واشنطن تتهيأ لاستهداف معاقل التنظيم في سوريا نافية التنسيق مع دمشق

«داعش» يسقط مقاتلة سورية فوق الرقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

سقطت طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية أمس فوق مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش في شمالي سوريا، بعد أن تعرضت لإطلاق نار، خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة، بينما اعلنت واشنطن ان الضربات الجوية التي تنوي شنها ضد التنظيم في سوريا ستستهدف معاقل التنظيم ومراكزه القيادية وشبكاته اللوجستية.

في حين تجدد التحذير الاميركي لدمشق من استهداف الطيران الأميركي حال شن هجمات على الأراضي السورية، ونفت واشنطن أي تنسيق مع النظام بشأن محاربة التنظيم.

وأكدت حسابات لمؤيدي التنظيم المتطرف، على موقع «تويتر» على الإنترنت، إسقاط الطائرة بنيران «داعش»، ونشرت على أحد هذه الحسابات صوراً لهيكل معدني، لا يمكن تبين ما كان قبل احتراقه، محملاً على شاحنة، مع إشارة إلى أنه هيكل الطائرة.

وهي المرة الأولى التي يسقط فيها التنظيم المتطرف طائرة تابعة للنظام منذ أن أعلن «الخلافة» في نهاية يونيو في الأراضي التي يسيطر عليها في شمالي العراق وغربه وشمالي سوريا وشرقها.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«فرانس برس»: «سقطت صباح (أمس) طائرة حربية تابعة للنظام بعد أن اطلق عناصر من تنظيم الدولة النار في اتجاهها خلال تنفيذها غارات في مدينة الرقة».

وأوضح أن الطائرة سقطت عند احد اطراف المدينة «فوق منزل، ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من السوريين من عائلة واحدة». وأورد حساب على «تويتر» لأحد مناصري التنظيم أن الطائرة سقطت «بجانب مدرسة أبو فراس الحمداني في الحصوة».

وأشار المرصد إلى أن الطيران الحربي السوري كان نفذ منذ صباح الثلاثاء خمس غارات على المدينة.

معاقل التنظيم

في الاثناء اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل امس امام مجلس الشيوخ ان الضربات الجوية التي تنوي واشنطن شنها ضد تنظيم داعش في سوريا ستستهدف معاقل التنظيم ومراكزه القيادية وشبكاته اللوجستية.

الا ان رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي قال في نفس الجلسة ان عمليات القصف لن تكون مماثلة للغارات الواسعة النطاق التي صاحبت بداية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003، والتي وصفها القادة في ذلك الوقت بانها حملة لاحداث «الصدمة والرعب» بين صفوف قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

تحذير أميركي

يأتي ذلك في وقت حذر مسؤول أميركي كبير النظام السوري من استهداف الطائرات الأميركية في حال نفذت غارات ضد مواقع لتنظيم «داعش» في سوريا.

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن لواشنطن فكرة محددة عن مكان وجود القواعد السورية المضادة للطائرات، وأن الطيران الأميركي سوف يرد في حال كان هدفاً لإطلاق النار من مضادات النظام السوري، مؤكداً أن الطيران الأميركي لم يشن أية ضربة على الأراضي السورية حتى الآن.

وتابع المسؤول الأميركي انه سيكون أمام الرئيس السوري بشار الأسد خيار في حال حصول ضربات جوية أميركية ضد «داعش». وقال «اذا استخدم الأسد قدرات عسكرية للتدخل بقدرات الولايات المتحدة على ضرب تنظيم الدولة في سوريا، فإنه يعرض الوحدات التي تقوم بمثل هذا العمل للخطر».

لا تنسيق

إلى ذلك، نفت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماريا هارف مجدداً وبشكل قاطع أن تكون الولايات المتحدة قد نسقت استخبارياً مع نظام السوري بشأن ضرب «داعش»، مؤكدة أن ذلك «لم يحصل مباشرة أو عبر طرف ثالث»، وذلك رداً على تقرير صحافي سوري أكد وجود التنسيق عبر جهة وسيطة تقوم بنقل المعلومات.

وقالت هارف لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية: «أنفي ذلك تماماً، لا يمكن لنا العمل مع نظام الأسد ولا تبادل المعلومات الاستخبارية معه. لن ننسق مع نظام الأسد، هذا أمر نهائي، لا يمكن أن أكون أكثر وضوحاً من ذلك».

ولدى سؤالها عن إمكانية حصول التنسيق عبر طرف ثالث كما ادعت صحيفة «الوطن» السورية، ردت هارف: «لا نريد التنسيق مع نظام الأسد، وقلنا ذلك بوضوح وأعلمنا جميع الأطراف بعدم رغبتنا في تبادل المعلومات الاستخبارية، وإذا علمنا بقيام طرف ثالث بفعل ذلك فسنطلب منه بأقوى العبارات الممكنة التوقف عن ذلك».

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء الماضي، انه مستعد لشن ضربات جوية على تنظيم «داعش» في سوريا مع الإشارة إلى استبعاده أي تعاون مع نظام دمشق الذي كما قال «فقد كل شرعية». ورداً على ذلك اعتبرت دمشق الخميس الماضي، أن أي عمل عسكري أميركي على أراضيها دون موافقتها هو بمثابة اعتداء، بحسب تصريحات لوزير المصالحة الوطنية علي حيدر.

Email