طائرة بلا طيار فوق معقل التنظيم في حلب ومقتل العشرات بغارات أميركية وعراقية

«داعش» يستولي على عشرات القرى الكردية في سوريا

مقاتلان من البيشمركة على جبهة القتال ضد داعش قرب الموصل أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

استولى مقاتلو تنظيم داعش على عشرات القرى الكردية وباتوا على بعد عشرة كيلومترات من مدينة كوباني (عين العرب) التي تعد من أبرز معاقل أكراد سوريا قرب الحدود مع تركيا، في هجوم كبير، ما دفع قائداً كردياً إلى الاستغاثة للحصول على مساعدة عسكرية من الجماعات الكردية الأخرى في المنطقة، في وقت رصد ناشطون طائرة من دون طيار فوق مناطق خاضعة لسيطرة التنظيم في محافظة حلب من دون أن تعرف هوية الجهة التي تقف وراءها، حيث إن النظام السوري لم يستخدم مثل هذه التقنية في حربه على المدن السورية، فيما قتل 38 عنصراً من «داعش» في غارات أميركية وعراقية في مناطق عدة بالعراق.

واستولى مقاتلو تنظيم داعش في هجوم بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، على مجموعة من القرى الكردية قرب مدينة عين العرب المعروفة أيضاً باسم كوباني. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الهجوم بدأ ليل الثلاثاء وإن 21 قرية سقطت في أيدي مقاتلي داعش خلال الساعات الـ24 الماضية مع تقدمهم نحو المدينة.

وقال نائب قائد القوات الكردية في كوباني اوجلان ايسو، لوكالة «رويترز»: «هناك فقدان للاتصال مع الكثير من المواطنين الذين يسكنون في القرى التي سيطر عليها داعش».

وأضاف أن التنظيم المتشدد يرتكب مجازر ويخطف النساء في المناطق التي استولى عليها حديثاً. وأعطى أسماء 28 فرداً من عائلة واحدة قال إنهم احتجزوا. وقال إن الأكراد طلبوا «الغوث من حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني» للحصول على مساعدات عسكرية.

تطويق كوباني

وقال الناطق باسم «قوات حماية الشعب» ريدور خليل إن التنظيم طوق كوباني. وأضاف أن التنظيم يستخدم الدبابات والصواريخ والمدفعية في الهجوم. وقال: «نناشد القوى العالمية التحرك لوقف هذا الهجوم الهمجي».

وتقول جماعة حماية الشعب إن لديها 50 ألف مقاتل، وإنها ينبغي أن تكون شريكاً طبيعياً في التحالف الذي تحاول الولايات المتحدة تشكيله لمحاربة التنظيم المتشدد. لكن علاقة أكراد سوريا مع الغرب معقدة بسبب علاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني وهي جماعة مسجلة كمنظمة إرهابية لدى كثير من الدول الغربية بسبب حملتها المسلحة لأجل حقوق الأكراد في تركيا. وأسهم المقاتلون الأكراد الذين عبروا من تركيا في صد هجوم سابق في كوباني في يوليو الماضي.

وأظهرت لقطات نشرتها جماعة حماية الشعب وهي أكبر جماعة كردية مسلحة في سوريا على موقع يوتيوب على الإنترنت أمس مقاتلين أكراداً فيما يبدو مسلحين ببنادق هجومية وقاذفات صواريخ يتصدون لدبابة ترفع الراية السوداء لتنظيم داعش غربي كوباني.

وأوضح الناشط جان علي الموجود في كوباني لوكالة «فرانس برس» أن «عشرات القرى سقطت في أيدي داعش، بينما تم إخلاء قرى أخرى» قبل وصول التنظيم. وأشار إلى أن أنقرة تمنع الناس الذين يحاولون الفرار من العبور إلى تركيا.

وأضاف: «إذا لم يحصل شيء، من المرجح أن يدخل التنظيم إلى كوباني، حيث بدأت تلوح بوادر أزمة إنسانية، لأن داعش قطع الماء والكهرباء» عن المدينة، مضيفاً أن «المواد الغذائية لا تدخل أيضاً».

بلا طيّار

في الأثناء، قال المرصد السوري إن طائرة واحدة على الأقل من دون طيار شوهدت فوق مناطق خاضعة لسيطرة «داعش» في محافظة حلب السورية، حيث أخلت الجماعة المتشددة معظم قواعدها تحسباً لهجمات أميركية.

وقال رامي عبدالرحمن إن مصادر متعددة في حلب رصدت طائرة واحدة على الأقل من دون طيار فوق مدينتي الباب ومنبج. وأضاف: «لم يروها من قبل».

وفيما يبدو أنه تحسب لهجمات أمريكية، أخلت الجماعة الإرهابية عدداً من المباني التي تستخدمها كمكاتب في الرقة وأجزاء أخرى من سوريا واقعة تحت سيطرتها. وقال سكان إن التنظيم ينقل قواته وأسلحته من مكان إلى مكان.

في العراق، ذكر سكان محليون أن الطيران الأميركي شن غارات جوية استهدفت معسكراً لتدريب لـ«داعش»، ما اسفر عن مقتل 25 مسلحاً وإصابة 20 آخرين بجروح في إحدي المناطق جنوبي الموصل.

وقال السكان لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن طائرات أميركية قصفت معسكراً في كلية الزراعة والغابات بناحية حمام العليل جنوبي الموصل. في السياق، تمكنت قوات عراقية بمساندة رجال العشائر من دحر هجوم لعناصر داعش، ما أدى إلى مقتل 9 منهم وجرح 13 آخرين في بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين.

وقال المقاتلون الذين ينتمون إلى قبيلة الجبور إن مسلحين شنوا هجوماً من محورين على المدينة لكنهم جوبهوا بنيران كثيفة من قبل المدافعين من رجال العشائر والقوات العراقية وانتهى الهجوم فجر أمس بقتل تسعة مسلحين وإصابة 13 آخرين بجروح.

بيروقراطية

أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، خلال مكالمة هاتفية تلقاها من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن التأخير والإجراءات البيروقراطية في التحالف الدولي ستعرقل الجهود المبذولة من أجل القضاء على تنظيم داعش، فيما أكدت ميركل أن ألمانيا ستدعم العراق في حربه ضد «داعش» عبر تزويده بالذخائر العسكرية خلال الأسابيع المقبلة.

Email