رافقتها ضربات جوية أميركية ومساندة من البيشمركة والميليشيات

الجيش العراقي يفك حصار «داعش» عن آمرلي

ت + ت - الحجم الطبيعي

فكّت القوات العراقية، أمس، الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش على بلدة آمرلي ذات الغالبية التركمانية في محافظة ديالى بعد هجوم منسق شنه الجيش مع قوات البيشمركة الكردية وميليشيات «الحشد الشعبي» وبغطاء جوي من طائرات أميركية نفذت غارات عديدة على مواقع التنظيم، إضافة إلى إسقاط مساعدات غذائية للمحاصرين البالغ عددهم 15 ألفاً بالمشاركة مع طائرات أسترالية وفرنسية وبريطانية.

وقال مسؤول عسكري عراقي إن «طلائع القوات العراقية دخلت الى مدينة آمرلي من محور قرية حبش جنوب المدينة، فيما لا تزال تتقدم قواتنا من ثلاثة محاور أخرى ولا تزال الاشتباكات عنيفة».

وفك حصار هذه المدينة يعد أبرز إنجاز للقوات العراقية منذ الهجوم الذي شنه «داعش» في العاشر من يونيو الماضي وفرضوا خلاله سيطرتهم على مناطق شاسعة شمال ووسط البلاد.

وصمدت هذه البلدة الواقعة على بعد 160 كيلومتراً شمال بغداد امام محاولات التنظيم لاحتلالها منذ 84 يوماً، على الرغم من حرمانها من المياه والطعام وتطويقها من جميع المنافذ.

وقال مدير ناحية سليمان بيك المجاورة لوكالة «فرانس برس» إن «الجيش والشرطة والحشد الشعبي، دخلوا ناحية امرلي الآن وفكوا الحصار عن الأهالي المتواجدين بعد أن اشتبكوا مع المسلحين الذين يحاصرون الناحية».

وأضاف أن «عناصر داعش أصبحوا بين قتيل وجريح، فيما فر الآخرون وأصبحت آمرلي محررة».

دبابات عراقية

وأكد احد سكان البلدة باتصال هاتفي مع «فرانس برس» أن قوات الجيش والحشد الشعبي الآن وسط المدينة. وقال نهاد البياتي وهو مهندس نفط لكنه تحول الى مقاتل بعد محاصرة بلدته: «استقبل سكان البلدة قوات الجيش والحشد الشعبي بالأهازيج والفرح».

وقال عامر إسماعيل أحد سكان آمرلي عبر الهاتف: «أستطيع ان أرى دبابات الجيش العراقي تجوب شوارع آمرلي. أنا سعيد جدا بأننا تخلصنا من إرهابيي داعش الذين كانوا يهددون بذبحنا».

وأضاف ان «الطريق بين بغداد وآمرلي أصبح سالكا بعد ان كانت قوات داعش تنصب حواجز تفتيش وانتشار على طول الطريق». والى جانب قوات الجيش شاركت قوات النخبة وقوات البيشمركة الكردية ومتطوعو الحشد الشعبي الذي يضم ميليشيات شيعية.

ضربات أميركية

في السياق، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة شنت غارات جوية على مقاتلي داعش قرب آمرلي أسقطت مساعدات إنسانية على المدنيين المحاصرين هناك.

وقال مسؤولون إن طائرات أميركية أسقطت أكثر من 100 حزمة من الإمدادات الطارئة، كما أسقطت طائرات من بريطانيا وفرنسا واستراليا مزيدا من المساعدات، مما يشير إلى تقدم في جهود أوباما لجذب الحلفاء إلى قتال التنظيم.

وقال السكرتير الصحافي لـ«البنتاغون» الأميرال جون كيربي: «بناء على طلب الحكومة العراقية أسقط الجيش الأميركي مساعدات إنسانية على بلدة آمرلي حيث يعيش آلاف التركمان الشيعة والذين قطع عنهم تنظيم داعش الطعام والماء والإمدادات الطبية منذ أكثر من شهرين، وبالتزامن مع هذا الإسقاط الجوي شنت الطائرات الأميركية هجمات جوية منسقة على إرهابيي التنظيم القريبين لدعم عملية المساعدة الإنسانية تلك».

