قرقاش: مجلس التعاون دعامة للأمن في المنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 ثمن معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في ظل أزمة عاتية تمر بها دول مجلس التعاون والمنطقة .. مشيرا إلى أن حكمة خادم الحرمين وصبره مخزون لا ينضب .


وأضاف معاليه في كلمة امام  "مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية" الذي بدأ اعماله اليوم بالرياض وينظمه معهد الدراسات الدبلوماسية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث في دبي ..


أنه من خلال رؤية خادم الحرمين الشريفين  فيما يتعلق بدول مجلس التعاون ومحيطها العربي ندرك تمام الادراك أن هذا التكتل الفاضل سيتمكن من أن يلعب دورا جوهريا في إعادة بناء الوسطية والاعتدال .


رحب معاليه في بداية  كلمته بأصحاب السمو الملكي الأمراء، وأصحاب المعالي والسعادة السيدات والسادة والحضور الكرام..


 وقال :في البداية أسمحوا لي أن أشكركم على كرم الضيافة وعلى استضافة مثل هذا المؤتمر المهم الذي سيساعدنا على التوقف على التحديات ذات الطابع المتسارع التي يشهدها خليجنا اليوم.


وأن تواجدنا اليوم لا يدل فقط على ادراكنا لخطورة تراكم المخاطر التي تواجهها منطقتنا بل على استعدادنا لدحرها ومد يد العون وارشاد من ضل الطريق الى المسار الصحيح.


وإن مجلسنا يعد دعامة للأمن في المنطقة حيث انه على درجة كبيرة من الوعي لما يحدث واثبت أن أنجع السبل لمواجهتها هي نهجه الثابت. 

  
المجلس في منظور الامارات
واضاف معاليه :أثبتت منظومة دول مجلس التعاون دورها المحوري في استتباب الاستقرار والأمن الإقليمي خلال الأعوام الماضية، حيث أكدت على استعدادها على مجابهة التحديات المحلية وقدرتها على الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الأمنية من خلال آلية درع الجزيرة للدفاع المشترك.


كما تناصر دول المجلس مبدأ الاعتدال وتناهض التطرف بكافة أشكاله، وتدعو الى التسامح والتعايش، وتقوم سياستها الخارجية على هذا المبدأ المعتدل. وعليه فأنها تدعم الانفتاح وهي في بحث دائم للعمل مع الشركاء الدوليين ولتأسيس الشركات الاستراتيجية، حيث إنها تسعى لتحقيق توازن إقليمي، مما يؤدي إلى إقامة علاقات متكافئة لا تؤدي الى الهيمنة الإقليمية.


ابرز التطورات الراهنة
وتابع:ابرز التطورات الراهنة تأثيراً على المنطقة والتي تشكل تحدياً لكل من الأمن القومي وللرفاه الاجتماعي والاقتصادي تتمثل في أولاً، ما يسمى بالإسلام السياسي المتطرف الذي بات يشل مسيرة العديد من دول المنطقة نحو التقدم وبناء المؤسسات الشرعية، حيث يواصل اتباعه في المضي قدماً نحو أهدافهم دون الاخذ في الاعتبار الاثار السلبية طويلة المدى. وفي هذا الإطار تبرز أهمية تمكين الفصائل المعتدلة على حساب تلك المتطرفة.


ثانياً، الجريمة العابرة للحدود الوطنية، والارهاب يمثل الجريمة المتنامية والأعظم تهديداً للأمن القومي، وأشد أنواعها. وفي سياق التصدي لهذا التحدي الخطير لقد قامت دولة الإمارات باستضافة مركز "هداية"، الذي يساعد المجتمع الدولي على بناء القدرات وتبادل أفضل الممارسات لمواجهة التطرف العنيف بكافة أشكاله.


كما وتستضيف دولة الإمارات أيضاً "مجلس حكماء المسلمين" وهو أول هيئة دولية مستقلة تتكون من علماء من كافة الدول المسلمة، ولضمان مجاراة الأحداث المتسارعة من حيث العمل على إجراءات احترازية إعتمدت دولة الإمارات مؤخراً قانوناً اتحادياً بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية، يجرم من تثبت عليهم تهمة التحريض على الإرهاب أو القيام بأعمال إرهابية. كما وتؤمن بأهمية التنسيق الدولي وعليه فانها عضو فعال في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب. كما وتشيد دولة الإمارات باللجنة الدائمة التابعة لدول مجلس التعاون والمختصة بمكافحة الإرهاب والتي تم تأسيسها في عام 2006.


ثالثاً، الأزمة التي يشكلها الحوثيون في اليمن توضح تعقيدات توازي تأثير كرة الثلج حيث تم استغلال تدهور الأوضاع الأمنية ومحاولة كسب مؤيدين لتقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن للحصول على السلطة، وهذه بيئة خصبة لتدخل اطراف خارجية بغية وضع قدمها في المنطقة وتوجيه الصراع بما يساهم في تحقيق مصالحها في المنطقة.


كما يعد نموذجا سلبيا لتفاقم الأوضاع وفرض واقع عن طريق التمرد على السلطة الشرعية. وفي هذا الإطار يجب التأكيد على أهمية أن يلعب المجتمع الدولي دوره بشكل مسؤول لإحلال الاستقرار في اليمن،وأن نلعب نحن أصحاب المبادرة الخليجية دوراً ديناميكياً فاعلاً لحماية اليمن واستقراره.


التحديات
ونوه الى ان هناك تحديات من شأنها أن تقوض وحدة دول المجلس وأمنه القومي تشمل


أولاً، التطرف الديني الذي يتعارض مع خصائص الدين الإسلامي والمجتمعات المتحضرة. ولا يشكل خطر التطرف قصير المدى فقط بل يتعداه ليصبح قنبلة موقوتة تهدد المنطقة، حيث يشكل العائدون من مناطق الصراع تهديدا حقيقيا للمجتمعات بافكار متطرفة تدعو الى الاختلاف والكراهية. ومن جانب آخر فان الجماعات المتطرفة تعزز نفوذها في بيئة فوضى وعدم استقرار وتتخذ منها قاعدة انطلاق، ولقد هددت "داعش" مراراً وتكراراً بتمددها الى دول مجلسنا وتبقى عيوننا الساهرة يقظة لأي محاولة لسحبنا الى هذه الدوامة التي ندرك خطرها اللامتناهي.


وثانياً، الطائفية حيث أن الصراعات المذهبية تخلق سياسات خطرة من التهميش والاقصاء والعزل بما لايتناسب مع الانفتاح الذي نعاصره، وتقتضي العدالة المجتمعية بعدم تفضيل أثنية على أخرى حيث اثبتت الاحداث التي نشهدها اليوم، كما أثبت التاريخ من قبل، أن الأثر المباشر لأي شكل من أشكال التمييز هو التدخل الخارجي الذي يأتي تحت شعارات سريعة التحول سواءً تحت أعظمية ايدولوجية أو دعوات الى حماية الأقليات.


وثالثاً، الطموحات في فرض الهيمنة من قبل الدول الإقليمية والذي بدأ عقب انسحاب القوى العظمى من المنطقة، والذي نراه متمثلاً في احتلال إيران للجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات، أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى حيث تعتبر هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية. وتسعى دولة الإمارات إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع إما عن طريق المفاوضات المباشرة أو من خلال اللجوء الى التحكيم الدولي. ولكن ايران لم تستجب من خلال إجراءات ملموسة حتى الآن.

 

Email