خلال ندوة التعاون الإعلامي في نيودلهي

العرب والهنود.. تغنٍّ بالتاريخ وتباين حيال الواقع والمستقبل

جانب من الجلسة الافتتاحية لمنتدى الحوار البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتهد نحو 75 إعلامياً عربياً وهندياً في مستهل أعمال الدورة الأولى لندوة التعاون العربي الهندي في مجال الإعلام، في البحث عن سبل توطيد علاقات التواصل لخلق معالم متقاربة للصورة الإعلامية عن الجانبيْن. ورغم تغني الجانبين بـ«التاريخ المشترك» كان التباين جلياً في تشخيص مشاكل الواقع وافترقت الآراء حيال سبل صفحة تعاون ناجح في المستقبل.

وظهر البوْن، خلال جلسات الحوار وورش العمل في اليوم الأول والتي امتدت لنحو تسع ساعات، شاسعاً، فممثلو الإعلام العربي ركّزوا على تصحيح وجهات النظر المغلوطة التي بدأت تظهر في تعاطي الإعلام الهندي مع الأحداث، بينما كان الجانب الهندي يشكو من فقدان خطوط الاتصال مع العالم العربي ومسؤوليه ومن احتكار المعلومة، وكان العنوان العريض لهذا الموقف: «أعطونا أخباراً.. ننشر».

مشاريع مشتركة

كان تركيز معظم المتحدثين العرب على ضرورة إطلاق مشاريع إعلامية مشتركة والحض على إطلاق قناة هندية بالعربية على غرار ما فعلت الصين وروسيا واليابان وغيرها، وبدت الفكرة «يتيمة» فالجانب الهندي لم يبد أي حماس لها.. فيما لم يبد المشاركون الهنود اعتراضاً على دخول الاستثمار العربي القطاع الإعلامي، الذي أوضحت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية سوشما سواراج، خلال كلمتها التي افتتحت بها الندوة، أنّه يضم 90 ألف مطبوعة، و850 قناة تلفزيونية، و400 قناة إذاعية، و100 مليون مستخدم في اليوم.

الوزيرة الهندية التي استهلت كلمتها بـ«أهلاً وسهلاً» وقرأت بيتاً من شعر أحمد شوقي يحيي فيه مقاومة المهاتما غاندي للاستعمار، أفردت مساحة واسعة من كلمتها لاستعراض تاريخي عاطفي للعلاقات بين العالم العربي والهند، فركّزت على كونها «كانت على الدوام مبنية على الاحترام المتبادل والتضامن والتعاون المثمر في العديد من المحافل الدولية» واعتبرت غرب آسيا مجالاً حيوياً للمصالح الوطنية الهندية..

وانطلقت من هذه النقطة للرد على التساؤلات العربية عن «تغيّر» في البوصلة الهندية ومواقف نيودلهي التي كانت على الدوام داعمة للحق العربي وقضاياه، فأكّدت أن لا تغيير في سياسة بلادها إزاء القضية الفلسطينية وعلى استمرار نيودلهي في التزام سياسة عدم الانحياز، وعلى أنّ ضمان استقرار وأمن المنطقة يعتبر هدفاً استراتيجياً مشتركاً بين بلدها والعرب، حيث لفتت إلى أنّ التطوّرات التي تدور في بعض بلدانهم ضمن ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي» محل «مراقبة».

وعبّرت الوزيرة سواراج عن قلق الهند «العميق» من نمو التعصّب والتطرف والإرهاب في عدد من أصقاع العالم العربي.

وبدا أن هذا الأمر، وتحديداً ما يجري في شمال العراق وغربه، يثير قلق الهنود وشغف صحافتهم وصحافييهم. وكاد ما يفعله مسلّحو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن يخطف أعمال اللقاء، وبخاصة في جلسة عمله الثانية التي استعرضت التجربة العربية الهندية في المجال الإعلامي وإمكانية تبادل الخبرات.

تعميق التعاون

ومع تأكيد المشاركين من الطرفين أهمية تعميق التعاون الإعلامي والاستفادة من التوجهات العالمية الجديدة في مجال الإعلام.. بدا أن للجانب الهندي الكثير مما يشكو منه. فكان التركيز على صدود المسؤولين العرب، ورفض جهات عربية توفير المعلومات للصحافة الهندية وتجاهل لقاء إعلامييها.

ونصح الطرف الهندي في ما يشبه البيان الختامي الطرف العربي بتشكيل وكالة أنباء تبث بأكثر من لغة وتكون ندّاً للوكالات الإخبارية العالمية المعروفة التي تعتبر نافذة الهند الوحيدة على ما يجري في العالم العربي، وحتمية خلق خط اتصال عبر جامعة الدول العربية لجسر الهوّة المعلوماتية.

من جانبها، أبرزت الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية هيفاء أبوغزالة أهمية بناء شراكات متطورة في قطاع الإعلام باعتباره محطة جديدة للتعاون بين الشعبين العربي والهندي.

وركّزت أبوغزالة على أهمية خروج الندوة بمشروع عمل يدعم التعاون، ويعزز التواصل المؤسسات الإعلامية العربية والهندية، وتقديم المساعدات والتسهيلات للصحافيين لدى الطرفين، وتشجيع تبادل المواد الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة بانتظام، ودعم إنشاء مكتبة إلكترونية عربية هندية على شبكة الإنترنت.

Email