باحثون وأكاديميون ينوهون لـ «البيان» بأهمية تحذيرات المملكة من خطورة الإرهاب

قرقاش: حكمة خادم الحرمين قربتنا من الأمان

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بجهود المملكة العربية السعودية خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل يومين في جدة، مؤكداً أن «حكمة خادم الحرمين وحرصه وحسن تدبيره قربنا من بر الأمان».

ومشدداً على أن مصلحة الإمارات خليج عربي قوي محصّن عن خلافات المنطقة وتجاذباتها، بينما استطلعت «البيان» آراء نخبة من المحللين والخبراء والباحثين الأكاديميين السعوديين بخصوص تحذيرات خادم الحرمين الجمعة الماضية من أن خطر الإرهاب قد يصل إلى عدد من الدول خارج حدود منطقة الشرق الأوسط قريباً إن لم يبادر المجتمع الدولي إلى تنسيق جهوده.

وأكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» أمس أن «أجواء اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون كانت إيجابية، وجهد السعودية كبير ومحل التقدير والشكر».

وأضاف معاليه أن «حكمة خادم الحرمين وحرصه وحسن تدبيره قربنا من بر الأمان وعبر أطر واضحة، بعد أزمة عاصفة هي الأخطر في تاريخ المجلس». وأشار إلى أن «أطر التنفيذ للالتزامات المتفق عليها أصبحت في مكانها وأملنا ان تحقق مقصدها وأن نتجاوز الأزمة بكل مظاهرها».

وشدد معاليه على أن «الامارات خلال الأزمة كانت صريحة في التشديد على الحرص على الامن الجماعي للخليج ودوله وشعبه، وهذه المقاربة تثمر قناعة بأولوية الاستقرار».

وأضاف أن «مصلحة الامارات خليج عربي قوي نحصنه ونبعده عن خلافات المنطقة وتجاذباتها، ومكاننا مع أشقائنا والجهود المشتركة تنجز اكثر من العمل الفردي». ونوه إلى أنه «علينا جميعا مسؤولية رأب الصدع وترميم الثقة والتسامي فوق كل شيء صغير، قولا وفعلا، لأننا في قارب مشترك نريده منيعا قوياً».

وتابع معاليه: «يجب الا نسمح لمن له أجندة بان يصطاد في الماء العكر خاصة في مرحلة اعادة بناء الثقة، ولندرك ان هناك من لا يريد لنا ان ننجح». ولفت وزير الدولة للشؤون الخارجية إلى أن «نجاحنا هو نجاح للكل، ولندرك ان وحدتنا وتعاوننا مفتاح للاستقرار والازدهار، وامتحان الأشهر الماضية القاسي درس وعبرة، فلنحصن الدار مشتركين».

خبرة المملكة

وفي ظل الإشادة الإماراتية بجهود السعودية والتأكيد على الوحدة الخليجية في ظل الأوضاع المضطربة في المنطقة والتجاذبات التي تعتريها، استطلعت «البيان» آراء نخبة من المحللين والخبراء والباحثين الأكاديميين السعوديين بخصوص تحذيرات خادم الحرمين الشريفين الجمعة الماضية من أن خطر الإرهاب قد يصل إلى عدد من الدول خارج حدود منطقة الشرق الأوسط قريباً إن لم يبادر المجتمع الدولي إلى تنسيق جهوده.

وأكد رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية د. أنور عشقي أن للمملكة «خبرة طويلة في مكافحة الإرهاب حتى أصبحت تثري الدول الكبرى بالمعلومات عن الجماعات الإرهابية، ولها قدرة على مواجهة واختراق الإرهابيين وتعلم ما هم عازمون عليه».

وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين «حينما حذر وطالب بتضافر الجهود، يعلم خطورة الإرهاب على أمن هذه الدول، وحينما قال للسفراء المعتمدين لدى المملكة أن يخبروا حكوماتهم بأن عليها المبادرة في مكافحة الإرهاب بشكلٍ جدي، فإن الكلام أُخذ محمل الجد لأنه صادر عن خادم الحرمين».

وأردف: «بدأت الاستجابة تظهر من خلال تصريحات مسؤولي الدول الأوروبية والولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة والذين أدركوا أن الإرهاب يهدد أمنهم وأمن العالم».

واستطرد د. عشقي: «نعلم أن الإرهاب ما كان له أن يتفاقم لولا وجود خلخلة أمنية في الشرق الأوسط، وخاصةً في العراق وسوريا وليبيا. والعراق وسوريا أصبحتا ملاذاً آمناً لتنظيمي داعش وجبهة النصرة، وعلى العالم أن يتجه إلى إزالة الأسباب لتنتهي النتائج لا العكس».

وبشأن وجود خطة أمنية عربية يمكن أن تكون بديلاً أو موازية لخطة الغرب، خاصةً في ظل تلكؤ الأخير، أجاب د. عشقي: «بعد خطابات خادم الحرمين، تحركت الدبلوماسية السعودية في المنطقة لتؤكد أن الامن القومي العربي معرض للخطر، ونذكر هنا الاجتماع الخليجي الذي شاركت فيه مصر مؤخراً.

فمصر والسعودية تتفقان استراتيجياً على أولوية الأمن القومي العربي، واتفاق دول الخليج على تحصين أمنها سيدعم تالياً الأمن القومي العربي».

