهذا البلد المنكوب».

كذلك، صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة لقوة دفاع البحرين إن «تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي البحريني، وبالاشتراك مع القوات الجوية الشقيقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقوات الحليفة والصديقة، قامت في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بضرب وتدمير عدد من المواقع والأهداف المنتخبة للجماعات والتنظيمات الارهابية ضمن الجهد الدولي المتعلق بحماية الأمن الإقليمي والسلام الدولي».

كما صرح مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية في بيان: «على الرغم من التحذيرات المتكررة والاجراءات الحاسمة التي اتخذتها القوات المسلحة على الحدود الشمالية والشرقية في مواجهة عمليات التسلل واطلاق النار تجاه المواقع العسكرية والتزام القوات المسلحة بمبدأ حماية الحدود على امل ان يقوم الطرف الاخر بضبط حدوده والسيطرة عليها.

الا انه وللاسف ازدادت محاولات خرق الحدود وبشكل كبير خلال الشهرين الماضيين ما اضطر القوات المسلحة الى توجيه ضربة جوية لعدد من المواقع التي تتخذها بعض الجماعات الارهابية كمركز انطلاق لعملياتها تجاه الاراضي الاردنية».

وأضاف المصدر انه «قامت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي الاردني بتدمير عدد من الاهداف المنتخبة والتي تعود لبعض الجماعات الارهابية والتي دأبت على ارسال بعض عناصرها الارهابية لتنفيذ اعمال تخريبية داخل المملكة وعادت جميع الطائرات الى قواعدها سالمة».

وأوضح ان «القوات المسلحة وإذا ما تكررت مثل هذه المحاولات، فانها لن تتردد في توجيه رسالة حاسمة لتلك الجماعات في اوكارها بان امن الحدود وسلامة المواطنين الاردنيين لن تكون محل مساومة وتهاون».

إعلان «البنتاغون»

بدورها، أعلنت «البنتاغون» ان «الجيش الاميركي وشركاء عرب شنوا للمرة الاولى غارات على مواقع داعش في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار، حيث تم اطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن اميركية متواجدة في البحر الاحمر ومنطقة الخليج».

وأفاد البيان أن «الضربات دمرت او الحقت اضرارا بعدة اهداف بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات امدادات وآليات عسكرية».

واستهدفت الغارات التنظيم في معقله في الرقة الى جانب اهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) والبوكمال (شرق) وريف إدلب (شمال غرب). وقال مسؤولون أميركيون إن «الضربات ستتواصل وستعتمد وتيرتها على طبيعة الأهداف».

وكشف مسؤول عسكري أميركي إن صواريخ «توماهوك» أطلقت من البحر استهلت الهجوم وتبعها ضربات جوية باستخدام القاذفات والمقاتلات، حيث استخدمت الولايات المتحدة لأول مرة مقاتلات من طراز «إف - 22 رابتور» التي تعتبر من أغلى وأحدث مقاتلات السلاح الجوي الأميركي وتتكلف الواحدة منها نحو 189 مليون دولار.

وقال المسؤول إن الولايات المتحدة وحلفاءها أطلقوا أكثر من 160 صاروخا وقنبلة أثناء الضربات في سوريا، منوهاً إلى أن الدول العربية «شاركت في الموجة الثانية والثالثة من الغارات». ولفت إلى الضربات «كانت ناجحة جداً وهي مجرد بداية»، كاشفاً أن الدور العربي «تراوح بين دوريات جوية قتالية الى ضربات لأهداف».

«مجموعة خراسان»

كما نفذت القوات الاميركية ثماني غارات ضد مجموعة متطرفة اخرى تتواجد في حلب (شمال) هي «مجموعة خراسان» التي تضم عناصر سابقين من تنظيم القاعدة.

وعزا بيان «البنتاغون» سبب الضربة في حلب لـ«احباط الهجوم الوشيك ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية الذي كانت تخطط إليه المجموعة والتي اقامت ملاذا آمنا في سوريا لتطوير شن هجمات في الخارج وصنع واختبار متفجرات يدوية الصنع وتجنيد غربيين للقيام بعمليات»، فيما قال مسؤول أميركي إن بلاده «تعتقد أن الجماعة كانت تقترب من مرحلة تنفيذ هجوم كبير في أوروبا أو أميركا».

حصيلة الضربات

وأسفرت الضربات التي شنها التحالف عن مقتل 120 من الإرهابيين العديد منهم من غير السوريين. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن من بين القتلى أكثر من 70 من «داعش» في شمال وشرق البلاد فيما قتل 50 من جبهة النصرة ذراع «القاعدة» في سوريا.

واشار المرصد الى اصابة 300 من «داعش» من بينهم أكثر من 100 بحالة حرجة تم نقلهم الى العراق، لافاً إلى أن التحالف «شن نحو 40 غارة وضربة استهدفت 22 موقعاً».

