الجيش العراقي يفتح معركة في 3 مدن والتنظيم يخسر 86 مقاتلاً

«داعش» يختفي في الرقة ويعيد نشر الأسلحة الثقيلة

مقاتلات من البيشمركة في معسكر تدريبي إي.بي.أيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختفى تنظيم داعش عن الأنظار في معقله السوري بمدينة الرقة ولم يعد يظهر في الشوارع وأعاد نشر أسلحته ومقاتليه وحد من ظهوره الإعلامي في خطوات تشير إلى فزع التنظيم من الضربات المتوقع توجيهها له من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن هذا لم يمنع من انضمام عشرات المقاتلين إلى معسكراته التدريبية منذ إجازة الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات لمعاقله، وهو يعد تراجعاً عن تكتيكاته التي كانت مستخدمة في الموصل والمعتمد على الظهور والاستعراض في بداية الضربات الأميركية. وفتح الجيش العراقي معارك متزامنة في ثلاث مدن ضد التنظيم المتطرف الذي خسر أمس 86 مقاتلاً في معارك وقصف بأنحاء متفرقة بالعراق.

في مدينة الرقة السورية أفادت مصادر من سكان المدينة أن الجماعة الإرهابية تنقل معدات كل يوم منذ أشار أوباما إلى إمكانية توسيع الهجمات الجوية على مقاتليها بحيث تمتد من العراق إلى سوريا.

تغيير الاستراتيجية

وأغلق نشطاء التنظيم الذين كانوا يردون في العادة على أسئلة على الإنترنت صفحاتهم. ولم يبدر رد فعل مباشر من زعماء الجماعة على أوباما ولم يرد ذكر للكلمة التي أدلى بها الأسبوع الماضي في التسجيل المصور الذي بثه التنظيم يوم السبت الماضي لذبح الرهينة البريطاني ديفيد هينز.

إخلاء المباني

وأخلت الجماعة المباني التي كانت تدير منها شؤونها وأعادت نشر أسلحتها الثقيلة وأخرجت أسر المقاتلين من المدينة.

وقال أحد سكان الرقة عبر الإنترنت: «يحاولون أن يبقوا في حالة حركة». وأضاف: «لديهم خلايا نائمة في كل مكان.. ولا يجتمعون إلا في إطار محدود جدا».

وقال شاهد آخر من الرقة: «يتخذ التنظيم الآن خطوات دفاعية تكتيكية من خلال تحريك أصوله لأماكن مختلفة بحيث لا يمركز كل أسلحته الثقيلة في مكان واحد».

وقال ساكن آخر في المدينة التي كانت تؤوي نحو 200 ألف مواطن قبل الحرب الأهلية إن «داعش» يحاول إعطاء انطباع بأن الأمور تجري كالمعتاد حتى بعد أن قلل من وجوده بالشوارع. وأضاف: «يعطون الانطباع بأنهم لا يكترثون». وتابع: «لا يظهر المقاتلون بكثافة في الشوارع هذه الأيام. لا يظهرون إلا لضرورة. الشوارع خالية والناس قلقون وخائفون».

وغادر عشرات المدينة لكن ليس هناك ما يشير إلى هجرة جماعية.

متطوعون جدد

في الأثناء، قال المرصد السوري إن مقاتلين جددا انضموا للتنظيم منذ أن أعلن أوباما عزمه توسيع نطاق الغارات الجوية ضد التنظيم لتمتد لمعاقله في شمال سوريا وشرقها. وقال المرصد إن 162 شخصا انضموا لمعسكرات تدريب في حلب منذ العاشر من الشهر الجاري.

عمليات العراق

في العراق، قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية نفذت عملية عسكرية مكثفة في ثلاث مدن بوسط العراق في معركة لاستعادة السيطرة على أراض احتلها التنظيم. وقالت مصادر أمنية في الرمادي والفلوجة وحديثة إن الهجمات وقعت في المدن الثلاث قبل الفجر.

86 قتيلاً

وأفادت مصادر في الجيش العراقي بأن اشتباكات اندلعت في منطقة الفاضلية في ناحية جرف الصخر شمالي الحلة ما أسفر عن مقتل سبعة 32 من التنظيم. كما ذكرت مصادر أن الطيران العراقي نفذ غارات جوية استهدفت تجمعات للمتشددين ما أدى إلى مقتل 26 مسلحا وتدمير ست سيارات تحمل أسلحة في بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين. وقتل 28 من داعش في غارة للطيران العراقي استهدفت تجمعات المسلحين في قاعدة الصينية التابعة لمحافظة صلاح.

واشنطن تسعى لتأسيس «الحرس الوطني» في الأنبار

 

عقد وفد أميركي في محافظة الأنبار اجتماعاً مع عدد من العسكريين العراقيين السابقين للتباحث بشأن تشكيل قوات الحرس الوطني في الأنبار لشن الحرب على «داعش».

وقال أحد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار إن «وفداً أميركياً التقى بعدد من العسكريين من الجيش السابق في محافظة الأنبار، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس المحافظة». وبيّن المصدر أن «أفواج الحرس الوطني التي تجري المباحثات بشأن تشكيلها تضم أفواج النخبة والصحوات وأبناء العشائر».

وأضاف أن «الوفد الأميركي التقى في مقر اللواء الثامن مع العميد في الأجهزة الأمنية السابقة عيسى، الملقب أبو إبراهيم، وبفيصل الزوبعي، وكلاهما ضابطان سابقان سبق لهما أن شاركا في محاربة تنظيم القاعدة، وأن المشاورات بين الطرفين ما زالت مستمرة».

ولفت إلى أن «مجاميع داعش الإرهابية بدأت بالرحيل من المحافظة، بعد أن كتب أفرادها على جدران الأبنية الحكومية والكتل الكونكريتية (الوداع يا فلوجة)».

وكان مجلس الوزراء، في أول جلسة له، في التاسع من الشهر الجاري، أوعز بإعداد مشروع قانون لتأسيس «قوات الحرس الوطني»، وتنظيم المتطوعين من الحشد الوطني.

وبحسب صحيفة «العالم» المستقلة، فإن تسمية الحرس الوطني جديدة نسبياً في التشكيلات العسكرية العراقية، حيث أدخلتها السلطات الأميركية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العام 2003، وكان القصد من هذه القوات أن تكون على غرار ما هو معمول به في الولايات المتحدة. وتتشكل وحدات الحرس الوطني من أبناء المحافظات، وتتركز مهامها في حفظ الأمن في حدود كل محافظة.

وقال القيادي في ائتلاف «متحدون»، محمد الخالدي، إن تشكيل الحرس الوطني سيحد من سلطة الميليشيات وتدخلها، وسيكون هو المسؤول عن أمن المحافظة، في إطار التنسيق مع الجيش، وهو أمر أصبح لا بد منه في ضوء ما نعيشه الآن من ممارسات استفزازية للميليشيات يتحتم وضع حد لها في المستقبل.

Email