اهتمام واستجابة

من جهته، ذكر الأكاديمي والكاتب السياسي السعودي البارز د. خالد الدخيل لـ«البيان» أن تصريحات خادم الحرمين الشريفين «تعبر عن اهتمام المملكة بموضوع خطير هو انتشار الإرهاب الذي يجتاح المنطقة».

وأضاف أن العاهل السعودي «كان دعا إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، حيث قدمت المملكة مبلغ 100 مليون دولار مساهمةً منها في دعم المركز». واعتبر د. الدخيل أن السعودية «محاطة من جهات تواجه مشاكل وفي عين العاصفة»، مضيفاً أن الرياض «يهمها أن يكون هناك تنسيق دولي».

وبخصوص مدى الاستجابة الغربية لدعوة خادم الحرمين، قال إن «الاستجابة سريعة، حيث إن وزيرا خارجية ودفاع الولايات المتحدة جون كيري وتشاك هاغل سيزوران المنطقة قريباً للتنسيق في هذا الأمر». وطالب د. الدخيل بـ«تعاون عربي لأن ملف الإرهاب يهدد الجميع».

التعاون والمستويات

بدوره، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر لـ«البيان» إن «دعوة خادم الحرمين إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب، تأكيد بأن يكون هناك عمل مؤسساتي تحت مظلة الأمم المتحدة»، مضيفاً أن المملكة «استغربت اقتصار التأييد على الدعم الشفهي من دون إجراءات فعلية».

وأردف: «حينما التقى السفراء المعتمدين لدى المملكة، أعاد خادم الحرمين التأكيد على هذا الجانب لأن الإرهاب عابر للحدود، ومبدأ التعاون الدولي أساسي لمواجهته، لأنه من دونه فالكل سيتضرر».

ونوه رئيس مركز الخليج للأبحاث لـ«البيان» إلى أن «هناك استجابة دولية عبر الضربات الموجهة إلى تنظيم داعش في العراق، فالأوروبيون والأميركيون استشعروا الخطر لأن بعض رعاياهم باتوا عناصر في التنظيم، فهناك مثلاً 60 سويسرياً في داعش».

وأفاد د. عبد العزيز بن عثمان بن صقر أن هذه العناصر «تشكل شبكات أو خلايا تتواصل فيما بينها ومدربة تدريباً عالياً ومن ثم تعود إلى بلدانها لتنفيذ عمليات»، مشيراً إلى أن «تبادل المعلومات ومراقبة الحدود ضروري، فضلاً عن وجوب التواصل مع الهيئات الإسلامية في الغرب لقطع الطريق على التطرف».

وذكر أن التعاون «يجب أن يكون على 3 مستويات: تجفيف المنابع، ورصد التنظيمات، والاشتراك في القرارات، بمعنى ألا يكون هناك تباينات في الرؤى.. فبريطانيا إلى الآن تتلكأ في تصنيف تنظيم الإخوان كمنظمة إرهابية».

زيارة ظريف

أبدى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استعداده للقاء نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل والقيام بزيارة للمملكة في وقت لاحق من العام الجاري.

وقال ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنلندي إيركي توميويا: «الفرصة الأولى للمحادثات بيني وبين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ستكون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونأمل انتهاز هذه الفرصة.

وبعد ذلك أنا مستعد لزيارة السعودية واستقباله في إيران». ووجهت السعودية الدعوة إلى ظريف لزيارتها في مايو الماضي. طهران - أ.ب

البحرين: أمامنا تحدٍّ كبير في مواجهة الأخطار

 

أكد رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن «الأحداث والمواقف التي تستند إلى المصالح المتغيرة تتطلب اليقظة والوعي».

وقال خلال استقباله أمس عدداً من النواب: «أمامنا كأمة عمل وتحدٍّ كبير في مواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة، ويجب أن تدفع هذه التحديات والأخطار الدول العربية من أجل العمل على لمّ الشمل العربي».

وجدد رئيس الوزراء البحريني تأكيده أن «البحرين بلد الجميع، ويجب على الجميع الحفاظ عليها»، داعياً إلى «تعزيز الترابط الاجتماعي، لتفويت الفرصة على المتربصين بوحدتنا».

كما نوه بـ«أهمية هذا التواصل في تعزيز الوحدة الوطنية وزيادة تماسك النسيج الاجتماعي»، لافتاً إلى «ضرورة التمسك بثوابت الوحدة الوطنية، وعدم التفريط بمكتسباتها، والالتزام بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة».

كذلك، نوه رئيس الوزراء البحريني بـ«الدور الذي تضطلع به الصحافة الوطنية القائمة على تنوير الرأي العام وتحفيزه تجاه ما ينمي قيم الولاء والانتماء والتفاني في خدمة الوطن»، مشيداً بـ«جهودها في مساندة مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة لتعظيم المنجز الوطني».

 وأكد أن «التوجيهات مستمرة للمسؤولين للتواصل مع الصحافة الوطنية، ليتسنى لها استقاء المعلومات من مصادرها، بما يحفظ للصحافة مصداقيتها أمام الرأي العام».

واستعرض رئيس الوزراء البحريني خلال اللقاء مسار التعاون الحكومي البرلماني، إذ أكد أن «الحكومة تعمل دوماً على مد يد التعاون للسلطة التشريعية، بما يمكنها من أداء دورها الرقابي والتشريعي». وشدد على أن الحكومة «تدرك أن رغبات النواب تنطلق من تطلعات الشعب، لذا تحرص دوماً على الاستجابة والتفاعل معها بما تتيحه الموارد والإمكانيات».

Email