قائد عسكري أميركي: الضربات الجوية لن تكون كافية

أوباما: لن نخوض حرباً برية ضد «داعش»

أوباما خلال خطابه في قاعدة عسكرية بولاية فلوريدا أ.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعهد الرئيس باراك أوباما أمس، بألا تخوض الولايات المتحدة حرباً برية أخرى في العراق، وسعى لطمأنة الأميركيين بشأن مستوى التدخل بعدما أشار جنرال كبير إلى أنه قد تنشر بعض القوات القتالية، مشدداً أن واشنطن لن تنوب عن عن شركائها في حماية منطقتهم، لافتاً إلى أن معركة تنظيم داعش ليست معركة الولايات المتحدة وحدها، في وقت قال رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الجنرال راي اوديرنو إن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على التنظيم.

وأثناء كلمة في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا بولاية فلوريدا أكد اوباما الذي أمضى أغلب رئاسته ينأى بنفسه عن حرب العراق أن الضربات الجوية ستكون المساهمة الأميركية الرئيسية في الحرب ضد «داعش» إلى جانب تشكيل تحالف قال إنه يضم الآن أكثر من 40 دولة.

وقال اوباما: «اريد أن اكون واضحاً. القوات الاميركية التي نشرت في العراق ليس لديها ولن تكون لديها مهمة قتالية».

وجاءت رسالته بعد يوم من ترك رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الباب مفتوحاً بعض الشيء امام احتمال ارسال بعض القوات البرية في شهادة امام الكونجرس اقلقت بعض الديمقراطيين.

وقال اوباما: «بصفتي قائدكم الأعلى لن الزمكم وباقي قواتنا المسلحة بالقتال في حرب برية أخرى في العراق».

وأوشح انه لا يمكن ان تنوب الولايات المتحدة عن شركائها في حماية منطقتهم، مشيراً إلى ان معركة تنظيم داعش ليست معركة الولايات المتحدة وحدها.

توضيح السياسة

ودافع اوباما في كلمته عن سياسته الخارجية التي يقول الجمهوريون انها تتهاوى. واشار إلى انه اعاد القوات القتالية الاميركية من العراق وسينهي العمليات القتالية في افغانستان «بشكل مسؤول» قبل نهاية العام. كما تحدث عن العملية الاميركية لقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وسياسته بقتل كبار قادة القاعدة في باكستان وافغانستان. واكد اوباما ان الولايات المتحدة لن تكون وحيدة في القتال ضد «داعش». واشار إلى ان الطائرات الفرنسية والبريطانية اصبحت الآن تحلق مع الطائرات الاميركية فوق العراق، واضاف ان استراليا وكندا سترسلان مستشارين عسكريين إلى العراق. وقال ان قوات مظلية المانية ستشارك كذلك في المهمة التدريبية لقوات المعارضة السورية.

والقى اوباما كلمته بعد لقائه قائد القيادة الوسطى التي تشرف على المناطق المضطربة في جنوب ووسط اسيا والشرق الاوسط الجنرال لويد اوستن. كما اجرى محادثات مغلقة مع ممثلين عسكريين من 40 بلداً يتوقع ان تشارك في الحرب ضد «داعش».

ضربات غير كافية

في الأثناء، قال رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الجنرال راي اوديرنو ان الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي «داعش» وان بغداد ستحتاج إلى تدريب لاعادة بناء قوات برية قادرة على «ملاحقتهم واجتثاثهم».

وقال أوديرنو الذي تولى قيادة القوات الاميركية في العراق من 2008 إلى 2010 ان الانحياز الطائفي في الجيش العراقي وليس أوجه قصور أخرى في التدريب الامريكي هو الذي أدى إلى انهيار القوات العراقية أمام هجوم مقاتلي تنظيم داعش.

ووصف أوديرنو ما حدث في العراق بأنه «محبط للغاية» وقال ان الوضع ربما كان سيصبح أفضل لو كانت القوات الامريكية بقيت في العراق «لاننا كنا سنصبح قادرين على متابعة ما يحدث هناك عن كثب».

وقال أوديرنو لعدد محدود من الصحافيين في فيسبادن بألمانيا، حيث يحضر مؤتمر الجيوش الاوروبية ان الضربات الجوية أوقفت تقدم تنظيم داعش لكن هذا لن يكون الحل النهائي.

وقال: «يجب ان يكون لديك قوات برية قادرة على ملاحقتهم واجتثاثهم من أجل هزيمتهم وتدميرهم ولهذا السبب يلزم التدريب كما ان قدرتنا على تدريبهم (العراقيين) على القيام بذلك هو أمر شديد الاهمية».

موقف أستراليا

قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، إن أستراليا لا تعتزم نشر قوات مقاتلة في الأرض في العراق. وقال إن القوات الأسترالية ستقوم بدور استشاري للعراقيين والبشمركة ولن تقوم بمهام قتالية مستقلة.

وأبلغ الصحافيين أنه «إذا كان لنا مستشارون عسكريون في مقار قوات الأمن العراقية ومع قوات البشمركة، فهم بالتأكيد سيتحركون مع وحدات هذه المقار، لكن النقطة التي أؤكد عليها هي أنه لا نية لأن تقوم أستراليا بعمليات قتالية مستقلة داخل العراق». رويترز

التباين الأميركي التركي يطال «إنجرليك» 

تواجه العلاقات الأميركية معضلة جديدة على خلفية التحالف الدولي الذي لن تشترك فيه تركيا ضد تنظيم داعش، مما فتح نقاشاً في واشنطن على المستوى الإعلامي بضرورة إعادة النظر في وجود قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا ونقلها إلى إقليم كردستان العراق في وقت رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بانفعال على اتهامات بدعم أنقرة لجماعات إرهابية وشرائها النفط من تنظيم داعش.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية إن التخلي التركي عن حلفائها لم يصل فقط إلى إعلانها بعدم الاستعداد في المشاركة في العمل العسكري ضد «داعش»، بل إلى عدم سماحها باستخدام قاعدة انجرليك التركية والتي تبعد حوالي 100 ميل من الحدود السورية، لتوجيه ضربات جوية منها ضد الإرهابيين. وهذا سوف يعقّد ويصعّب من التحديات اللوجستية والاستكشافية للحلفاء. ورأت الصحيفة أن الاستنتاج الذي لا مفرّ منه، هو أن على أميركا أن تبحث لها عن حليف أفضل في المنطقة تثق به لمحاربة «داعش».

وختمت بأن «انجرليك كانت بمثابة البيت للقوات الأميركية منذ اكثر من 60 عاماً، ولكن الوقت حان للتفكير باستبدالها بقاعدة اخرى على ارض اقليم كردستان العراق. أميركا الآن، لم يعد لها أصدقاء في تركيا، ولكن هذا لا يعني أنها غير قادرة على ايجاد حلفاء جدد لها في الشرق الأوسط».

في الأثناء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه للاتهامات الموجهة لبلاده بعدم الالتزام بمواجهة تنظيم داعش.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن أردوغان القول :«إظهار تركيا كما لو أنها دولة تدعم الإرهاب وتغض الطرف عن الممارسات الإرهابية ما هو إلا وقاحة. إنهم يتهمون تركيا باستيراد النفط (من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش) تارة، وتقديم السلاح والخدمات الطبية تارة أخرى، ونحن أكدنا ونؤكد أن هذا غير ممكن على الإطلاق».

Email