وأضافت ان الطيران الأميركي شن ثلاث ضربات جوية أدت الى «تدمير ثلاث عربات هامفي وآلية مدرعة ونقطة تفتيش ودبابة بالقرب من آمرلي».

بدورها، قالت قيادة الأركان الفرنسية أنه ليلاً، ألقت طائرتا «سي-160 ترنسال» «ثلاثة أطنان من المواد الإنسانية العاجلة» قرب المدينة «بالتنسيق مع الحلفاء الأميركيين والأستراليين والبريطانيين».

وهي أول عملية مجوقلة لمجمع النقل العملاني الذي تتمثل مهمته في «مساعدة الأهالي الذين يعانون وضعاً خطراً».

كاسحات ألغام

كشفت مصادر أمنية مطلعة في محافظة ديالى عن توقف تقدم قوات البيشمركة باتجاه المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش ضمن حوض حمرين شمال شرق بعقوبة، بانتظار قدوم كاسحات ألغام أميركية حديثة، فيما أكدت قيام تنظيم داعش بتحويل أحياء وشوارع كاملة إلى ما أسمته بمصائد القتل الموجهة.

وأوضحت المصادر أن «القيادة الأميركية وافقت على دعم قوات البيشمركة بكاسحات ألغام متطورة استجابة لطلب تقدمت به منذ أسابيع لمعالجة العبوات والألغام التي ينصبها داعش في الطرق المؤدية إلى نقاط التماس في المدن والبلدات التي يسيطر عليها في ديالى والموصل». بغداد- البيان

قوات البيشمركة تقصف مواقع داعش في بلدة طوزخورماتو شمال العراق أ.ف.ب

بروكسل تسعى إلى تطويق الإرهاب بالعقوبات والتسليح

 

 

مهد زعماء الاتحاد الاوروبي الطريق لاتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش مع خيارات تتضمن وضع عقوبات وتزويد القوات المحاربة لها بالأسلحة، في وقت اعلنت استراليا انه ستساعد الولايات المتحدة في نقل اسلحة الى القوات الكردية.

وقال رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ان القمة التي اختتمت اعمالها ليلة أول من امس أوصت وزراء خارجية الاتحاد ببحث فرض عقوبات اشد ضد «داعش» منها حظر العوائد النفطية التي ينتفع بها.

واضاف رومبوي في مؤتمر صحافي عقد عقب اختتام اعمال القمة: «في بلداننا يتعين ان تكون محاربة التطرف على رأس أولوياتنا ووافقنا على تسريع اجراءات توقف تدفق المقاتلين الاجانب» ودراسة نظام تسجيل اسماء المسافرين من الاتحاد الأوروبي في ديسمبر المقبل.

وأكد التزام الاتحاد الاوروبي بـ«المساهمة في مواجهة تهديدات داعش والجماعات الارهابية الأخرى في العراق وفي سوريا» مشددا على اهمية تنسيق الجهود بين الدول المعنية في المنطقة لتحقيق ذلك.

ودعا بيان القمة الختامي جميع القادة العراقيين الى تشكيل حكومة شاملة في استجابة سياسية اولى للأزمة القائمة، مؤكدا استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم حكومة العراق في تطبيق الاصلاحات اللازمة.

وتعتبر فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة حتى الآن التي تسلم أسلحة إلى القوات الكردية إلا أن الرئيس الفرنسي هولاند قال بعد القمة إن الآخرين «سيحذون حذوه الآن وسيوفرون الوسائل الضرورية».

وبعد ساعات من الموقف الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ان استراليا ستساعد الولايات المتحدة في نقل اسلحة الى القوات الكردية في العراق.

وقال ابوت في بيان ان «الولايات المتحدة طلبت من استراليا مساعدتها في نقل مواد عسكرية بما في ذلك اسلحة وذخائر» من اجل المساهمة في «جهود متعددة الاطراف».

واوضح ان طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية الاسترالية من طراز «سي-130 هيركوليس» و«سي-17 غلوبماستر» ستنضم الى الامم الاخرى وبينها كندا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة «لإنجاز هذه المهمة الكبيرة».

Email