«البيان» تحاور نائب رئيس الوزراء الفلسطيني

محمد مصطفى: ممتنون لما تقدّمه الإمارات لشعبنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، وزير الاقتصاد محمد مصطفى، عن امتنانه وشكره لدولة الإمارات العربية المتحدة على دعمها للشعب الفلسطيني، مؤكداً متانة القواسم المشتركة مع دولة الإمارات العربية المتحدة على كل المستويات، سواء على المستوى السياسي أو الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني.

ووجه مصطفى، في حوار خصّ به «البيان»، التحية للقيادة الحكيمة للإمارات على جهودها المباركة. ودعا نائب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، برئاسة رامي الحمد الله، حركة حماس إلى أن تفسح المجال بشكل كامل لحكومة الوفاق الوطني للقيام بعملية إعمار قطاع غزة، لافتاً إلى أن تلك المهمة معقدة وتحتاج إلى تواصل مع إسرائيل والمؤسسات الدولية، وعازياً تردد المانحين في تقديم الدعم للفلسطينيين للاختلال وغياب الاستقرار، ومؤكّداً أن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على قطاع غزة، بل يستهدف القدس وغيرها من الأرض الفلسطينية.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

الدعم الإماراتي

في البداية، ما أوجه الدعم التي تأملونها من دولة الإمارات العربية المتحدة؟

دولة الإمارات العربية المتحدة دولة شقيقة، وهناك الكثير من القواسم المشتركة على كل المستويات، سواء على المستوى السياسي أو الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني. العلاقات ممتازة، ونأمل في تطويرها بالمستقبل، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

الهلال الأحمر الإماراتي قدم دعماً كبيراً، ونأمل أيضاً أن يزيد حجم هذا الدعم، لأن حجم الكارثة في القطاع كبير جداً. في جميع الحالات نحن ممتنون وشاكرون جداً لما قدمته دولة الإمارات في الماضي، وما ستقدمه في المستقبل، ونحيي قيادتها الحكيمة على هذه الجهود المباركة.

وما آخر ترتيبات عقد مؤتمر إعمار غزة المقرر له 12 أكتوبر المقبل؟

قريباً جداً سوف توجه الدعوة من وزارة الخارجية والنرويج وفلسطين لنحو 80 دولة ومؤسسة عالمية وعربية.

وهل تعولون كثيراً على نجاح هذا المؤتمر؟

إن شاء الله سينجح.. في العموم لا يزال المؤتمر في طور الإعداد، ونحن من جهتنا سوف نقدم في تقريرنا لمؤتمر إعادة الإعمار والأطراف المعنية المشاركة، محاور عدة مهمة لمعالجتها، تشمل ما يتعلق بالوضع الإنساني، والاقتصادي، والبنية التحتية..

ولا شك أن عملية إعادة ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع، تستدعي صرف مبالغ كبيرة جداً، إذ إن جزءاً كبيراً من القطاع الصناعي تم تدميره، والبنية التحتية تم تدميرها من خدمات المياه والكهرباء والمباني العامة، إضافة إلى التدمير الذي لحق بضواح كاملة من الأحياء السكنية. الدعم مطلوب على المستوى الإنساني أيضاً، لا سيما أن هناك 11 ألف جريح، كثير منهم لا يزال في مرحلة علاج صعبة.

فرصة توقّف النار

وهل تم استغلال فرصة وقف إطلاق النار لتقديم المساعدة الإنسانية من جانبكم؟

الحمد لله، مع وقف إطلاق النار عاد جزء كبير من النازحين في غزة إلى بيوتهم.. في الوقت ذاته بقي ما يزيد على 100 ألف شخص يشكلون 20 ألف عائلة بدون سكن وخارج بيوتهم، وللإسهام في تقليل تلك المأساة تم الإعلان عن خطوة أولية بإعلان مشترك بين الحكومة الفلسطينية ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة.

وعلى رأسها مؤسسة الأونروا ومؤسسة «UNDP»، من أجل البدء بمعالجة موضوع أولئك الذين اضطروا إلى ترك بيوتهم، من خلال برنامج، وسيتم تقديم الدعم لهم حسب عدد أفراد العائلة، بما يراوح بين 200 و250 دولاراً لكل عائلة لا تملك سكناً

. من ناحية أخرى، سنقدم دعماً مالياً لإصلاح ما تم تدميره من منازل إذا كان حجم الدمار بسيطاً، لكن إذا كان الموضوع يحتاج إلى بناء كامل، فهذا يحتاج إلى ترتيب مختلف، وإدخال مواد للبناء من خلال المعابر التي لا تزال ترتيباتها غير واضحة حتى الآن.

وهل تحدد موعد المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار مع اقتراب نهاية مهلة الشهر؟

لا يوجد موعد محدد، ولكن أتوقّع أن يتم ذلك خلال الأسبوعين المقبلين.

ومن يتولى إعادة الإعمار في غزة، هل هي حكومة الوفاق الوطني أم «حماس»؟

بعد أن تمت المصالحة والوحدة الوطنية، هناك طرف واحد ورسمي مسؤول عن كل القضايا، بما فيها موضوع إعادة الإعمار، وهي حكومة الوفاق.

يؤسفنا أن تصل الأمور في قطاع غزة إلى هذا المستوى من الدمار، ولكن نحن بالرغم من إمكانياتنا الصعبة، فإننا مسؤولون، ونريد أن ننقذ أهلنا وشعبنا في القطاع من هذه الكارثة الإنسانية، ونريد من الجميع، وبخاصة الفصائل السياسية و«حماس»، أن يفسحوا لنا المجال بشكل كامل حتى نقوم بمهمتنا، لأن المهمة معقدة وصعبة، وتحتاج إلى جهود كبيرة، وتنسيق مع مؤسسات دولية وإسرائيل والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومؤسسات الإغاثة، ومن ثم نريد كل الدعم، حتى نستطيع أن نحل هذه المشكلة بشكل سريع جداً إن شاء الله.

فلسطين الوجهة الأولى

شكلت فلسطين دائما الوجهة الأولى لدعم دولة الإمارات العربية المتحدة.

وجاء في تقرير لوزارة التنمية والتعاون الدولي أن إجمالي المساعدات التي قدمت إلى الشعب الفلسطيني في 2012 بلغت 507 ملايين و18 ألف درهم، بزيادة أربعة أضعاف عن عام 2010، وذلك في ظل ما توليه القيادة الحكيمة لدولة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من اهتمام بالقضايا الإنسانية للشعب الفلسطيني، ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة مستمرة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

Email