طرابلس في أيدي المسلحين .. وقتلى باشتباكات في بنغازي

الثني يقود الحكومة الليبية وفرار مفتي الميليشيات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جرافيك

أعاد مجلس النواب الليبي تعيين عبدالله الثني رئيساً للوزراء، فيما فقدت الحكومة سيطرتها على الوزارات في طرابلس التي استولت عليها جماعات مسلحة، وأعلن برلمان منفصل شرعيته تزامناً مع تقارير أكدت فرار الصادق الغرياني المعروف بـ«مفتي الميليشيات» خارج ليبيا، تزامناً مع استدعاء مجلس النواب له.

وفي علامة أخرى على انزلاق ليبيا إلى أتون الفوضى قام متشددون بمحاولة جديدة للاستيلاء على مطار بنغازي المدني والعسكري من أيدي قوات الجيش المتحالفة مع لواء سابق بالجيش. وقال مسعفون إن 13 جندياً على الأقل قتلوا وأصيب 45 آخرون.

ونقل البرلمان الذي انتخب في يونيو الماضي إلى مدينة طبرق الشرقية النائية الشهر الماضي، فيما اقتتلت جماعات مسلحة متنافسة من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس. وكان تحالف تقود قوات من مدينة مصراتة الغربية قد استولى على العاصمة الأسبوع الماضي.

وبإعادة تعيين الثني رئيساً للوزراء - وهو وزير سابق للدفاع وعسكري محنك كان يشغل منصب رئيس الحكومة منذ مارس الماضي - يواجه تحدياً يتمثل في تأكيد سيطرة الحكومة على بلد يخشى كثيرون أن ينزلق إلى هاوية حرب أهلية شاملة.

وقال الناطق باسم البرلمان فرج هاشم إن 64 من بين 106 نواب حضروا الجلسة وافقوا على تجديد تعيين الثني في منصب رئيس الوزراء، فيما كلفه مجلس النواب بتشكيل حكومة أزمة خلال فترة زمنية لا تتجاوز أسبوعين.

استدعاء وفرار

في هذه الأثناء، قام البرلمان باستدعاء المفتي الصادق الغرياني للاستجواب. ونشرت بوابة «الوسط» الليبية نقلاً عن مصدر داخل مجلس النواب، أن الاستدعاء يأتي لمناقشة المفتي حول تصريحات، هنأ فيها مسلحي ميليشيا «فجر ليبيا» وجماعة «أنصار الشريعة»، المصنفتين إرهابيتين، حسب مجلس النواب، بعيد السيطرة على العاصمة طرابلس.

ودعا الغرياني وقتها الميليشيات الليبية إلى الإطاحة بحكومة عبدالله الثني الأولى، وبالبرلمان الجديد، ومقره في طبرق بأقصى شرق ليبيا غير أن تقارير إعلامية بريطانية نقلت عن مصدر أمني أن الغرياني «هرب من تلقاء نفسه خارج ليبيا ويبدو أنه بادر بذلك لتفادي مشاكل قادمة بعد تزايد الاهتمام بأنشطته».

على صعيد المعارك وفي وقت متأخر من أول من أمس أصدرت الحكومة بياناً تعترف فيه بفقدانها السيطرة على العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة.

وقال البيان إن «معظم الوزارات والمؤسسات وأجهزة الدولة في العاصمة طرابلس صارت خارج نطاق سيطرة الحكومة، وأن الجماعات المسلحة منعت العاملين من دخول بعض المباني الحكومية».

وترفض الجماعات التي تسيطر على طرابلس الآن - وبعضها ذو توجهات إسلامية - الاعتراف بمجلس النواب الذي انتقل إلى طبرق ويحظى الليبراليون بتمثيل قوي فيه.

وقالت الحكومة، التي تدير أعمالها من أقصى شرق ليبيا لتجنب ضغوط الميليشيات الحاضرة بقوة في طرابلس، في بيان تلقت إن «هذه المقار محتلة من قبل مسلحين بعد أن تمت محاصرتها واقتحامها من قبلهم، حيث قاموا بمنع موظفيها من دخولها وهددوا وزراءها ووكلاءهم». وأشارت إلى أن «عديد التشكيلات المسلحة أعلنت عن تهديدات مباشرة لموظفي الدولة بل وهاجمت وأحرقت بيوتهم وروعت أسرهم».

