هادي يتهم المتمردين بالتنسيق ضمناً مع «القاعدة» وجلسة لمجلس الأمن غداً

انتكاسة مفاوضات الحوثيين وتهديد بالتصعيد

تظاهرة حاشدة في صنعاء تأييداً للرئيس اليمني أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي غداً الجمعة اجتماعاً خاصاً باليمن يستمع خلاله إلى تقرير المبعوث الدولي جمال بنعمر وسط أنباء عن اقتراح بريطانيا مشروع فرض عقوبات على المتمردين الحوثيين الذين هددوا بتصعيد احتجاجاتهم إذا لم يستجب لمطالبهم الرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي اتهمهم ضمناً بالتنسيق مع تنظيم القاعدة.

وانتقد الرئيس اليمني موقف جماعة الحوثي إزاء استقرار وضع اليمن. وقال هادي إنه كلما دخل الجيش في مواجهة مع «القاعدة» فتح الحوثيون جبهة للقتال، مضيفاً «كلما كان يجري اتفاق معهم كانوا ينقضونه».

ولدى استقباله أمس هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي لحماية المكتسبات الوطنية، استعرض هادي ما جرى منذ افتعال جماعة الحوثي للحرب في دماج، رغم مرور عقود من التعايش، موضحاً أن «جماعة الحوثي فرضت واقعاً آخر وكلفت الدولة معالجات قاربت ملياراً ونصف المليار ريال».

وأضاف: «نتجنب دائماً لغة التعصب المذهبي والطائفي ونتمنى تجاوز أي منطق للطائفية ونعمل من أجل ذلك، إلا أن مفاجأة صنعاء بحشود قبلية مسلحة من مختلف مداخلها فرض واقعاً مرفوضاً شعبياً وسياسياً وطنياً وإقليمياً ودولياً، فصنعاء هي عاصمة اليمن الموحد وهي العاصمة التاريخية لـ 25 مليون يمني».

وكشف هادي تلقيه اتصالات من الولايات المتحدة ومن مجلس الأمن ومن عدد من العواصم العربية والدولية تؤكد جميعها أنه لا مجال لأي تمرد، وأن الجميع متضامنون مع اليمن ويدينون تصرفات مليشيات الحوثي.

وشدد هادي على أن العملية الانتقالية السياسية وفقاً لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.

مجلس الأمن

وبالتوازي، يعقد مجلس الأمن غداً الجمعة اجتماعاً خاصاً باليمن يستمع خلاله إلى تقرير المبعوث الدولي جمال بنعمر، وسط أنباء عن اقتراح بريطانيا مشروع عقوبات على المتمرّدين الحوثيين الذين هدّدوا بتصعيد احتجاجاتهم إذا لم يستجب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمطالبهم بإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وإقالة الحكومة، بعدما رفضوا مطالبه التي وجهها عبر رسالة رسمية إلى زعيمهم.

وذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة البريطانية اقترحت مشروع قرار دولي سيناقش في الجلسة ينص على اعتبار جماعة الحوثي معرقلة للتسوية السياسية، ومن ثم فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على الجماعة.

تهديدات الحوثي

بدوره، أعلن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي استمرار الاحتجاجات، وقال: إن «لا خيار أمام الشعب إلا الاستمرار فيها لإرغام الحكم على الاستجابة للمطالب الشعبية».

وقال في خطاب مباشر بثته قناة مملوكة لجماعته: «التحرك الشعبي الواسع سبب اهتزازاً غير مسبوق للشلة الفاسدة، ولذلك ليس هناك خيار آخر يمكن أن نراهن عليه غير التحرك الفاعل والسلمي».

ورفض الحوثي مطالب الرئيس عبد ربه منصور هادي الموجهة عبر رسالة إليه، وقال: «أقول لكل من لديه مبادرة عليهم أن يقولوا كيف سيحققون المطالب الشعبية دون أن تقول للشعب عودوا إلى بيوتكم»، داعياً أتباعه إلى تدشين المرحلة الثالثة للتصعيد ابتداء من الغد والمشاركة في صلاة الجمعة. وأضاف: «بعد هذه المرحلة سندخل المرحلة الثالثة من التصعيد وستكون أشد إيلاماً لهم ونتائجها فظيعة عليهم».

مخاوف الانتكاسة

وأثارت الانتكاسة التي منيت بها المفاوضات بين السلطات والمتمردين مخاوف سكان العاصمة صنعاء من اندلاع مواجهات مسلحة بين الجانبين. وأطلق حزب المؤتمر الشعبي الذي انقسم بين مجموعة تؤيد خطوات هادي ومجموعة أخرى يقودها الرئيس السابق علي عبدالله صالح أيدت مطالب الحوثيين، مبادرة لنزع فتيل الأزمة.

وذكر الحزب أنه «من أجل الخروج من التداعيات الخطيرة الراهنة وما آلت إليه الأمور في اليمن، فإن الحزب يقترح تشكيل حكومة شراكة وطنية تلبي تطلعات اليمنيين، على أن تتولى الحكومة الجديدة تنفيذ منظومة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الجادة والشاملة، وبما يخدم مصالح اليمنيين بمختلف فئاتهم وشرائحهم».

اشتباكات «القاعدة»

في الأثناء، قال سكان في مدينة القطن بوادي حضرموت ان اشتباكات عنيفة درات بين قوات من الجيش ووحدات مكافحة الإرهاب ومسلحين من تنظيم القاعدة عندما داهمت هذه القوات أحياء عدة في المدينة. وحسب هؤلاء فإن الاشتباكات العنيفة وقعت بين قوات الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة بعد تعرض أفراد من الجيش لكمين من مسلحي «القاعدة» في منطقة العقاد التابعة لمديرية القطن غرب مدينة شبام التاريخية.

وقال مسؤول محلي لـ «البيان» إن الاشتباكات التي استمرت حتى منتصف النهار استخدمت فيها قوات الجيش الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كما استعانت بالمروحيات لملاحقة عناصر القاعدة الذين ينشطون في منطقة وادي سر. وأكد سقوط قتلى وجرحى في المواجهات، لكن لم يعرف على وجه الدقة العدد الإجمالي للضحايا.

تحطم طائرة

تحطمت طائرة تدريب عسكرية في جنوب اليمن أمس ما أدى إلى مقتل قائدها، بحسب ما صرح مسؤول في الجيش اليمني. ووقع الحادث بينما كانت الطائرة التشيكية الصنع من طراز «ال-39 » تهبط في قاعدة عسكرية في تعز، بحسب المسؤول الذي أكد فتح تحقيق في الحادث. وقال مصدر أمني إن الطائرة وهي من نوع سوخوي سقطت أثناء هبوطها، وخرجت من المدرج وارتطمت بالسور، ما أدى إلى تحطمها. وأكد أن قائد الطائرة محمد الظبيع لقي حتفه. د.ب.أ

Email