الناطق باسم حزب التجمّع نبيل زكي لـ«البيان»:

لا فرق بين الإخوان و«داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكّد القيادي اليساري البارز والناطق باسم حزب التجمّع المصري نبيل زكي في حوار مع «البيان» رفض حزبه التصالح مع جماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى أنّ البرلمان المقبل سيكون مناهضاً للجماعات المتطرّفة، فيما اعتبر أن لا فرق بين الجماعة وتنظيم داعش، لافتاً من جهة إلى أخرى إلى أنّ «مقاعد حزب النور السلفي في البرلمان المقبل لن تتجاوز أصابع اليدين».

وفيما يلي نص الحوار:

في ضوء التحالفات الحزبية التي يجري الإعداد إليها استعدادًا لمعركة الانتخابات ما رؤيتكم لملامح البرلمان المقبل؟

البرلمان المقبل سيكون مُناهضًا للجماعات المتطرفة والإرهابية، وقطار التحالفات بين الأحزاب المصرية خطوة في بناء قوى سياسية حقيقية. كما أن هناك اجتماعات مستمرة بين أكبر تحالفين حتى الآن وهما ائتلاف الجبهة المصرية وتحالف الوفد المصري، والتنسيق على أعلى مستوى فيما بينهما لتوحيد الصف الوطني لمواجهة قوى الجهل والتطرّف.

بالحديث عن المصالحة، كيف ترى نصيب أحزاب التيار الإسلامي داخل مجلس النواب؟

لا نعترف بوجود ما يسمى «أحزاب التيار الإسلامي»، حيث إن الدستور أقرَّ حظر تأسيس الأحزاب على أساس ديني، واستمرار وجودها تحت هوية دينية يتعارض مع القانون.

ومن ثمَّ فإن مصيرها هو الحل بقرار من القضاء. فعناصر جماعة الإخوان وحلفائها من تيار الإسلام السياسي لا مكان لهم في البرلمان المقبل، ولا مكان للمتاجرة بالدين أو استغلاله.

فالشعب المصري في 30 يونيو وما بعدها قرر عزل ونبذ ورفض كل هذه الكيانات المتاجرة باسم الدين.

هناك أصوات تنادي حاليًا بعقد مصالحة مع الجماعة ما موقفكم منها؟

الشعب وكل الأحزاب المدنية رافضة تمامًا التصالح مع القتلة والإرهابيين والخونة الذين يطالبون بالتدخل الأميركي ضد مصر. فهذه خيانة ونحن في مرحلة حرب الإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه وهدم أوكاره. وأفكار الجماعات المتطرّفة وعلى رأسها جماعة الإخوان هي السبب فيما تمر به المنطقة العربية من انقسامات وصراعات

. فلا تفرقة بين الإخوان وتنظيم القاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس وغيرها، فكلها كيانات طائفية دموية تسعى إلى تقسيم المنطقة العربية لتصبح الكلمة واليد العليا في المنطقة لإسرائيل وهو ما تتمناه واشنطن، ولكن كل تلك التنظيمات مصيرها الفشل وإلى زوال.

«النور» و«الإخوان»

يعتبر «النور» أبرز الأحزاب الدينية على الساحة، فكيف استعد ائتلاف الجبهة المصرية لمنافسته في الانتخابات؟

لا خوف على الإطلاق من حزب النور، فهو تيار اعتاد العيش في كنف السلطة، كما أن موقفه في الانتخابات البرلمانية المقبلة صعب للغاية، حيث إنه كان أكثر تيار قريب الصلة من جماعة الإخوان وحليفًا لها، فضلاً عن أنه يواجه كحزب ديني ضرورة إعادة تكييف أوضاعه في ضوء الدستور الجديد.

ومن ثمَّ، فإن مقاعده المتوقعة في البرلمان القادم يمكن عدّها على أصابع اليدين.

ولكن هناك مخاوف من دخول عناصر تنظيم الإخوان البرلمان كمستقلين أو بالاندماج مع أحزاب أخرى؟

اتفق مع تلك المخاوف خاصة أنها واردة الحدوث.

فقانون الانتخابات حدد نسبة 20 في المئة للقوائم و80 في المئة للفردي، إلّا أنّ إعطاء النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان المقبل للنظام الفردي بنسبة 80 في المئة له ميزة كبرى، وهي أن الدوائر الانتخابية صغيرة ومحدودة، أي أن الناخب يعرف جيدًا شخصية كل مرشح وانتماءاته وتاريخه وأفكاره، وهو ما يجعل محاولات أي مرشح للتنكر في شخصية غير حقيقته أو وضع قناع لإخفاء انتمائه الحقيقي أمرًا صعبًا.

توجد الكثير من الأحزاب الموجودة على الساحة.. ما تقييمكم لها؟

إجراء انتخابات برلمانية نزيهة سيُحدث عملية «فلترة» لكل الأحزاب. ومن يستطيع منها إثبات وجوده في الشارع ووضع القوانين وإحداث تغيير حقيقي في شكل الحياة السياسية في مصر هو مَن سيتصدر المشهد السياسي فيما بعد.

 وما عدا ذلك من أحزاب، ستدخل في دوائر النسيان بلا جماهير أو أنصار وستذبل وتندثر مع مرور الوقت، فهناك عشرات الأحزاب الموجودة حاليًا، ولكن لو سُئل الناخب عنها فلن يتذكر منها سوى قلة قليلة جدًا.

ما رؤيتكم لمصير جماعة الإخوان في الخريطة السياسية؟

جماعة الإخوان صفحة طُويت ولن تقوم لها قائمة بعد اليوم. والعام الذي حكمته كان ضرورة لا بد منها لإنهاء وجود تنظيمها إلى الأبد، حيث أظهرت للشعب حقيقة تاريخها المبني على الاغتيالات والتفجيرات ومحاولة تمزيق النسيج الوطني وتحريك الفتن، فكتبت نهايتهم وكان إعلان لشهادة وفاتهم وتشييع جنازة تنظيمهم بلا رجعة.

Email