نتانياهو نفى موافقته على إقامة دولة فلسطينية

السلطة و«حماس» تتنازعان قرار السلم والحرب

مجموعة من مقاتلي القسام أمام منزل الشهيد محمد أبو شمالة خلال زيارة قام بها القيادي في حماس موسى أبو مرزوق أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أن وضع العدوان الإسرائيلي أوزاره، حتى نشب سجال بين السلطة الفلسطينية وحركة «حماس» حول «قرار السلم والحرب»، حيث أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس هذا الأمر، فردت «حماس» بأن قرار السلم والحرب بيد التوافق، في حين نفى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو موافقته على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.

قال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري في تصريح رداً على حديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن قرار السلم والحرب، إن حركته لا تعارض أن يكون هذا القرار بيد الإطار القيادي المؤقت الذي «توافقنا على إعادة تشكيله ولنحتكم إليه»، مبيناً أن ذلك لا يعني أن من يمتلك هذا القرار هو عباس. وأضاف في التصريحات التي نشرتها وكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» أمس «هذا القرار يعود للتوافق الوطني ولا توجد شرعيات غير توافقية.. ولنذهب للانتخابات.. ونحن اتفقنا على إعادة تشكيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.. وهذا لم يحدث واسألوا من يعطله».

كان عباس صرح في لقاء مع «تلفزيون فلسطين» مساء الخميس أن «قرار الحرب والسلام ليس بيد فصيل واحد وإنما بيد القيادة، وإذا كانت حماس تريد أن يكون قرار السلم والحرب بيدها فلتتصرف وحدها إذن. وأنا اصرّ على الانتخابات منذ 7 سنوات، ولن نقبل إلا بسلطة واحدة وبندقية واحدة، وقرار السلم والحرب بيد السلطة وإلا ستكون فوضى».

حكومة ظل

وقال عباس إنه يوجد في القطاع حكومة ظل، مشدداً على أنه إذا استمرت «فليس هناك وحدة»، متهماً إياها بأنها سيطرت على المساعدات التي كانت تأتي لغزة. وأضاف «يجيب أن تقوم الحكومة (حكومة الوفاق) بواجبها وإذا سارت الأمور، تبدأ العجلة بالمسير، وأنا لا أطالب بتوحيد كل شيء في لحظات فأنا أعلم أن إنهاء آثار الانقلاب الأسود يحتاج إلى سنوات» كما قال.

وقال أبو زهري «نحن لا ننتظر شعبنا يقتل وتدمر ممتلكاته ونقف متفرجين أمام معاناته حتى لا يقول عنا أحد إن هناك حكومة ظل في غزة.. وهل حكومة التوافق عملت ومنعناها». وأضاف: «مئات الآلاف من سكان غزة يتواجدون بمراكز الإيواء في المدارس بظروف حياتية صعبة، ونحن لا نقبل أن يستمر هذا الوضع، فأين حكومة التوافق من هؤلاء، وهل هي عملت وقدمت لهم شيئاً وحماس منعتها».

لجنة وطنية عليا

وشدد على أن حركته لن تنتظر حكومة التوافق أو غيرها لمساعدة المتضررين من العدوان الإسرائيلي ولن تدخر جهداً للتخفيف من معاناتهم، مضيفاً: «من يريد أن يعتبر مساعدة شعبنا حكومة ظل فليعتبرها».

ودعا أبو زهري إلى تشكيل لجنة وطنية عليا من الفصائل الفاعلة في غزة لتراقب عملية إعادة الإعمار، مطالبًا بالكشف عن نتائج مؤتمر الإعمار في عام 2009 في القاهرة والأموال المخصصة لغزة. وتساءل: «هل يعقل أن تشكل لجنة رئيسها وأعضائها من الضفة ستشرف على إعمار غزة؟ وهل شعبنا في غزة قاصر ونحن دفعنا كل دمنا وبيوتنا وقصر لنغسل أيدينا منه؟».

نتانياهو والدولة الفلسطينية

عباس تحدث أيضاً عن مفاوضات التسوية مع إسرائيل، كاشفاً عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وافق أمامه على إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 67.

وأضاف أنه بقي أمام المفاوضين ترسيم الحدود لأنها الأمر الأهم في تعريف كل مساحة. لكن مكتب نتانياهو نفى ذلك وقال إن هذا الأمر لم يحدث قط، نافياً أيضاً لقاء عباس في عمان كما أوردته صحيفة أردنية.

وكانت صحيفة «الغد» الأردنية ذكرت الخميس أن لقاء فلسطينياً إسرائيلياً رفيعاً غير معلن عقد في عمان قبل أيام من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. ورجحت مصادر سياسية للصحيفة أن اللقاء، الذي جرى برعاية أردنية، جمع في عمان عباس ونتانياهو. وقالت «الغد» إنه لم يتسن معرفة تفاصيل اللقاء.

وفاة جندي جريح

توفي جندي إسرائيلي أمس متأثراً بجروحه بعد أن أصابته قذيفة أطلقت من قطاع غزة الأسبوع الماضي في أسدود، كما أعلن الجيش. وبذلك يكون نيتانيل مامان (21 سنة) القتيل الخامس والستين بين جنود جيش الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في الثامن من يوليو، في أكبر حصيلة بشرية يتكبدها الجيش الإسرائيلي منذ الحرب على حزب الله بلبنان في العام 2006. وأصيب مامان بجروح خطيرة في أغسطس وتمت ترقيته إلى رتبة سرجنت بعد وفاته.

Email