شددت على ألا تؤدي الحرب إلى تهميش السنّة ولا تدخّل قوى بأجندات تخريبية

الإمارات تدعو إلى حرمان «داعش» من الملاذ

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، على لسان سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، دعم الجهود الدولية الرامية إلى محاربة الإرهاب، مشددة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، على أن ذلك يتم في إطار إيمانها بأن هذه الحرب لن تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية، أو تفتيت مكونات الشعب العراقي، أو تدخّل قوى خارجية بأجندات تخريبية، حيث دعا سموه إلى التحرك الفوري لمنع تنظيم داعش من إنشاء ملاذ آمن للمتطرفين.

وأدلى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ببيان أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي، الذي ترأسه وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري الليلة قبل الماضية، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بحضور وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري، ووزراء خارجية 35 دولة من داخل وخارج إطار عضوية المجلس.

وأعرب سموه عن امتنانه لعقد هذه الجلسة المهمة في هذا الوقت الحساس، الذي يتطلب الاستجابة والتنسيق العاجل للجهود الدولية الكفيلة بمواجهة الخطر الذي يشكله «داعش».

وجدد سموه دعم الإمارات لأمن واستقرار ووحدة العراق وسلامة أراضيه، معرباً عن ترحيبه بـ «التشكيل الأخير لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي»، والتي أشار إلى أنها «تستحق الدعم الكامل من المجتمع الدولي».

ونوه بـ «ضرورة رفض السياسات الطائفية والإقصائية التي تسببت في اندلاع الأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالعراق».

وأكد وقوف دولة الإمارات بـ «حزم ضد جميع من يحاول الإخلال بأمن واستقرار العراق، وأيضاً على دعمها للجهود الدولية لمكافحة إرهاب داعش، على غرار مواقفها المتكررة التي أعلنت عنها خلال انعقاد قمة الناتو في ويلز، ودعمها لقرار الجامعة العربية رقم 7816، وفي اجتماع جدة الذي عقد مع وزير الخارجية الأميركي، وكذلك في مؤتمر باريس حول الأمن والسلام في العراق».

وأضاف سموه خلال البيان: «أود من على هذا المنبر، وكعربي مسلم، أن أرفض رفضاً قاطعاً، تسمية كيان داعش الإرهابي بـ «الدولة الإسلامية».

ودعا الجميع إلى مشاركته هذا الرفض «والتضامن مع مئات الملايين من المسلمين استهجانهم استباحة ما هو عزيز لديهم جميعاً من شرذمة إرهابية مجرمة»، معرباً عن «إيمان دولة الإمارات بأن الحرب ضد داعش يجب ألا تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية التي يجب أن تلعب دوراً رئيساً ومهماً في المستقبل السياسي للعراق الشقيق، ولا أيضاً إلى تدخّل قوى خارجية بأجندات تخريبية».

وأكد أن «أمن العراق من أمن المنطقة، ولا بد على الجميع أن يحرص على وحدته السياسية والجغرافية».

التحرك الفوري

ودعا سموه المجتمع الدولي إلى «منع داعش من إنشاء ملاذ آمن للمتطرفين في المنطقة عبر التحرك الدولي الفوري والشامل، بالتعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية، بحيث ينتهي بوضع استراتيجية دولية شاملة».

مشيراً إلى أن «الخطر الإرهابي لا يقتصر على هذا التنظيم الإرهابي فحسب، بل يمتد ليشمل الصراعات الدائرة في كل من اليمن وأفغانستان والصومال ومصر ولبنان وليبيا وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي».

ونوه الشيخ عبد الله بن زايد بأن «هذه الجماعات تستمر باستغلال حالة الفوضى في سوريا لتحقيق أهدافها، دون أدنى مراعاة للسيادة والحدود الوطنية».

وأكد أن «جرائم تنظيم داعش وغيره من الجماعات الإرهابية الأخرى، لا تعرف الحدود، وتأتي تحت شعارات انتهازية لا تمت إلى الأديان أو الأعراف بصلة». وقال إن «الإرهاب ينمو في بيئة خصبة، تعاني من الطائفية والتطرف، ليعلن نفسه كبديل يجذب عدداً أكبر من المغرر بهم في سبيل تحقيق أهدافه الدنيئة».

تجنيد المقاتلين

وأشار سموه إلى أن «مسألة المقاتلين الأجانب أصبحت الشغل الشاغل للعديد من دول العالم، خاصة في ظل تزايد أعدادهم باستمرار، حيث يحاول المتطرفون تأسيس ملاذات آمنة في المناطق التي تعاني من الصراعات، لتجنيد المقاتلين بما يضمن استمراريتهم».