موقف أوباما

ولاحقاً، أدلى الرئيس الأميركي باراك أوباما ببيان مقتضب أفاد فيه أن «جهود الائتلاف الدولي، المكون من حوالي 40 دولة عربية وغربية، ستأخذ وقتا». وأضاف أن قوات الائتلاف «ستدرب المعارضة السورية والجيش العراقي»، مشيراً إلى أن «الارهابيين لن يجدوا اي ملاذ آمن في العراق وسوريا».

وتابع الرئيس الأميركي أن «المعركة معركة كل الدول الرافضة للإرهاب في الشرق الاوسط»، موضحاً أن الولايات المتحدة «تقف كتفا بكتف مع كافة الشركاء باسم أمننا المشترك. قوة التحالف تظهر أنها ليست معركة أميركا وحدها».

واختتم: «ستكون امامنا تحديات، ولكننا سنفعل كل ما هو ضروري لمحاربة هذه المجموعة الارهابية من اجل امن بلادنا والمنطقة والعالم بأكمله». وفي رسالة منفصلة وجهها إلى الكونغرس، الذي أصدر نوابه الجمهوريون أمس بياناتٍ مؤيدة للتحرك، اعتبر أوباما أنه «من المتعذر معرفة مدة العمليات في سوريا والعراق».

انضمام بريطانيا

وبالتوازي، أكدت مصادر حكومية بريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ربما يعلن في موعد لا يتجاوز اليوم الأربعاء أن لندن مستعدة إلى الانضمام للضربات الجوية في العراق وأنه يعتزم السعي للحصول على موافقة البرلمان على مثل هذه الخطوة.

وقال مصدر إن «كاميرون لم يقرر حتى الآن ما إذا كانت بريطانيا ستشارك في تنفيذ الضربات الجوية على أهداف تابعة لداعش في سوريا بسبب أمور قانونية». وتابع أن «أي إعلان بشأن العراق سيكون هو الانضمام للضربات الجوية من حيث المبدأ ولن يعني التحرك الفوري».

دور تركيا

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري إن أنقرة تعهدت بالمشاركة في التحالف، مضيفاً أن «تركيا هي جزء أكيد من هذا التحالف، وستشارك بشكل كبير على جبهات هذه الجهود».

كما أعلن نظيره التركي مولود أوغلو ترحيل ألف مقاتل أجنبي من 75 بلداً كانوا في طريقهم إلى سوريا، في خطوة هي الأولى من نوعها، قائلاً إن بلاده «تحملت نصيب الأسد من هذا العبأ».

العاهل الأردني

أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مقابلة تلفزيونية مع محطة أميركية أن الاستجابة لخطر تنظيم داعش يجب أن تكون سريعة، معرباً عن ارتياحه لكون الرئيس الأميركي باراك أوباما يتعامل مع الأمر بـ «عناية ومنطقية». وقال إن «المشكلة مع التنظيم أنه عابر للحدود».

كي مون والتهديد

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الضربات «تستهدف متطرفين يمثلون تهديداً خطيراً للأمن والسلام الدوليين»، مضيفاً أنها «حدثت في مناطق لم تعد تحت السيطرة الفعلية لتلك الحكومة».

كيري والمسؤولية

ألقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري باللائمة على رئيس النظام السوري بشار الأسد وتنظيم داعش في تدمير الكنوز الثقافية في سوريا والعراق، واصفاً ما حدث بأنه «عمل قبيح بربري همجي لا يمكن تبريره».

فرنسا والقانون

ذكر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه لا يرى عقبة قانونية في مهاجمة تنظيم داعش في سوريا لكنه شدد على أن فرنسا لا تعتزم شن ضربات جوية هناك. وأضاف: «نعتبر أن دعم المعارضة المعتدلة وقتال كل من بشار وداعش ضرورة».

الائتلاف يؤيد

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض هادي بحرة في بيان أن «المجتمع الدولي انضم إلى صراعنا ضد (داعش) في سوريا». وأضاف: «ندعو جميع شركائنا إلى مواصلة الضغط على نظام بشار الأسد»، مستطرداً: «لا يمكن الانتصار على هذه الحرب بالقوة العسكرية وحدها».

ترحيب كردي

رحب زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر الأحزاب الكردية السورية، صالح مسلم بالضربات، قائلاً: «نتطلع إلى التنسيق مع التحالف في مواجهة الإرهاب». ودعا إلى توجيه ضربات جوية لمقاتلي «داعش» في بلدة كوباني، مشيراً إلى أنهم «يعيدون الانتشار من مناطق الضربات في سوريا باتجاه مناطق يسيطر عليها الاكراد».

نزوح الرقة

قال شاهدان في مدينة الرقة إن سكان المدينة السورية يفرون منها. وأفادا: «هناك نزوح جماعي من الرقة بعد الضربات. الناس يفرون في اتجاه الريف».

Email