صنعاء مدينة أشباح وترجيحات باتفاق وشيك

تعليق الدراسة وإغلاق المطار وقتلى بقصف وسط العاصمة اليمنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاشت العاصمة اليمنية صنعاء كابوساً أمنياً أمس حولها مدينة أشباح، حيث أدت المعارك مع الحوثيين إلى إغلاق الجامعات والمدارس والمطار والأسواق، فيما سقط قتلى مدنيون بقصف على شارع الثلاثين، وسط ترجيحات بتوقيع اتفاق اليوم الأحد يكلل مساعي الموفد الأممي جمال بنعمر بالنجاح، بينما اعتبر الرئيس عبدربه منصور هادي أن ما يجري في المنطقة انعكس على بلاده.

وقال سكان وشهود عيان لـ«البيان» أمس إنّ نحو 16 مدنياً قتلوا منذ الليلة قبل الماضية، إذ قتلت أسرة من 10 أفراد عندما كانت تستقل حافلة صغيرة هرباً من جحيم المواجهات في حي مذبح، فيما قتل ثلاثة من أفراد عائلة أخرى في شارع الثلاثين نتيجة سقوط قذيفة على المنزل، بينما لقي وكيل وزارة الكهرباء حتفه برصاص قناصة أثناء مروره بسيارته في شارع الستين، فضلاً عن مقتل مدنييْن آخريْن في حي جدر المجاور لمطار صنعاء.

وأطلق سكان في صنعاء نداءات استغاثة لإنقاذهم من حصار نيران الحوثيين، في أعقاب مقتل مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من القتال الضاري.

وفيما ظلّت شوارع صنعاء خالية من المارة بفعل الاشتباكات واستمر إغلاق سوق علي محسن ما أثر على تأمين الفواكه والخضار، استمرّ تدفّق الآلاف إلى خارج المدينة إلى محافظات أخرى محمّلين على السيارات والحافلات هرباً من الموت المحقّق.

التلفزيون والمطار

وقال مسؤول في محطة التلفزيون الحكومية، التي اشتعلت فيها النيران جراء استهداف المتمردين لها، لـ«البيان»: «القصف العنيف الذي تعرّضنا له دمّر أجهزة البث ومولّدات الكهرباء»، في حين قال سكان إنّ «النيران اشتعلت في مبنى التلفزيون مع استمرار قصف المتمردين للمبنى بقذائف مورتر لليوم الثالث».

كما لا تزال الرحلات الدولية معلقة الى مطار صنعاء.

واعلن مصدر ملاحي ان تعليق رحلات الشركات العربية والاجنبية لا يزال ساريا، بينما اكد سكان احياء قريبة من المطار ان حركة الملاحة شبه متوقفة.

تعليق الدراسة

وردّاً على تداعي الموقف الأمني، أعلنت وزارة التربية والتعليم في اليمن تعليق الدراسة في مختلف المراحل بشكل مؤقت في أمانة العاصمة صنعاء.

وقال مسؤول في مكتب الوزارة في أمانة العاصمة إنّ «العملية التربوية شهدت خلال اليومين الماضيين ارتباكا كبيرا نتيجة الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة»، موضحاً أنّ «هناك كثيراً من المدنيين نزحوا إلى قرى ومناطق أخرى ومن بينهم طلاب ومعلمون».

وأشار إلى أنّ «العملية التعليمية ستتوقف إلى أن يستتب الأمن والاستقرار في صنعاء».

كما أغلق تجدّد الاشتباكات في محيط مقر الفرقة الأولى المدرعة سابقاً، وجامعة الإيمان الكائنتين في شارع الثلاثين، عدداً من الجامعات الواقعة بالقرب من محيط الصراع أبوابها أمام الطلاب، إذ أعلنت جامعة صنعاء وجامعة الإيمان وقف الدراسة حتى إشعار آخر نتيجة عنف المواجهات.

رد هادي

وفي ردود الفعل، وصف الرئيس عبد ربه منصور هادي هجوم المسلّحين الحوثيين على صنعاء بـ«العدوان على كل اليمنيين».

وشدّد هادي على أنّ «الخيار الأسلم للخروج من الأزمة يتمثّل في الاصطفاف دفاعاً عن صنعاء والوحدة والديمقراطية والحوار الوطني»، مشيراً إلى أنّ «ما يجري في المنطقة لاسيّما سوريا والعراق انعكس على البلاد».

وأردف أنّ «ما يجري في ليبيا وسوريا والعراق يمثّل أجندات هدامة تهدّد الأمن والاستقرار في هذه الدول ونحن في اليمن، ربما هناك من لا يريد أن نستكمل مشوار النجاح لتطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي مثل أفضل تظاهرة حديثة شهدها اليمن في تاريخه المعاصر».

اتفاق اليوم

وعلى الرغم من قتامة المشهد ميدانياً، أعلنت الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثي التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة ينتظر ان يوقع عليه اليوم الأحد. وقال مستشار للرئيس اليمني لـ«البيان»: «تسلم الرئيس المقترحات التي ناقشها المبعوث الدولي جمال بنعمر مع عبد الملك الحوثي في صعدة خلال الأيام الثلاثة الماضية ووافق عليها».

وأضاف: «كان من المفترض التوقيع على الاتفاق ليلة السبت بعد أن حصل هادي على موافقة الأطراف السياسية على تلك المقترحات لكن الهجوم الذي شنه المسلحون الحوثيون على مبنى التلفزيون الحكومي أعاق ذلك واتفق أن يتم التوقيع الأحد».

وكان الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام ذكر انه تم ابلاغهم باستجابة السلطة لملاحظاتهم على الصيغة النهائية للاتفاق لحل الازمة. وتتضمن الاتفاقية تشكيل حكومة جديدة في غضون 14 يوماً، لكن القيادي في الجماعة علي البخيتي ذكر ان «لا صحة حتى اللحظة لتوقيع اتفاق سياسي في صعدة أو في صنعاء».

تحاشي الانفجار

أكد عبد ربه منصور هادي أن «محاولات كبيرة جرت لاحتواء الموقف مع جماعة الحوثي ومن أجل تحاشي الانفجار والصدام الذي لا يبقي ولا يذر وكان أول تلك المحاولات اللجنة الوطنية الرئاسية التي انبثقت من اللقاء الوطني الموسع بإجماع كل القوى الوطنية وأحزاب ومجالس النواب والشورى والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني بكل أطيافها ومشاربها».

وأردف: «لقد بذلت اللجنة أقصى الجهود مع الحوثيين وذهبت إلى صعدة للحوار لمدة تزيد عن ثلاثة أيام وعادت بخفي حنين إلا من الاستياء الذي أظهره رئيس وجميع أعضاء اللجنة».

Email