13 قتيلاً

وفي بنغازي، دارت معارك قرب مطار بنينا في بنغازي شرقي ليبيا، أمس، بين قوات «الجيش الوطني الليبي»، ومجموعات مسلحة من «مجلس ثوار بنغازي» التابع لجماعة «أنصار الشريعة»، التي اعتبرها مجلس النواب المنتخب حديثاً مجموعة إرهابية.

وقال مسعفون «إن 13 على الأقل قتلوا، وأصيب 45 آخرون في الاشتباكات» في حين نفى مصدر عسكري سيطرة مجلس ثوار بنغازي على قاعدة بنينا العسكرية، بعد أنباء بهذا الشأن تناقلتها وسائل إعلام خلال الساعات الأخيرة.

وقال قائد السلاح الجوي في الجيش الوطني الليبي العميد صقر الجروشي، إن قاعدة بنينا لا تزال في يد الجيش، وأن مسلحي مجلس ثوار بنغازي على بعد عدة كيلومترات من القاعدة.

وتابع الجروشي : «نشن غارات عليهم ونستهدف آلياتهم وتجمعاتهم وسندحرهم جميعا»، مشيرا إلى تعاون الجيش الوطني الليبي مع رئيس الأركان الجديد عبدالرزاق الناظوري.

وقال قائد السلاح الجوي إن مسلحي مجلس ثوار بنغازي وأنصار الشريعة يحصلون على دعم من عدة مدن ليبية أخرى، على رأسها درنة ومصراتة وسرت، تصل بنغازي عن طريق البحر، موضحا أن الجيش الوطني الليبي أغرق عدة مراكب تنقل أسلحة وعتاد لهم.

وأضاف إن القتال بعيد عن مدينة بنغازي، ولا يؤثر على حياة الليبيين العادية بها، بينما يتركز العنف في منطقة بنينا، التي يوجد بها مطار عسكري وآخر مدني.

بدوره،قال الناطق الرسمي باسم القوات الخاصة للجيش العيد ميلود الزوي إن "عشرة جنود من الجيش قتلوا وأصيب ما يزيد عن عشرة آخرين بجروح خلال صدهم لهجوم من قبل مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي كانوا ينوون التقدم نحو مطار بنينا الدولي والقاعدة الجوية".

وأضاف الزوي إن "قوات الجيش صدت الهجوم بمساندة سلاح الجو الليبي وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع إلى منطقة بوعطني المتاخمة لمنطقة بنينا"،حيث يتمركز مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي بعد سيطرتهم على عدة معسكرات للجيش على رأسها معسكر القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني.

وأشار الزوي إلى أن "الأمور تحت السيطرة وأن قوات الجيش ستتقدم لتحرير المواقع التي فقدتها خلال المدة الأخيرة".

ويقع العديد من القتلى والجرحى بشكل شبه يومي في صفوف الجيش ومقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من الجهاديين، لكن لا توجد أي حصيلة رسمية للضحايا في ظل تكتم تام من الطرفين حيال التحركات العسكرية.

وكانت مصادر طبية وعسكرية ليبية قالت إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الوطني الليبي ومقاتلين في بنغازي السبت، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، فيما قصف مطار بنينا بصواريخ.

وتشهد ليبيا أعمال عنف غير مسبوقة مع اندلاع قتال بين الجماعات المسلحة التي ساعدت في إسقاط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011، في صراع للهيمنة على الحياة السياسية وموارد النفط الضخمة في البلاد.

دعم أميركي

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الليبية المكلف عبدالله الثني دعم بلاده لبناء دولة المؤسسات في ليبيا.

وأكد كيري دعمه مجلس النواب ومساعيه من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل كل مكونات الشعب الليبي.

وكشف موقع الحكومة المؤقتة الإلكتروني أنه تطابقت وجهات نظر الطرفين حول أهمية العمل من أجل حوار وطني موسع بين أبناء الشعب الليبي، للوصول إلى مصالحة وطنية شاملة تضمن استعادة الأمن والاستقرار للبلاد، ولتتمكن المؤسسات الدستورية من استكمال عملها في بناء الدولة وتحقيق الرفاهية للشعب الليبي.

Email