إيران تنضم لموسكو ودمشق في مساعي عرقلة التحالف الدولي

كيري: دول عرضت قوات برية لمواجهة «داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستضيف فرنسا اليوم، مؤتمراً دولياً بشأن «السلام والأمن في العراق» لمواجهة مسلحي تنظيم داعش، رحبت به العراق إلا أن إيران اعتبرته مسرحياً وانضمت إلى جهود عرقلة التحالف ضد التنظيم الإرهابي على خطى موسكو والنظام السوري، في حين كشف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه «متشجع للغاية» من تعهدات دول من داخل الشرق الأوسط وخارجه بإرسال معونات عسكرية في مواجهة التنظيم، كاشفاً أن دولاً عرضت إرسال قوات برية «ولكننا لا نفكّر في ذلك في الوقت الراهن».

وقال كيري خلال برنامج أذاعته أمس شبكة «سي.بي.إس» إنه «متشجع للغاية» من تعهدات دول من داخل الشرق الأوسط وخارجه بإرسال معونات عسكرية في مواجهة تنظيم داعش.

وأضاف في المقابلة التي سجلت في مصر مساء اول من أمس إن بعض الدول عرضت إرسال قوات برية لهذا الغرض «ولكننا لا نفكر في ذلك في الوقت الراهن». ولم يسم هذه الدول. وتابع «هذه استراتيجية ما زالت تتشكل بينما يتشكل التحالف والدول تعلن عما هي مستعدة لفعله».

واضاف كيري «هناك قوات على الأرض لا تنتمي الينا، المعارضة السورية موجودة ميدانياً ومن المؤسف ان تكون قاتلت تنظيم داعش بمفردها في السنتين الماضيتين»، لافتاً الى ان تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية هما جزء مهم من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك اوباما للقضاء على تنظيم داعش.

كذلك قال كيري «لن ننسق (الحملة الجوية) مع سوريا. سنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من انهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل سيندمون عليه اكثر».

البيت الأبيض

في السياق قال الأمين العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونو لشبكة «ان.بي.سي» ان «النجاح سيتحقق عندما يصبح داعش عاجزاً عن تهديد اصدقائنا في المنطقة وعن تهديد الولايات المتحدة، ويتحقق ايضاً عندما يصبح داعش غير قادر على جذب المجندين او تهديد المسلمين في سوريا وايران او العراق بأي شكل من الاشكال. ذلك هو النجاح».

واقر ماكدونو امس بأن «الأمر لن يكون سهلاً»، مؤكداً ان الولايات المتحدة في صدد بناء تحالف دولي ضد تنظيم داعش لمقاتلته على ارضه وايضا لمنع مجنديه الذي يحملون جوازات سفر غربية من العودة الى بلدانهم لتنفيذ اعتداءات.

في الأثناء صرح مصدر دبلوماسي أن مؤتمر باريس المقرر عقده اليوم «سيتيح لكل طرف مزيداً من الدقة في تحديد ما يمكنه أو يريد فعله»، مشيراً الى أن القرارات التي ستتخذ لن تعلن جميعها بالضرورة.

مؤتمر باريس

ويضم مؤتمر باريس، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية، «الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف ويسهمون في تحقيقه»، وسيفتتحه الرئيس فرنسوا هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم بشكل مشترك.

وأوضحت الرئاسة انه تمهيداً لهذا المؤتمر، فإن رئيس الجمهورية الفرنسية قام بزيارة للعراق في 12 سبتمبر، مؤكداً للسلطات العراقية دعم فرنسا للتصدي بفاعلية لإرهابيي ما يسمى بــ «داعش»، وحماية السكان المدنيين وإعادة إرساء دولة القانون على كل التراب الوطني.

ترحيب عراقي

وأعلن العراق ترحيبه بالمؤتمر وقرر المشاركة فيه على اعلى المستويات، وبهذا الصدد أعلنت الرئاسة الفرنسية، اثر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس العراقي فؤاد معصوم أن «بغداد تدعم الاقتراح الفرنسي لعقد مؤتمر دولي حول الأمن في العراق».

وفيما اعتذر رئيس الوزراء حيدر العبادي، عن حضور مؤتمر باريس المقرر عقده اليوم الاثنين، عازياً ذلك إلى «انشغاله بتقديم وزيري الدفاع والداخلية إلى البرلمان»، اعلن أن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري سيحضران المؤتمر».

وفيما يتعلق بالحضور العربي، قال بيان للجامعة العربية انه «تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية، توجه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس الى باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي حول السلام والأمن في العراق الذى يعقد في باريس الاثنين تحت الرعاية المشتركة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم».

مؤتمر مسرحي

وبموازاة الحراك الدولي ضد الإرهاب ثمة حراك آخر يحاول عرقلة قيام التحالف الدولي، يتمثل بانضمام إيران إلى موسكو ودمشق في مساعيهما المعاكسة، حيث أكدت طهران، أنها لا ترغب في أي حال بالمشاركة في المؤتمر الدولي المقرر اليوم في باريس لتنظيم عمليات التصدي لإرهابيي «داعش»، فيما أشارت إلى أنها «لم توجه إليها دعوة لحضوره».

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تصريح صحافي إن «المشاركة في مؤتمر مسرحي وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا». وأضاف إن «ما يهم ايران هو مكافحة فعلية وليس انتقائية للإرهاب في المنطقة والعالم».

أمر مشبوه

واعتبر أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن «إقامة تحالف مناهض للإرهاب من جانب الولايات المتحدة مع دول هي الداعم الرئيسي للإرهابيين هو امر مشبوه». وأعلنت الحكومة الفرنسية إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، الصين، وفرنسا) ستشارك في المؤتمر حول العراق المقرر عقده الاثنين في باريس.

موسكو من جهتها تسير في خط العرقلة، فقد أكد بيان في وقت سابق لوزارة الخارجية الروسية أن شن هجمات جوية على سوريا والعراق من دون تفويض مجلس الأمن سيكون عملاً عدوانياً ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وسوريا كذلك تلقت موقف حليفيها بارتياح، فقد اعتبرت مستشارة بشار الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان أن استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربة «داعش» مليئة بالثغرات وغير واقعية، لكنها مع هذا أبدت استعداد النظام لأن يكون جزءاً من أي تحالف لمحاربة داعش فيما لوح نظام الأسد بإسقاط المقاتلات الأميركية في حال مهاجمتها مواقع داعش من دون موافقته.

تحجيم

رأى النائب عن كتلة التغيير النيابية درباز محمد أن مؤتمري جدة وباريس وسلسلـــة المؤتمرات الداعمة للعراق في محاربة الإرهاب ستعطي لأميركا الغطاء الدولي لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق وإعادة المكون السني بقوة إلى الواجهة.

Email