وقال سموه: «نحن أمام ظاهرة خبيثة، تحمل أبعاداً خطيرة تهدد مجتمعات ودول خارج نطاق العالمين العربي والإسلامي، وعليه، يتعين إيجاد حلول دولية لاحتواء خطرهم، عن طريق القضاء على الأسباب الجذرية للتطرف..

كما يجب أن تبنى الشراكة الدولية لمكافحة الإرهاب، على أهداف طويلة المدى، بحيث لا تقتصر على مواجهة داعش». كما أكد «رفض دولة الإمارات التام للعنف والتطرف، والتزامها بقيم التسامح والاعتدال»، وأبدى استعدادها لـ «مكافحة الإرهاب مع الشركاء الدوليين والقوى المعتدلة كافة».

وشدد كذلك على «أهمية العمل على منع حدوث الاحتقانات السياسية والشعبية في العراق، عبر تبني برنامج وطني حقيقي وشامل، ينبذ العنف ويجمع شمل الشعب العراقي بكافة أطيافه ونسيجه الاجتماعي، من دون إقصاء أي فصيل».

دور الأكراد

وعبر الشيخ عبد الله بن زايد عن «قناعة دولة الإمارات بالاستحقاق الذي أثبته الأكراد للاضطلاع بدور مهم في الحكومة العراقية»، مشيداً بـ «دورهم القوي في التصدي لداعش». وأعرب عن أمله في أن «يظل إقليم كردستان قوياً ومستقراً وجزءاً لا يتجزأ من العراق».

وتعهد بأن «تواصل دولة الإمارات دعمها ومساندتها التي طالما قدمتها للشعب العراقي في الظروف كافة، بما في ذلك دعمها للعملية السياسية وجهود المصالحة الوطنية، ومبادراتها الأخرى المتمثلة بتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من العنف وعدم الاستقرار».

وعبر سمو الشيخ عبد الله بن زايد، في ختام البيان، عن ترحيب دولة الإمارات بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمحاربة الإرهاب ومكافحة موارده الخاصة بالتجنيد والتمويل، وبشكل خاص القرار 2170، وأكد بهذا السياق، أهمية أن يواصل المجتمع الدولي القيام بدوره في توفير الدعم الكامل والبناء للحكومة العراقية.

 

عبد الله بن زايد يترأس وفد الدولة إلى قمة المناخ

 

يشارك وفد الإمارات العربية المتحدة، برئاسة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في قمة القادة لتغير المناخ 2014، التي تعقد في 23 سبتمبر الجاري في نيويورك، برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وتسلط دولة الإمارات، خلال القمة، الضوء على المبادرات التي تنفذها لتعزيز انتشار مشاريع وحلول الطاقة المتجددة، وتفعيل الإجراءات والمبادرات الطوعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، والحد من تداعياتها.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، إن «دولة الإمارات تقوم بدور فاعل وتشارك المجتمع الدولي الجهود الهادفة إلى الحد من تداعيات تغير المناخ وتعزيز الجهود والمساهمات الهادفة إلى إيجاد حلول عملية وفعالة لمواجهة تداعيات هذه الظاهرة».

وأضاف أنه «بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تقدم دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في جهودها الرامية للحد من تداعيات تغير المناخ، فرغم كونها إحدى أهم مصدري الموارد الهيدروكربونية على مستوى العالم، فإنها تقوم بدعم وتمويل عدد كبير من أهم مشاريع الطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم».

وأوضح أنه «إلى جانب هذه المشاريع العملية، تقدم دولة الإمارات الدعم لتعاون المجتمع الدولي بشأن الحد من تداعيات تغير المناخ، وكان أحدث تلك الجهود، استضافة الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بشأن تغير المناخ في أبوظبي، الذي مهد لهذه القمة».

 وأكد «الدور البارز والفاعل للدولة في حشد الجهود للدفع قدماً بالمناقشات المتعلقة بتغير المناخ». وقال: «لقد عملنا بشكل وثيق مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف بناء الزخم لقمة القادة لتغير المناخ، وضمان الحصول على تعهدات ملموسة من قبل الحكومات والقطاع الخاص».

وفد الدولة

حضر اجتماع مجلس الأمن من الجانب الإماراتي كل من معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وسعادة لانا زكي المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، وسعادة اللواء فارس المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية.

Email