مراقبون يصفونها بـ «ورقة الضغط» على أميركا

صفقة دفاعية بين مصر وروسيا بـ 3.5 مليارات دولار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أميط اللثام عن صفقة وقعت بالأحرف الأولى بين مصر وروسيا لتزويد الأولى بأسلحة دفاعية بقيمة 3.5 مليارات دولار، خطوة وصفها مراقبون بـ «ورقة الضغط» على الولايات المتحدة الأميركية، مرجّحين امتداد تعاون البلدين ليشمل مجالات أخرى. وبعد نحو شهر من زيارة الرئيس المصري إلى موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن مسؤول دفاعي روسي قوله، إنّ «روسيا ومصر توصلتا لاتفاق مبدئي تشتري بموجبه القاهرة أسلحة من موسكو بقيمة 3.5 مليارات دولار».

وقال مدير الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون التقني العسكري الكساندر فومين، إنّ «روسيا ومصر وقعتا بالأحرف الأولى صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليارات دولار».

وذكرت وسائل إعلام حكومية روسية، أنّ «الصفقة تتضمّن مجموعة من الأنظمة الصاروخية الخاصة بالدفاع الجوي إضافة إلى مختلف أصناف المدفعية». وشدّد مراقبون على أنّ «التوجّه لروسيا يعكس طبيعة سياسة وفكر السلطات ورد فعل طبيعي إزاء موقف الولايات المتحدة الأميركية من المشهد عقب «ثورة 30 يونيو».

وسيلة وغاية

من جهته، لفت الخبير الاستراتيجي مستشار إدارة الشؤون المعنوية في الجيش المصري اللواء عبد المنعم كاطو في تصريحات لـ «البيان»، إلى أنّ «السلاح الروسي يعد غاية ووسيلة في آن واحد»، مبيّناً أنّ «مصر ستستفيد من السلاح بشكل عام، وهذه النقطة تعد غاية في ذاتها، أما عن كونه وسيلة، إذ إنه سيكون وسيلة للضغط على الجانب الغربي والأميركي وإعادة ترتيب توازنات المنطقة»، موضحًا أنّ «الجانب الروسي استغل التوتّر في العلاقات بين الجانب المصري والأميركي ليقترب من مصر، وهذا التقارب سيكون له عدد من الفوائد ليس فقط في إطار صفقات شراء السلاح على حد قوله.

وأشار إلى أنّ «العلاقات ما بين مصر وروسيا ستكون «ورقة ضغط» على الولايات المتحدة»، مشددًا على ضرورة استغلال الجانب المصري التقارب مع حليف الشرق الأول.

امتداد تعاون

بدوره، قال رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء محمد قدري سعيد، إنّ «التقارب المصري ـ الروسي من المرجح أن يشمل أوجه للتعاون على أكثر من نطاق»، مؤكدًا أنّ «التقارب بين الطرفين المصري والروسي سيكون له فوائد على الطرفين سواء سياسيًا أو اقتصاديًا واستراتيجيًا، إذ إن هناك سُبل تعاون واسعة النطاق تمّ الكشف عنها عقب الزيارات بين الطرفين».

وأبان في تصريحات لـ «البيان» أنّ «شراء مصر للسلاح الروسي، خطوة مهمّة لضبط توازنات السلاح المصري وكذلك المنطقة، إذ إنّ مصر لن تعود لتعتمد على السلاح الغربي، كما أن شراء السلاح الروسي سيدعم العلاقات بين البلدين»، موضحًا أنّ «مصر لن تكون تابعة لأي طرف لمجرد أنها تستورد منه السلاح، وأنّ مصر لن تكرّر التجربة الأميركية من جديد سواء مع روسيا أو غيرها من الدول، حيث إن مصر تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة وتسعى إلى المحافظة على مصالحها مع كل الدول».

زيارة رئيس

قام الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي بزيارة روسيا منتصف أغسطس الماضي، في زيارة التقى خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتباحث معه حول العديد من الملفات، وهي الزيارة التي تردّد أنها أدت لجدل داخل الإدارة الأميركية حول موقف مصر وتقاربها من روسيا، وزار بعدها عدد من المسؤولين الأميركيين القاهرة.

Email